عبدالملك الفهيدي - لسلطنة عمان -سلطانا وحكومة وشعبا-اسمى ايات التهاني والتبريكات بمناسبة العيد الوطني للسلطنة مع وافر الامنيات باستمرار الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء.
عمان السلطنة بشعبها. وقيادتها تستحق منا الشكر لانها قدمت انموذجا مختلفا كشعب شقيق ودولة جارة ،فحين تكالب الاشقاء علينا بتحالف عدوانهم وأمعنوا في قتلنا وتدميرنا رفض الاشقاء العمانيون المشاركة في العدوان ويتذكر الجميع تصريح وزير خارجية السلطنة السيد يوسف بن علوي حين برر رفضهم الانخراط في العدوان على اليمن بقوله :لا نريد أن يسجل التاريخ ان عمان اعتدت يوما على اليمن .
ولم تكتف عمان بذلك بل فتحت صدرها وأبوابها امام اليمنيين حين ضاقت بهم السبل وقدمت المساعدة والدعم في علاج الجرحى ،وشاركت ولا تزال في بذل جهود سياسية ودبلوماسية رامية لايقاف الحرب العدوانية على اليمن وتحقيق السلام وتوسطت واحتضنت جولات مشاورات في هذا الجانب....وفضلا عن ذلك وحين شدد تحالف العدوان حصاره على شعبنا واعلن اغلاق كافة المنافذ اعلنت عمان فتح منافذها امام اليمنيين.
وليس مبالغة القول انه على مدى ألف يوم منذ بدء عدوان التحالف بقيادة السعودية على اليمن مثلت الشقيقة سلطنة عمان الرئة التي نتنفس منها ونحن نتعرض لكل هذا العدوان الهمجي والحصار الظالم مجسدة بذلك حكمة السياسة ،وعقلانية القرار،وانسانية الموقف،وحفظت حقوق القربى والدم والجوار .
البعض قد يقول ولكن السلطنة تعترف بشرعية هادي وهو ما يتسق مع الموقف السعودي وتحالفه العدواني وهذا صحيح وهو موقف لا يؤثر على موقفها الرافض للعدوان بل انه يسهم بايجابية في ان تلعب دور الوسيط المقبول من كافة الأطراف اليمنية ، وهذا بحد ذاته قضية ذات اهمية في العمل السياسي والدبلوماسي اذ ما الذي كان يمنع السلطنة ان تجاري الاخرين وتنضم الى تحالف عدوانهم وتشارك في قتلنا وتدمير بلدنا ؟ولم يكن احد حينها سيقول شيئا عن موقف كهذا خاصة في ظل التواطىء العالمي مع تحالف العدوان الذي تقوده السعودية
لكن رفض السلطنة الانخراط في الحرب علينا عكس عقلانية وحكمة قيادة الاشقاء في السلطنة ممثلة بجلالة السلطان قابوس وجاء في إطار مواقف وسياسات عمان التي ظلت منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي تتميز بالحكمة والنأي بالنفس عن الانخراط في صراعات اقليمية مدمرة لم يجن منها احد سوى القتل والدمار وزعزعة الامن والاستقرار واتاحة الفرصة للقوى الاخرى اقليمية او دولية للتدخل في شؤون العرب واحتلال وتدمير بلدانهم بحروب فتاكة دمرت كل فرص ان يصبح للعرب مكانة بين الأمم ...
ويكفي السلطنة فخرا أن التاريخ سيسجل لها موقفها تجاه الشعب اليمني حين تعرض لعدوان وحصار اشقائه وأنها رفضت تلطيخ يدها بدماء اشقائها وجيرانها اليمنيين كما فعل الآخرون .
شكرا لعمان السلطنة وسلطانها وحكومتها وشعبها ...والأمنيات لهم في عيدهم الوطني بمزيد من الرخاء والازدهار ...
|