كلمة الميثاق -
الحرب الاقتصادية التي شنها تحالف العدوان السعودي على شعبنا والتي اتخذت اشكالاً وصوراً إجرامية بشعة بدءاً من الحصار البري والبحري والجوي واستهداف الموانئ والمطارات وتدمير البنى التحتية الاقتصادية والخدمية من اليوم الأول لعدوانه في 26 مارس 2015م.. مروراً بسحب العملة الوطنية واحتلال المنشآت النفطية وموانئ تصدير الغاز والنفط والاستيلاء على عائداتها، لتكون الخطوة الأخطر نقل البنك المركزي الى عدن دون أي مسوغ قانوني بهدف حرمان مئات الآلاف من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين من الحصول على مرتباتهم التي يعتمد عليها الملايين ممن يعولونهم وترتبط بها اعمال قطاعات واسعة من الشعب اليمني الصابر والصامد أمام عدوان إرهابي يُشن ظلماً وعدواناً محاولاً اخضاعه وفرض مشاريع تشظية اليمن الى كيانات متناحرة في اطار تقسيم الدول العربية لمصلحة قوى إقليمية ودولية معادية للعرب بما في ذلك السعودية والدول الخليجية المشاركة في العدوان المستمر لما يقارب الثلاثة أعوام.. والجامعة العربية تدين اليمن لدفاعه عن نفسه بإطلاقه صاروخاً على مطار الرياض، وتقف مع النظام السعودي الذي دمر اليمن وأباد ابناءه بمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل بما فيها المحرمة دولياً -براً وبحراً وجواً- بذريعة أنها تحارب إيران التي تفصلها عن السعودية والامارات بعض الاميال البحرية.. وهذا يجعلنا نقف أمام سقوط عربي مريع تجسَّد في اجتماع الجامعة العربية -يوم أمس- بهدف توفير غطاء لنقل حرب أعراب النفط لتدمير لبنان بعد تدمير العراق واليمن وسوريا وليبيا من خلال فتنة داخلية وعدوان اسرائيلي جديد ممول سعودياً يكون بمثابة الإعلان عن بروز التحالف الأعرابي العبري بصورة رسمية.
وعودة الى الحرب العدوانية القذرة والشاملة يجب القول إن على الشعب اليمني ألا يعول إلا على نفسه منطلقاً من إيمانه بعدالة قضيته التي توجب عليه التسامي فوق الصغائر والعمل على توحيد صفه وجبهته الداخلية في مواجهة العدوان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً، ولأن الجبهة الاقتصادية هي الأخطر فلابد من العمل الجدي باتجاه مواجهة استحقاقاتها على نحوٍ مسئول وجدي بعيداً عن حسابات المصالح الإنسانية الضيقة لمكونات تحالف الدفاع عن الوطن وسيادته ووحدته واستقلاله وعلى رأسهم المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله الذين عليهم إدراك أن هذه المرحلة من مواجهة العدوان السعودي الوحشي الحاقد دقيقة وحساسة لاسيما في الجبهة الاقتصادية التي تقتضي من الجميع الابتعاد عن المماحكات والمناكفات والعمل بجدية تستشعر المسئولية تجاه اليمن وشعبه العظيم ومستقبل اجياله.
وهنا ينبغي استيعاب حقيقة أن مواجهة الحرب السعودية الاجرامية القذرة والانتصار فيها مرهون بقدرة اليمانيين على الانتصار في الجبهة الاقتصادية من خلال ايجاد حلول جذرية تبطل رهانات العدوان على حصاره الاقتصادي والذي يُراد منه إبادة الشعب اليمني بكارثة المجاعة.. والحيلولة دون وقوعها تعني الانتصار، فلا نفقد الاتجاه الصحيح للبوصلة بعد أن أصبحنا قاب قوسين من النصر الأسطوري.
|