الميثاق نت - قحيم حسن قحيم -
الاستيعاب الصحيح للديمقراطية ومفهومها الحقيقي يبدأ أولاً بتصويب الأحزاب نحو مرمى هدف الثورة المنصوص على »إنشاء مجتمع ديمقراطي.. الخ«، من خلال فكرها وثوابتها.. وبرامجها وهي الأسلحة القادرة على التصويب والوصول للهدف بتكوين قواعدها وانشائها بالحجم الذي يؤهلها للقدرة على المنافسة وهو التوجه السليم لممارسة الديمقراطية نحو البناء.. وكم كان تجمع المشترك ومايزال بحاجة الى استيعاب هذا المفهوم الحقيقي لممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب لإمتلاك القدرة على المنافسة عن طريق قواعدها المنشأة والمؤطرة.
اعتقد أن هذا أجدى لأحزاب المشترك بدلاً من الممارسة الخاطئة للديمقراطية عن طريق بث الشائعات وافتعال الأقاويل لإضعاف بطل الميدان الذي نجح في بناء المجتمع الديمقراطي وانشاء لبناته باستعمال الفكر والانطلاق من الثوابت ووضع البرنامج وتفعيله للوطن وانشاء المجتمع الديمقراطي الذي يجسده ميدان العدو الواسع والقاعدة العريضة.. إنه الرائد ومن غير تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام، الحائز على ثقة الشعب بكل فئاته.. أما أحزاب التجمع المشترك فلازالت صغيرة يقتصر وجودها على المشاركة وغالباً ما تضطر لممارسة الديمقراطية بطرق خاطئة لكسب نسبة من الأوساط الشعبية بطريقة الخداع وبث الشائعات وافتعال الأقاويل وقد تعودوا على تلك الأساليب في صحفهم كما تعودوا على خداع الجمهور غير المنظم عن طريق التهريج في أشرطة الكاست وغير ذلك.
يسوقني هذا الحديث ومعي أخي القارئ العزيز الى ما نشرته جريدة »الصحوة« في عمود الخواطر لزيد الشامي الذي اختارته المعارضة ليكتب خاطرته عن بن شملان تحت عنوان »الاختيار الموفق« نُشرت الخاطرة في عدد الخميس بتاريخ ٣١ يوليو ٦٠٠٢م.
وقد اختارت المعارضة زيد الشامي ليكتب عن بن شملان للأسباب التالية:
أولاً: لأن الدائرة ٩١ أهم دائرة في الجمهورية كونها الدائرة الوحيدة التي يسكن فيها أغلب قيادات المعارضة وبالتالي تُعد أهم ميدان للمعترك السياسي.
ثانياً: جربت المعارضة الفوز عن طريق الخداع وبث الشائعات وافتعال الأقاويل فاختارت الشامي ليواصل هذا الأسلوب لكسب نسبة من الأوساط الشعبية وهي الأساليب التي اعتمدوا عليها للفوز، ولم يدرك سكان الأمانة طبيعة تلك المرحلة.
ثالثاً: قوى المعارضة بالدائرة ٩١ تعرف تماماً حجم قاعدتها في الدائرة نتيجة لما يلي:
- لأن المؤتمر الشعبي العام أغلق الدائرة لصالحه عدداً من الدورات الى حد استحقاق الوسام.
وبالتالي اغتاظت المعارضة لذلك النجاح المؤتمري المتميزة فسعت لإحاكة المؤامرة بخداع نسبة من الأوساط الشعبية فلم يكن بمقدورها الفوز بالاعتماد على قاعدتها التي لا تشكل نسبة تُذكر.
ولذلك بعد فوز المعارضة أعلن الشامي في لقائه التلفزيوني أنه لم يكن يتوقع الفوز.. طبعاً لأنه يعرف حجم قاعدته في الدائرة وأنه مرشح الحزب لا يمتلك قاعدة.. ومن هنا فقط كان لابد من كشف الممارسة الخاطئة للديمقراطية واحراق أوراق المعارضةالمشبوهة بالخداع وبث الشائعات وافتعال الأقاويل وذلك للحيلولة بين المعارضة مصدر تلك الأمراض الاجتماعية وبين قواعد المؤتمر الشعبي العام الذي تمثل السواد الأعظم في الدائرة وفي الوطن بأكمله.
فلا مجال لتلك الأساليب التي مارستها قوى المعارضة بالأمس وبدأ الشامي يمارسها اليوم في خاطرته عن بن شملان التي عنونها بالاختيار الموفق، ليوهم القراء أن اختيار بن شملان موفق كما كان اختياره موفقاً وقصده بهذا الأسلوب المتواضع والثقافة السطحية والطريقة المكشوفة قصده »موفق بعد موفق« وكأن الناس لا يفهمون وقد نصب نفسه المتخاطب الرسمي ووصفهم في خاطرته بالأوساط الشعبية ومثلهم بقاعدة المشترك بهذا الأسلوب المتعالي يتخاطب مع من منحوه مركباً مريحاً ومنزلاً واسعاً ورصيداً وغير ذلك من متاع الدنيا الفانية.. ولم يمنحهم حتى التواضع في كتابته لهم.
هذا وقد استرسل في خاطرته ليطلق صفات عامة على مرشحه مما الاستقامة والنزاهة والزهد والكفاءة والبساطة والتواضع معلناً أن هذه الصفات أكسبته احترام السياسيين والمثقفين وعامة الشعب، كذلك أشار الى أن من هذه الصفات ما اكتسب أثناء دراسته في بريطانيا باطلاعه على ثقافتهم وعلى تجاربهم، بالله عليكم هل هذا كلام مسئول، هل كل السياسيين والمثقفين وعامة الشعب وقفوا ليشاهدوا صفات بن شملان وحتى عامة الشعب، لم يبق إلاّ أن يضفي صفة العصمة في تزكيته لشملان البشر وليس ذلك فحسب.. أيضاً أراد أن نصف بالبطولة من يعارض المؤتمر الشعبي العام.
وأخيراً ظهر افلاسه الفكري وطريقة العاجزين عن تكوين قاعدة لأحزابهم من عناصرهم بالحجم الذي يؤهل تجمع المشترك الى الدخول بشرف ميدان السباق وهو ميدان عدو بطل الساحة التنظيم الرائد »المؤتمر الشعبي العام« الغني بفكره وبثوابته وبرامجه.. وبما يملك من قاعدة تمثل السواد الأعظم انتماءاً ومناصرة.
وبالرغم من خسارتنا بالأمس لقيادي متميز وناجح بكل المقاييس بالرغم من خسارتنا له كعضو في البرلمان ليست مشكلة فها هو يقف في ميدانه يُعيد النظر في الوضع التنظيمي للمؤتمر كغيره من المؤتمريين الشرفاء وما فاته بالأمس لن يفوته اليوم فالسواد الأعظم من قاعدة المؤتمر في الدائرة تمنحه الثقة لرئاسة فرع المؤتمر ثانية وثالثة، لتموت قيادات المعارضة بغيظها.. وكما وجه بالأمس وأغلق الدائرة للمؤتمر وحجم المعارضة ها هو اليوم يوجه قيادات وأعضاء ومناصري المؤتمر للعمل على كشف القناع الزائف عن وجه المعارضة.
وبترجمة السلوك الديمقراطي للقيادات المؤتمرية سعياً للكشف عن أساليبهم الرامية الى الاستخفاف بالناس وعدم احترام انتمائهم والتلاعب بقناعاتهم وليتأكد الكل أن سياسة المعارضة وفهمهم وأسلوبهم لممارسة الديمقراطية لن ترتقي أكثر من مستوى مهرج في شريط كاست، أو خاطرة في صحيفة أو ما شابه ذلك.. فلا يمتلكون فكراً واقعياً، ولا ينطلقون من ثوابت وووجودهم لم يرق للمنافسة.. بل ويقتصر على المشاركة.. كما أن تجمع المشترك، مرتبطون خارجياً وهذه حقيقة نهجهم، يتلقون التوجيهات من القاهرة، ومن.. ومن.. الخ.. اكتفى بهذا الرد والسلام..
|