الإثنين, 27-نوفمبر-2017
الميثاق نت : -
أكد‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬السياسيين‮ ‬أن‮ ‬التداعيات‮ ‬داخل‮ ‬السعودية‮ ‬هي‮ ‬انعكاس‮ ‬لاستعجال‮ ‬محمد‮ ‬سلمان‮ ‬للانقلاب‮ ‬على‮ ‬الأسرة‮ ‬الحاكمة‮ ‬والوصول‮ ‬الى‮ ‬كرسي‮ ‬الحكم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقالوا لـ»الميثاق«: إنه ولكي يقفز محمد سلمان على الواقع الداخلي اضطر الى تحويل التحالف الخفي مع إسرائيل الى تحالف علني وكان التحالف الاسرائيلي السعودي الأمريكي على اليمن إحدى الأدوات التي أراد بها سلمان وابنه تمكين الأخير من تقوية شوكته العسكرية عبر العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮.‬‬‬‬
مشيرين بأنه عندما تحول العدوان على اليمن الى فشل لمحمد سلمان وكذلك ما تلقته السعودية من هزائم في كل من سوريا والعراق وسقوط المشروع السعودي أربك الأجندة السعودية وجعل ابن سلمان يتصرف تصرفات طائشة.
مضيفين: أن ما يحدث في الداخل السعودي ليس ببعيد عنا وأنه كما كان العدوان في بدايته سبباً في إزاحة مقرن من ولاية العهد كان في وسطه سبباً في إزاحة محمد بن نايف وأن استخدام السعودية شماعة إيران هو لتدمير ما تبقى من الدول العربية بعد فشل مشروعها في كل من اليمن وسوريا‮ ‬والعراق‮..‬‬‬
فإلى‮ ‬الحصيلة‮:‬‬‬

في‮ ‬البداية‮ ‬تحدث‮ ‬الدكتور‮/ ‬عبدالحفيظ‮ ‬النهاري‮ -‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬الدائرة‮ ‬الإعلامية‮ ‬بالمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬قائلاً‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
التداعيات داخل السعودية هي انعكاس لاستعجال محمد بن سلمان للانقلاب على الأسرة الحاكمة السعودية في الوصول إلى كرسي المُلك متجاوزاً تقاليد العائلة في الانتقال والتداول التوافقي للسلطة بين أبناء الملك عبدالعزيز وأحفاده، وهو انقلاب على الضوابط والأسس التي وضعها‮ ‬الملك‮ ‬الراحل‮ ‬عبد‮ ‬الله‮ ‬بن‮ ‬عبد‮ ‬العزيز‮ ‬لضبط‮ ‬الانتقال‮ ‬السلس‮ ‬للملك‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬الملك‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬وأبنائهم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وانقلابات محمد بن سلمان طمعاً في وراثة الملك وحصره في فرع سلمان تتمثل بدايةً بوضع محمد بن سلمان وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الاقتصاد ومنحه صلاحيات هي من صلاحيات الملك وولي العهد، ثم بالانقلاب على ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووضع الملك سلمان ابنه‮ ‬مكانه‮ ‬بصورة‮ ‬غير‮ ‬شرعية‮ ‬ومخالفة‮ ‬للضوابط‮ ‬والأعراف‮ ‬الأسرية،‮ ‬وتمثل‮ ‬الانقلاب‮ ‬الثالث‮ ‬في‮ ‬الانقلاب‮ ‬على‮ ‬ولي‮ ‬العهد‮ ‬محمد‮ ‬بن‮ ‬نايف‮ ‬وإزاحته‮ ‬من‮ ‬ولاية‮ ‬العهد‮ ‬لصالح‮ ‬بن‮ ‬سلمان‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وإذاً، فما يحدث في الرياض من تداعيات داخل الأسرة المالكة هو استكمال للانقلابات المتعددة التي قام بها محمد بن سلمان بإسناد والده في الاستيلاء المتدرج على مفاصل الحكم والقوة خارج شرعية التوافق الأسري والنظام المنظم لتداول الحكم داخل الأسرة السعودية الحاكمة، وذلك‮ ‬تطلعاً‮ ‬إلى‮ ‬الإمساك‮ ‬بمفاصل‮ ‬القوة‮ : ‬العسكرية،‮ ‬والأمنية،‮ ‬والاقتصادية،‮ ‬والإعلامية‮ ‬والدينية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لكنه بذلك قد أثار على نفسه الأجنحة العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والدينية داخل الأسرة وداخل النخب السعودية، نظراً لاستعجال انقلابه على الجميع وطموحه في الانقلاب على الجميع والانفراد لأول مرة بحكم المملكة بفرع واحد من فروع الأسرة الحاكمة.
وأوضح النهاري أنه بالرغم من كون كل ذلك شأناً سعودياً داخلياً لا يعنينا في اليمن إلا بمقدار مراعاة حسن الجوار والحفاظ على المصالح المشتركة والأمن المشترك بين البلدين وفق الأعراف والقوانين الدولية، إلا أن هذا الطموح الداخلي لمحمد بن سلمان أثر وتأثر بصورة مباشرة بالمحيط الإقليمي والدولي، حيث قاده طموحه غير المشروع إلى شراء موافقة أمريكاـ ترامب غير الراضية عن السعودية، وغير المكترثة بها، والتي تميل مؤسسياً إلى ولي العهد محمد بن نايف الذي تعرفه وتطمئن إليه الولايات المتحدة وتنسق معه سياساتها الأمنية في المنطقة.
ولكي يقفز بن سلمان فوق ابن عمه اضطر إلى تحويل التحالف الخفي مع إسرائيل في المنطقة ضد إيران وضد المصالح العربية في سوريا والعراق ولبنان وغيرها، إلى تحالف علني في مواجهة إيران، بل في مخالفة الولايات المتحدة ضد الاتفاق النووي.
وقبل كل هذا كان إعلان العدوان التحالفي الخليجي ـ الأمريكي ـ العربي ـ الإسرائيلي على اليمن إحدى الأدوات التي أراد الملك سلمان وابنه تمكين الأخير من تقوية شوكته العسكرية عبر العدوان على اليمن بأيادي المرتزقة من اليمنيين والعرب والمسلمين والأجانب.
مشيراً الى أنه لما تحول العدوان على اليمن إلى فشل لمحمد بن سلمان، واجه النظام السعودي كذلك هزائم أخرى في المحيط العربي، تتمثل في تراجع وسقوط تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وذلك في سوريا وفي العراق وفي اليمن، ولبنان، وسقط المشروع السعودي في تفكيك‮ ‬العراق‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬سقوط‮ ‬المشروع‮ ‬الكردي‮ ‬وبصورة‮ ‬خاطفة‮ ‬أربكت‮ ‬الأجندة‮ ‬السعودية‮ ‬والخليجية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
مضيفاً أن تصرفات الغلام الطائشة لم تقتصر على المحيط العربي، بل انتقلت لتفكيك مجلس التعاون الخليجي من خلال خلافه مع قطر وعدوانه عليها، ونية الانقلاب على نظامها، وسياسة الهيمنة على دول الخليج، وهو ما سجل فشلاً إضافياً لما ذكرناه.
وبعد تلك الارتدادات المهزومة تصوّر محمد بن سلمان أن جبهة لبنان هي الجبهة الضعيفة التي يمكن أن يحقق فيها انتصاراً ما، فحرض إسرائيل والولايات المتحدة على معركة خاسرة ضد حزب الله تحت مبرر مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وبدأ ترامب يتذكر الضحايا الأمريكيين في‮ ‬شواطئ‮ ‬بيروت،‮ ‬بينما‮ ‬لا‮ ‬ترغب‮ ‬إسرائيل‮ ‬في‮ ‬فتح‮ ‬جبهة‮ ‬تعرف‮ ‬أن‮ ‬صواريخها‮ ‬ستتساقط‮ ‬على‮ ‬رأسها،‮ ‬وخاصة‮ ‬مع‮ ‬الوضع‮ ‬السوري‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬لديه‮ ‬ما‮ ‬يخسره‮ ‬في‮ ‬حربه‮ ‬مع‮ ‬إسرائيل‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبينما نفذ محمد بن سلمان انقلابه على الأجنحة والنخب العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية تحت مبرر الفساد، أراد أن يشمل رئيس وزراء لبنان وعائلة الحريري بذلك الانقلاب باعتبارها إحدى العوائل الوظيفية الاقتصادية للعائلة السعودية، غير مكترث بوضعه السيادي وبالأعراف‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬في‮ ‬العلاقات‮ ‬بين‮ ‬الدول،‮ ‬معتبرا‮ ‬لبنان‮ ‬ضيعة‮ ‬سعودية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبدلا‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬قد‮ ‬استجمع‮ ‬كل‮ ‬عوامل‮ ‬القوة‮ ‬بهذا‮ ‬الانقلاب‮ ‬الشامل،‮ ‬يبدو‮ ‬أنه‮ ‬تورط‮ ‬في‮ ‬استثارة‮ ‬وعداء‮ ‬كل‮ ‬هؤلاء‮ ‬دفعة‮ ‬واحدة‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وعلى التوالي سقط الصاروخ البالستي اليمني في الرياض، ليسقط معه مشروع بن سلمان في لبنان، ويسجل تحولاً مهماً واستراتيجياً في مسار العدوان السعودي على اليمن، ويسجل فشلاً عسكرياً إضافياً للغلام الطموح- بحسب كثير من المحللين والمتابعين.
وأصبح بفضل تماسك الجبهة الداخلية اللبنانية وحنكة الرئيس اللبناني ميشال عون، مطالبا أمام القانون الدولي بالإفراج عن رئيس وزراء دولة مستقلة ذات سيادة، وإعادته إلى بلده، والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، فضلاً عن عدم رغبة إسرائيل في التصعيد، وعدم اكتراث‮ ‬أمريكا‮ ‬برغبات‮ ‬الغلام‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬حدود‮ ‬ابتزاز‮ ‬ترامب‮ ‬له‮ ‬مالياً‮ ‬وتطلعاً‮ ‬إلى‮ ‬الاستحواذ‮ ‬على‮ ‬أرامكو‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كل هذا يحصر غضب بن سلمان وفشله وورطته بإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية المتبقية لليمن، وبقصف المدنيين في اليمن و وتدمير المنشآت ومحاولة الحشد للجبهات، ويأتي اجتماعه بقيادات الإصلاح في محاولة لتعزيز موقف المرتزقة عسكريا ومحاولة لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية‮ ‬للعدوان‮.‬‬‬
مشيراً الى أنه كان من الملفت ربط إيران وحزب الله بإطلاق الصاروخ بصورة غير منطقية لغرض رسم محور المعركة القادمة، وهروب من الحقائق العسكرية، الأمر الذي جعل الرئيس روحاني يطلق تصريحاً ملفتاً بقوله: إذا كان الصاروخ الذي أطلق هو من إيران فلماذا تقصفون اليمن؟ ومثل‮ ‬هذا‮ ‬التصريح‮ ‬يشكل‮ ‬صفعة‮ ‬للسعودية‮ ‬التي‮ ‬تريد‮ ‬زورا‮ ‬أن‮ ‬تبرر‮ ‬الربط‮ ‬بين‮ ‬معركتها‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ومعركتها‮ ‬ضد‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬لبنان،‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬مواجهة‮ ‬إيران‮ ‬التي‮ ‬تشاطؤها‮ ‬جغرافيا‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ومع‮ ‬تداخل‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬الفشل‮ ‬الداخلي‮ ‬والخارجي‮ ‬لانقلابات‮ ‬بن‮ ‬سلمان،‮ ‬أصبح‮ ‬أمام‮ ‬ورطات‮ ‬كبرى‮ ‬داخلية‮ ‬وإقليمية‮ ‬وعالمية‮ ‬ستنعكس‮ ‬على‮ ‬مستقبله‮ ‬بل‮ ‬قد‮ ‬تكون‮ ‬المانع‮ ‬له‮ ‬من‮ ‬الوصول‮ ‬إلى‮ ‬العرش‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ولسنا هنا بصدد التحليل المفصل للشأن الداخلي السعودي، بل لأنه يرتبط مباشرة بالعدوان على اليمن، ذلك أنه ومع الأسف سيظل اليمن بسبب وجود المرتزقة اليمنيين في السعودية هو الساحة الوحيدة للتعبير عن طيش وغضب بن سلمان من أخطائه التي تتساقط على رأسه.
مؤكداً بأنه مع غياب الضمير الدولي وتواطؤ المجتمع الدولي فإنه لا مجال على المدى المنظور إلا بمزيد من الصمود والضربات النوعية التي تضعف موقف بن سلمان الداخلي العسكري والسياسي والأمني، وهو ما تنتظره النخب السعودية التي انقلب عليها داخل الأسرة وخارجها.
وبحسب (نيك باتلر) رئيس معهد King Policy البريطاني فإنه "مالم يكبح الملك سلمان جماح ابنه الطائش وإعادة السعودية إلى وضعها الطبيعي بعد ثلاث سنوات من الطموح (الفوضوي) وتزايد عدم الاستقرار، فإنا سنرى قصة تفكك آل سعود، من خلال كسر الملك (المريض) للتوازن الدقيق داخل الأسرة الحاكمة لترقية ابنه الشاب (المغرور) الذي تسبب في العداء مع الجيران والأصدقاء، وتسبب في العزلة التي تعيشها السعودية، وتصرفاته في اليمن التي تزيد حدة التوترات في المنطقة، وزيادة ضعف قوات الدفاع الخاصة بالمملكة، والقطيعة الداخلية مع النخب، فعائلة‮ ‬آل‮ ‬سعود‮ ‬ضعيفة‮ ‬بطبيعتها‮ ‬لأنها‮ ‬بدون‮ ‬شرعية‮ ‬ديمقراطية‮ ‬ولم‮ ‬يعد‮ ‬لها‮ ‬إلا‮ ‬قليل‮ ‬من‮ ‬الأصدقاء‮".‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وهكذا ترتبط كل هذه التفاصيل والتقاطعات مع الحرب العدوانية على اليمن، فما يعتمل في الداخل السعودي لم يعد شأناً سعودياً، بل شأناً ينعكس على الإقليم ومنه اليمن والعدوان على اليمن.. ولا نستطيع الحديث عن أثر ذلك على اليمن بمعزل عن التشابكات للموقف الكلي وتداعياته‮ ‬على‮ ‬المنطقة‮ ‬والعالم‮.. ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬يحتمل‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬قلوب‮ ‬العالم‮ ‬معه‮ ‬وسيوفهم‮ ‬عليه‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
واختتم الدكتور النهاري حديثه بالقول: أتصور أن متغيرات الداخل السعودي التي هي في غير صالح الأمير الطموح ستكون حاسمة لصالح إنهاء العدوان القائم على اليمن، وسيكون هذا العدوان واحداً من المآزق التي ستسقط ابن سلمان وتبعده عن الوصول إلى العرش، ما لم يتلافَ هذا الخطأ‮ ‬الفادح‮ ‬بإيقاف‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬وهذه‮ ‬الحرب‮ ‬الظالمة‮ ‬والعبثية،‮ ‬والاعتذار‮ ‬للشعب‮ ‬اليمني،‮ ‬وإعادة‮ ‬إعمار‮ ‬اليمن،‮ ‬والمصالحة‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬النخب‮ ‬اليمنية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأتصور أن مزيداً من الصبر الاستراتيجي مازال مطلوباً أكثر من أي وقت مضى لأن الرهان على الوقت سيسقط العدوان وسيضع المعتدين أمام جرائمهم وسيكون العدوان على اليمن هو الهاوية التي سيسقط فيها الأمير المعتدي، الذي أراد من عدوانه أن يكون جسراً يحمله إلى العرش، ولم‮ ‬يتحسب‮ ‬للجرائم‮ ‬لدماء‮ ‬اليمنيين‮ ‬التي‮ ‬ستلاحقه‮ ‬وتحول‮ ‬بينه‮ ‬وبين‮ ‬طموحه‮ ‬غير‮ ‬المشروع،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬أصبح‮ ‬مرئياً‮ ‬لكافة‮ ‬أفراد‮ ‬الأسرة‮ ‬والنخب‮ ‬السعودية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

من‮ ‬جانبه‮ ‬تحدث‮ ‬الأستاذ‮ ‬شايف‮ ‬عزي‮ ‬صغير‮ -‬الأمين‮ ‬العام‮ ‬للحزب‮ ‬الناصري‮ ‬الديمقراطي‮- ‬قائلاً‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ما يحدث داخل السعودية بين الأمراء ليس ببعيد عن اليمن، فكما كانت حرب اليمن منذ بداياتها سبباً في إزاحة ولي العهد مقرن، كانت في وسطها سبباً في إزاحة محمد بن نايف، وكانت في آخر حلقاتها سبباً في ادخال اكثر من خمسة عشر أميراً وعدد آخر من الوزراء ورجال الأعمال في قائمة الفساد، لافساح المجال أمام تولي محمد سلمان المُلك.. اليمن طريق السعودية للتسيد على القرار العربي والإسلامي، واليمن طريق السعودية الى السقوط والاضمحلال خاصة إذا ما سلكت نفس الطريق التي تسير اليها الآن وهي طريق العمالة وخدمة الاستعمار، وبيع قضية فلسطين‮ ‬والاشتغال‮ ‬بأحداث‮ ‬وهمية‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬القضايا‮ ‬المصيرية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬
داعش صناعة أمريكية وتبنّي سعودي خليجي مشترك، الهدف منه تمكين العدو التاريخي والاستعمار الامبريالي من الأمة العربية والاسلامية، فكما هو موضوع له استهداف قوة الاقتدار العربي في كل الجمهوريات العربية هو أيضاً استهداف للأمة العربية والاسلامية من التقارب والتنسيق وبناء استراتيجيات لمواجهة اعدائهم فهو عملية تستهدف الأمة الاسلامية والاسلام في حقيقته كدين سلام وتعايش ورحمة وتنمية.. لينقلب الى دين ذبح وقتل وتشريد لينفر الراغبين في الدخول اليه.. ومع انتهاء مهمة داعش وقبله القاعدة وسقوط مشروعيهما من خلال وعي ومواجهته في سوريا والعراق ولبنان واليمن، كان لابد من تكشف المستور وخروج المشاريع الاستعمارية بوجهها الحقيقي القبيح دون أي حالات تجميل أو تستر لتكون واضحة كما هي الآن: اسقاط القضية الفلسطينية.. محاولة اسقاط البعد الإنساني والإباء في منبع الكرامة العربية اليمن.
إن قضية إيران ومحاولة استعدائها ليس إلا الطريقة الجديدة التي يُستهدف بها العرب والمسلمون باستعمال قباحة الفعل العربي الامبريالي في استخدام اسرائيل والعالم الاستعماري في الغرب وأمريكا فيما بقي للأمة من قوة للمواجهة لاسقاطها تمهيداً لتسليم وتهويد فلسطين كل فلسطين وتقسيم كل الوطن العربي والاسلامي تنفيذاً لما أقره الكونجرس الأمريكي سنة 1983م لما يُسمى »روديس«، وما جاء فيه من حقوق الاقليات والعرقيات والاثنيات كما هو الآن في أكراد العراق وسوريا وتركيا وإيران وأرمينيا، أما اليمن فهو الساحة التي ستنطلق منها الحرب الاقليمية المخطط لها من قبل الاستعمار والذي يتضح من خلال منطق أدوات الاستعمار في الوطن العربي وقول محمد سلمان لن نسمح لإيران بأن تتمدد على حدودنا الجنوبية، وقول الجبير بأن من أطلق الصاروخ هم حزب الله وأن الصواريخ تأتي مجزأة من إيران..
كل هذا يدل على أن لليمن فعلاً مؤثراً في قضايا الأمة العربية والاسلامية المصيرية.. فلن تنسى اسرائيل فعل باب المندب في 1973م ولن تنسى دور جزيرة ميون وتواجد القوات المصرية في ذلك الوقت، كما أننا نرى أن الاستعمار البريطاني الجديد وهيمنته كما كان في ذلك الوقت على‮ ‬الامارات‮ ‬العربية‮ ‬المقسمة‮ ‬آنذاك‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تحتل‮ ‬هي‮ ‬نفسها،‮ ‬تقوم‮ ‬اليوم‮ ‬بالسيطرة‮ ‬على‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬وجنوب‮ ‬اليمن‮ ‬وتدويل‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
سيكون القادم مؤلماً لليمن وسيكون القادم حاسماً بالنسبة لأعداء الأمة انطلاقاً من اليمن فستشتعل حرب إقليمية لا هوادة فيها ستمتد من فلسطين المحتلة اسرائيلياً باستعمالها كأداة متقدمة للهيمنة الغربية الأمريكية وستبدأ من اليمن وسوريا بحُجة تواجد البعد الإيراني لتشمل لبنان والعراق وسوريا واليمن والخليج لتصل الى إيران نفسها المستهدفة في الأصل ولن تكون تركيا عن الأمر ببعيد، ويكفي للتدليل على ذلك ما قاله كسنجر وزير الخارجية الأمريكية السابق إنه خلال العام 2017 و2018م ستكون هناك حرب إقليمية أو عالمية ثالثة تكون فيها اسرائيل‮ ‬رأس‮ ‬الحربة‮ ‬وسيباد‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬الأمة‮ ‬العربية‮ ‬والاسلامية‮ ‬العدد‮ ‬الكبير‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

الى‮ ‬ذلك‮ ‬تحدث‮ ‬الأستاذ‮ ‬عبدالوهاب‮ ‬الشرفي‮- ‬رئيس‮ ‬مركز‮ ‬رصد‮ ‬الديمقراطي‮ ‬قائلاً‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
واضح تماماً ان المنطقة بكاملها تمر بصفيح ساخن سواءً داخلياً او خارجياً بالنسبة لأغلب دولها إن لم تكن جميع دولها، السعودية كدولة مهمة ومؤثرة ومشاركة في ادارة العديد من الملفات لابد ان يكون للتداعيات ذات الصلة بها انعاكسات على ملفات المنطقة الاخرى، فما يحدث في‮ ‬المملكة‮ ‬اعمال‮ ‬تمثل‮ ‬صدوعاً‮ ‬غير‮ ‬مسبوقة‮ ‬داخل‮ ‬الاسرة‮ ‬الحاكمة‮ ‬ولابد‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬لها‮ ‬تداعياتها‮ ‬الكبيرة‮ ‬لكن‮ ‬ستحتاج‮ ‬وقتاً‮ ‬لتظهر‮ ‬ردود‮ ‬الافعال‮ ‬على‮ ‬السطح‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬تتأثر‮ ‬بها‮ ‬باقي‮ ‬الملفات‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
مضيفاً: أن الصراع الاقليمي ايضاً مابين السعودية وايران هو الآخر يحتدم يوماً عن يوم ويجد له تحفيزاً وتشجيعاً من دول كبرى كالولايات المتحدة وايضاً من مشاريع تستهدف المنطقة كالحركة الصهيونية، وهذا الصراع كان هو أساساً وراء فتح ملف قطري وملف لبناني الى جوار الملفات المفتوحة في المنطقة من قبل والذي منها الملف اليمني، وبطبيعة هذا الصراع الحاصل في المنطقة بين السعودية وايران هو مازال في مرحلة " الحرب الباردة " وبالتالي فتطوراته ستكون في صورة تسخين وتصعيد في ملفات الصراع المختلفة في المنطقة.
مشيراً الى أن اليمن هي واحدة من الدول التي تدور عليها وفيها حرب لا يمكن عزلها على الاطلاق عن هذا الصراع ولابد لها ان تتأثر بالتصعيد في هذا الصراع الاقليمي بصورة مباشرة وكذلك كانعكاس للصراع في الملفات الاخرى المفتوحة على خلفيته بصورة قواعد اشتباك سياسية وامنية‮.‬‬
موضحاً أنه بالنظر لخصوصيات الملفات المفتوحة في المرحلة الحالية نجد ان النتيجة في الملف السوري ترتسم بقدر كبير بيد طرف واحد بينما فقد طرف الولايات المتحدة والسعودية التأثير الفاعل فيه، والملف القطري ايضاً وصل لمرحلة شبة انسداد، وإحداث خطوات هيكلية فيه سيحتاج وقتاً.. والملف العراقي ايضاً تم تفويت الفرصة بالمواجهة المقتدرة لملف الاكراد، والملف اللبناني ايضاً تم امتصاص الضربة والعودة به لحالة استقرار، التأثير عليها سيحتاج لفترة من الزمن، وبين هذه الملفات يأتي الملف اليمني كأكثر الملفات المفتوحة حاليا لرفع وتيرة السجال في الصراع الاقليمي الحاصل ويلاحظ الجميع كيف تم التعامل مع الصاروخ الذي تم اطلاقه الى مطار الملك خالد في الرياض ومحاولة توظيفه جوهرياً لصالح السجال الاقليمي باتجاه ايران وحزب الله وانعكس ذلك على الملف اليمني بصورة كبيرة في صورة تشديد الحصار الخانق على اليمن وايقاف مابقي لموانئه من انشطة محدودة، والمؤشرات تقول ان الملف اليمني ليس في طريقه للحل في القريب ومازال الصراع الاقليمي يتطلب بقاءه مفتوحاً ومن جميع الاطراف - مع الاسف - كساحة مطلوبة لتصفية الحسابات وتبادل الضربات وعلى حساب اليمن ومدنييه.
مختتماً بقوله: وتظل مسألة حدوث تطورات مستقبلاً في الملفات الاخرى امراً قائماً ومستوى تلك التطورات ومدى اعادتها تلك الملفات الى موضع الصراع الاكثر احتداماً هو الامر الذي قد يخفف عن الملف اليمني وقد يصل الامر الى اغلاقه تحت ضغط الملفات الاخرى في حال تطورات هيكلية‮ ‬مستقبلية‮ ‬تشغل‮ ‬اللاعبين‮ ‬بتلك‮ ‬الملفات‮ ‬بشكل‮ ‬يفرض‮ ‬الانسحاب‮ ‬من‮ ‬اليمن‮ ‬كساحة‮ ‬للتنافس‮ ‬والصراع‮ ‬فيما‮ ‬بين‮ ‬تلك‮ ‬القوى‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52356.htm