الميثاق نت -

الإثنين, 20-نوفمبر-2017
عبدالله‮ ‬الصعفاني‮ ‬‬‬ -
إما أن العرب أغبياء وحمقى، بالمعنى المطلق، أو أننا أمام أنظمة سياسية تورطت أفراداً وجماعات مع الدوائر الغربية الأمريكية والصهيونية إلى الدرجة التي صارت فيها مجرد أدوات لزجة ومعجون عجائب- كانت إحدى الشركات توزعه مجاناً مع أحد أنواع حليب الأطفال.
* هنا لا أتحدث عن منهج التفكير السياسي المستبد الذي صادر حقوق الشعوب العربية في الحرية والحياة التي تليق بكل هذه الثروات المهدرة بل وأدخل الجميع في حالة من العداوات والنزيف الأخلاقي الذي نراه اليوم متجسداً في تعاون العدوان على اليمن، وقتل وتدمير شعب لم يعد يعرف حصراً للضربات التي يتلقاها من القريب ومن البعيد، مستفيداً من غباء أهل البيت اليمني العالقين في أبشع إدارة لأمورهم،ليكتمل العبث والفوضى والفساد بانهيارات انسانية نراها في قطع المرتبات وتجفيف المداخيل وإشاعة الفقر والجوع والكوليرا، فيما مخزون الدواء ينفد،‮ ‬إما‮ ‬بفعل‮ ‬الحصار‮ ‬وإما‮ ‬لحالة‮ ‬العوز‮ ‬والفقر‮ ‬الذي‮ ‬يصير‮ ‬معه‮ ‬الدواء‮ ‬رفاهية‮ ‬بعيدة‮ ‬المنال‮ ‬على‮ ‬الغالبية‮ ‬العظمى‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
* ولعل أزمة أكثر من مليون موظف كانوا ينفقون على الملايين من أفراد أسر يمنية تعاني من الجوع وأزمات المشتقات النفطية وفي الطليعة غاز المنازل، ليست سوى عناوين لتفاصيل حياة يمنية بائسة وصل تأثيرها إلى انخفاض أوزان الأطفال حديثي الولادة بل وإصابة الكثير منهم بهشاشة‮ ‬العظام‮ ‬حتى‮ ‬قبل‮ ‬مغادرة‮ ‬أرحام‮ ‬أمهاتهم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬
* العرب حمقى وأغبياء بالمعنى المرحلي والاستراتيجي في موقفهم العدائي من اليمن وشعبه، بدليل تنامي نزعات عدوانية الجيران، لا فرق بين سعودية أو إمارات أو مصر أو سودان، وإلا كيف لهم وخلال ما يقرب من السنوات الثلاث أن يتواطأوا وينافقوا ويتفقوا على اليمن ويضحوا بشعبه في الطريق للتضحية باستقرارهم حتى شاهدنا بؤرة العدوان الخارجي على اليمن تدخل مرحلة اعتقال أمراء ورجال أعمال وتنزف مئات المليارات، ممثلين في الطبيعة دور أدوات وأبقار حلوب تقدم نفسها وغيرها ضحايا ما يمكن وصفه بالتحالف الخفي بين أمريكا والغرب عموماً وبين إيران‮ ‬وتركيا‮ ‬كدولتين‮ ‬إقليميتين‮ ‬تفرضان‮ ‬أجندتهما‮ ‬على‮ ‬العرب‮ ‬بغباء‮ ‬العرب‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
* ويتحدث الراصدون عن تقديم عرب الخليج مليارات اسقاط صدام رفضاً لشيعية إيران فيذهب العراق إلى إيران، ومليارات متوالية لضرب إيران ولكن في لبنان وسوريا وقطر واليمن، فإذا بإيران تستفيد بملفها النووي وتطلعاتها الإقليمية ومصالحها مع أمريكا وأوروبا وروسيا وتركيا.
* ولا قراءة للعربان سوى في خانة نزعاتهم العدوانية ونقص الوعي بالذات وبحقوق أشقائهم في اليمن الذين صار من يتحكم في مصائرهم من اليمنيين إما عالقو فنادق داخل غرف الاحتقار، وإما عالقون في تحويل الاحتراب إلى مادة في الصراع الداخلي قبل الخارجي والإتيان على ما تبقى في البلاد من موارد، لا فرق بين من يتسلطون على الرقاب هنا وهناك مضغاً للعظام وسباقاً على ما بقي من أسباب الحياة بمتواليات العبث واللصوصية دونما اعتبار لوجود الله القوي المتين، أو رحمة لشعب صار في معظمه من الفقراء والمساكين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52271.htm