جميل‮ ‬الجعـدبي -
- الّلحظة التي تتوقّف فيها جميع الأطراف والقوى السياسية اليمنية عن خطاب المناكفات والمكايدات السياسية، وإستجرار مشاكل الماضي إلى الحاضر، ومن ثمّ القفز بها إلى المستقبل، هى بلا شكّ لحظة تاريخية فارقة، هرم اليمنيون بمختلف انتماءاتهم السياسية ومنابعهم الفكرية‮ ‬وتوجّهاتهم‮ ‬الثقافية‮ ‬في‮ ‬انتظارها‮ ..!‬
- هرمنا في انتظار لحظة إتّفاق القوى السياسية اليمنية داخل وخارج اليمن، على صيغة توافقية، تعيد سلطة القرار لليمنيين أنفسهم، وتحُول دون استنزاف ما تبقّى من سيادة واستقلال وطني، وبالتّالي تُمكّن اليمنيين من إدارة خلافاتهم بمفردهم ،وتجاوز التّحديات الرّاهنة، والعبور‮ ‬نحو‮ ‬المستقبل‮ ‬بأخف‮ ‬الأضرار‮ .‬
- هرمنا في انتظار عودة خلافات حزب المؤتمر وحلفائه من جهة، وأحزاب المشترك وشركائهم من جهة أخرى، حول تعديلات قانون الانتخابات، والتي كانت حتى عام 2009م، محصورة في شكل ومضمون بطاقة الاقتراع، وزمن فرز نتائج الانتخابات، وتجريم استغلال امكانات مؤسسات الدّولة في‮ ‬الانتخابات‮..!‬
- هرمنا في انتظار لحظة عودة فعاليات الحراك الجنوبي السلمي، المطالبة بحقوق المتقاعدين في السلك العسكري والمدني ..! وفي انتظار " لمز وهمز" الجنوبيين عن "الدّحابشة" اللي بسطوا على الأراضي، والّلي يرموا مخلفات " القات" على شاطئ ساحل أبين ..!
‮- ‬هرمنا‮ ‬في‮ ‬انتظار‮ ‬لحظة‮ ‬مشاركة‮" ‬أنصار‮ ‬الله‮" ‬فعالياتهم‮ ‬الانتخابية‮ ‬،‮ ‬وهتافاتهم‮ ‬بأسماء‮ ‬وبرامج‮ ‬مرشّحيهم‮ ‬للانتخابات‮ ‬النّيابية‮ ‬والمحليّة‮ ‬ومرشّحهم‮ ‬للرّئاسة‮..! ‬
‮- ‬هرمنا‮ ‬في‮ ‬إنتظار‮ ‬لحظة‮ ‬سماع‮ ‬صرخات‮ ‬نواب‮ " ‬أنصار‮ ‬الله‮" ‬تُدوّي‮ ‬تحت‮ ‬قبّة‮ ‬البرلمان،‮ ‬مجلجلة‮ ‬بمطالب‮ ‬تخفيض‮ ‬أسعار‮ ‬الدّيزل‮ ‬للمزارعين‮ ‬وحظر‮ ‬إدخال‮ ‬المبيدات‮ ‬الضّارة‮ ‬بفواكه‮ ‬صعدة‮..!‬
‮- ‬هرمنا‮ ‬في‮ ‬انتظار‮ ‬لحظة‮ ‬عودة‮ ‬تراشقات‮ ‬النواب‮ ‬سلطان‮ ‬البركاني،‮ ‬وسلطان‮ ‬العتواني،‮ ‬وسلطان‮ ‬السامعي،‮ ‬وصخر‮ ‬الوجيه،‮ ‬وعبده‮ ‬بشر،‮ ‬وقذائفهم‮ ‬الكلامية‮ ‬داخل‮ ‬قاعة‮ ‬البرلمان‮.‬
‮- ‬هرمنا‮ ‬في‮ ‬انتظار‮ ‬لحظة‮ ‬عودة‮ ‬تصريحات‮ ‬القيادي‮ ‬الاصلاحي،‮ ‬محمد‮ ‬قحطان،‮ ‬متحدّياً‮ ‬حكومات‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام،‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬استقرار‮ ‬سعر‮ ‬البيضة‮ ‬عند‮ ‬الـ‮(‬10‮) ‬ريالات‮ ‬للبيضة‮ ‬الواحدة‮ ..!‬
- هرمنا في انتظار لحظة عودة مهرجانات ومعارض الرّياحين في تعز، والرّمان في صعدة، والفلّ في لحج، والبخور في عدن ، والتّمور في حضرموت، وسباق الخيول في الحديدة، والحرف اليدوية في صنعاء، والشعراء في ذمار..، هرمنا في انتظار عودة اليمن، كلّ اليمن، قِبلةً للسياح العرب والأجانب..! - هرمنا في انتظار لحظة عودة صرف المرتّب آخر كلّ شهر، ولحظة عودة إكرامية رمضان آخر كلّ عام، وعودة التّيار الكهربائي آخر كل يوم، وعودة مشروع المياه آخر كلّ اسبوع ،، هرمنا في انتظار لحظة وئام وتسامح سياسي شجاع، ومصالحة وطنية شاملة، هرمنا في‮ ‬إنتظار‮ ‬لحظة‮ ‬عودة‮ " ‬الحكمة‮ ‬اليمانية‮"‬لأهلها‮.. ‬هرمنا‮ ‬هرمنا‮ ‬هرمنا‮..!‬