الميثاق نت -

الثلاثاء, 21-نوفمبر-2017
حسين‮ ‬علي‮ ‬الخلقي -
قبل‮ ‬أن‮ ‬يموت‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬عبدالرحمن‮ ‬آل‮ ‬سعود‮ ‬مؤسس‮ ‬الدولة‮ ‬السعودية‮ ‬الثالثة‮ ‬1932م‮ ‬قال‮ ‬في‮ ‬وصيته‮ ‬لأولاده‮ ‬وفقاً‮ ‬للرواية‮ ‬الشعبية‮ ‬المتداولة‮: ‬
‮"‬خيركم‮ ‬من‮ ‬اليمن‮ ‬،‮ ‬وشركم‮ ‬من‮ ‬اليمن‮".‬
اولاده‮ ‬استقبلوا‮ ‬وصية‮ ‬والدهم‮ ‬بغباء‮ ‬شديد،‮ ‬تعاملوا‮ ‬معها‮ ‬بنفوسهم‮ ‬المريضة‮ ‬الحاقدة‮ ‬الشريرة،‮ ‬النفس‮ ‬الأمارة‮ ‬بالسوء‮..‬
نظروا‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬الشر‮ ‬فقط‮ ‬،‮ ‬وتجاهلوا‮ ‬جانب‮ ‬الخير‮.. ‬فمن‮ ‬يزرع‮ ‬الشوك‮ ‬لايحصد‮ ‬العنب‮..‬
تعاملوا‮ ‬مع‮ ‬اليمن‮ ‬بخبث‮ ‬وحقد،‮ ‬صدروا‮ ‬الشر‮ ‬بأشكاله‮ ‬وألوانه‮ ‬وتآمروا‮ ‬ودعموا‮ ‬بسخاء‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬عدم‮ ‬السماح‮ ‬لليمنيين‮ ‬بالإستقرار‮ ‬واقامة‮ ‬دولة‮ ‬موحدة‮ ‬قوية‮ ‬آمنة‮ ‬مستقرة‮ ‬مزدهرة‮.. ‬
فبعد قتلهم أكثر من 3000حاج يمني في منطقة تنومة السعودية في الثلاثينيات ، تآمروا خلال الفترة (1962-1970م) لإفشال الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر 1962م، 14 أكتوبر1963م ، 30 نوفمبر1967م، قام النظام السعودي في 1977م عبر أدواته باغتيال الرئيسين اليمنيين الشهيد إبراهيم الحمدي في صنعاء والشهيد سالم ربيع علي في عدن، وذلك ضمن سعي السعودية الى إفشال إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، لكن اليمنيين نجحوا وفاجأوا العالم بإعادة تحقيقها في 22 مايو1990م على يد الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح ، رئيس المؤتمر الشعبي العام..
ثم‮ ‬دعمت‮ ‬السعودية‮ ‬الانفصاليين‮ ‬في‮ ‬حرب‮ ‬صيف‮ ‬1994م‮ ‬لكن‮ ‬كعادتها‮ ‬خسرت‮ ‬الرهان،‮ ‬واستطاع‮ ‬اليمنيون‮ ‬الانتصار‮ ‬في‮ ‬حرب‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬الوحدة‮ ‬في‮ ‬7‮ ‬يوليو‮ ‬1994م‮..‬
لماذا‮ ‬لم‮ ‬يفكر‮ ‬أولاد‮ ‬سعود‮ ‬بأن‮ ‬خيرهم‮ ‬من‮ ‬اليمن‮ ‬؟
حاول كل رؤساء اليمن العمل على إقامة علاقات أخوية قائمة على الاحترام والتعاون المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين.. علاقات يسودها تبادل المصالح قائمة على الندية، وبذل الزعيم علي عبدالله صالح جهداً كبيراً في سبيل ذلك من منطلق المصلحة المشتركه للبلدين‮ ‬الجارين‮ ‬والشعبين‮ ‬الشقيقين‮ ‬ومصلحة‮ ‬الأمة‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮..‬
فشلت‮ ‬كل‮ ‬المحاولات‮ ‬أمام‮ ‬غرورهم‮ ‬بعلاقاتهم‮ ‬مع‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الأمريكية‮ ‬والمملكة‮ ‬المتحدة،‮ ‬وتجبرهم‮ ‬بالمال‮ ‬جعلهم‮ ‬في‮ ‬ظلماتهم‮ ‬وتيههم‮ ‬يعمهون‮..‬
والدليل‮ ‬على‮ ‬غبائهم‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬نتائج‮ ‬تصرفات‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬لاتخدمه‮ ‬في‮ ‬شيء‮ ‬بل‮ ‬تصب‮ ‬في‮ ‬صالح‮ ‬خصومهم‮ ‬،‮ ‬ورفعت‮ ‬الرصيد‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬أعدائهم‮..‬
النظام‮ ‬السعودي‮ ‬دعم‮ ‬الحرب‮ ‬الأمريكية‮ ‬البريطانية‮ ‬في‮ ‬افغانستان،‮ ‬فطارت‮ ‬سيطرته‮ ‬على‮ ‬كابول‮ ‬التي‮ ‬ولت‮ ‬وجهها‮ ‬شطر‮ ‬طهران‮..‬
مول‮ ‬الحرب‮ ‬الأمريكية‮ ‬البريطانية‮ ‬في‮ ‬العراق‮ ‬وتآمر‮ ‬على‮ ‬الرئيس‮ ‬الشهيد‮ ‬صدام‮ ‬حسين،‮ ‬والشعب‮ ‬والجيش‮ ‬العراقي‮ ‬فسلم‮ ‬العراق‮ ‬على‮ ‬طبق‮ ‬من‮ ‬ذهب‮ ‬لإيران‮..‬
خسر‮ ‬الحروب‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وسوريا‮ ‬التي‮ ‬اعتمد‮ ‬فيها‮ ‬على‮ ‬ذراعه‮ ‬القوي‮ ‬الجماعات‮ ‬الإرهابية‮ ‬لقتل‮ ‬اليمنيين‮ ‬والسوريين‮ ‬،‮ ‬وفشلت‮ ‬سياسته‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬ليخسر‮ ‬ورقته‮ ‬الأخيرة‮.. ‬
لم‮ ‬يتوقع‮ ‬اليمنيون‮ ‬أن‮ ‬يقوم‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬بشن‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬الغاشم‮ ‬والحصار‮ ‬الجائر‮ ‬لأن‮ ‬اليمنيين‮ ‬كانوا‮ ‬ينظرون‮ ‬للسعودية‮ ‬دولة‮ ‬جارة‮ ‬وشقيقة‮ ‬،‮ ‬كانوا‮ ‬يطلقون‮ ‬عليها‮ ‬اسم‮ "‬الجارة‮ ‬الكبرى‮"..‬
هاهو العدوان والحصار يدخل يومه الـ1000 وسط صمود اسطوري للشعب اليمني الذي يواجه 17 دولة.. وهاهو النظام السعودي يتهاوى من الداخل تعصف به الخلافات الداخلية بين اولاد عبدالعزيز آل سعود بسبب الصراع على عرش المملكة وبسبب هزائمهم في كل المواجهات وفي طليعتها هزيمتهم‮ ‬النكراء‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ .‬
هاهو‮ ‬الشر‮ ‬يرتد‮ ‬على‮ ‬المعتدين‮ ‬آل‮ ‬سعود‮ ‬و‮(‬انقلب‮ ‬السحر‮ ‬على‮ ‬الساحر‮)‬
لو‮ ‬كان‮ ‬فيهم‮ ‬رجل‮ ‬رشيد‮ ‬لما‮ ‬وصلوا‮ ‬الى‮ ‬ماوصلوا‮ ‬اليه‮ ‬اليوم‮ ‬من‮ ‬الضعف‮ ‬والهوان،‮ ‬كان‮ ‬بمقدورهم‮ ‬التعاون‮ ‬مع‮ ‬اليمن‮ ‬والخير‮ ‬سيعم‮ ‬البلدين‮.. ‬لأن‮ ‬لكل‮ ‬فعل‮ ‬رد‮ ‬فعل‮ ‬مساوىاً‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬القوة‮ ‬مضاداً‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬الاتجاه‮..‬
لو‮ ‬ارسلت‮ ‬السعوديه‮ ‬الخير‮ ‬الى‮ ‬اليمن‮ ‬لكان‮ ‬رجع‮ ‬لها‮ ‬الخير،‮ ‬
لكنها‮ ‬ارسلت‮ ‬الى‮ ‬اليمن‮ ‬الحصار‮ ‬والعدوان‮ ‬فرجع‮ ‬لها‮ ‬الهزيمة‮ ‬والخيبة‮ ‬والخسران‮ ‬على‮ ‬رأس‮ ‬الصاروخ‮ ‬اليمني‮ "‬بركان‮".‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52286.htm