عبدالرحمن الشيباني - تزداد عجلة الانحدار لآل سعود بمرور الأيام والتي أثبتت كل الوقائع والشواهد أن هذه الأسرة أو العائلة هي شوكة في خاصرة العرب والمسلمين وحليفة بريطانية خالصة وأداة بيد الغرب الامبريالي الأمريكي والصهيوني لتفتيت الأمة وزرع الشقاق وبث الأحقاد والكراهية بين أبناء الأمتين العربية والاسلامية، في أحد التقارير السرية لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية »سي آي إيه« سيئ الصيت كشف عن وجود سباق محموم ومنذ فترة طويلة بين الأسرتين الحاكمتين في قطر والسعودية لتنفيذ المشاريع الأمريكية في المنطقة كاشفاً عن الخطوط العريضة التي يمكن لهاتين العائلتين القيام بهما، الأمر الذي يغضب السعودية من أن تلعب قطر دوراً أكبر من حجمها في هذا المضمار بمعنى أن ترك هذا الأمر للسعودية للقيام به لا تشاركها فيه قطر التي تناطح جارتها وأصبحت محل اهتمام كبير نظراً لقدرتها المالية الهائلة وتدخلاتها في أكثر من ملف في المنطقة وهذا ما سرع من وتيرة الصراع التي ترى السعودية غير مناسب نظراً لحجمها كما قلنا سلفاً علاوة على العداوة القديمة التي يكنها حمد آل ثاني أمير قطر السابق للسعودية اضافة الى التمرد والتحركات المزعجة التي تقوم بها قطر داخل مجلس التعاون الخليجي وتململ عمان والكويت ايضاً من هيمنة السعودية على قرارات المجلس ورفضهما ما تقوم به من سياسات داخل المجلس، لعل استمرار هذا الخلاف بين دول الخليج أغرى الساسة الأمريكيين في إعادة هذه التباينات الشديدة المحتدمة لخدمة مصالحه لاستنزاف قراراتهما المالية وكذلك ابتزازهما كلما سنحت الفرصة كما حصل مع الكويت التي طالبها ترامب بدفع فاتورة حرب الخليج مطلع التسعينيات.
مشاريع الموت
لقد أصبح المال العربي الذي لم يُحسن استغلاله على الوجه الأمثل وبالاً على العرب ومصدر قلق وبدلاً من أن يوظف في برامج التنمية في البلدان العربية والاسلامية وتحسين الظروف الاقتصادية الصعبة التي ترزح معظم الدول العربية تحت وطأة الفقر والعوز وغياب أفق المستقبل في غد أفضل جعل الشباب العربي هدفاً خصباً للفكر المتشدد وساهم هذا الظرف الاقتصادي السيئ في ولوج هؤلاء الشباب في دائرة الغلو والتطرف نتج عنه هذا الإرهاب المدمر الذي حوَّل الطاقات العربية الشابة الى مشاريع للقتل والدفع بهم نحو معركة غير معركتهم باسم الاسلام الذي هو بريئ مما يقومون به من أعمال تتنافى مع قيمه وتعاليمه السمحاء، كما أننا لا ننسى هنا السياق التاريخي المتراكم عبر عقود والتي مهدت للايديولوجيا الوهابية والرأسمالية المتوحشة لهذا الواقع المؤلم الذي نكابده والذي هو أصلاً نابع من هذا الفكر المنحرف البعيد عن الاسلام ولا يمثله فالخراب والدمار الذي حل بالكثير من الدول العربية هو صيغة سعودية كأيديولوجيا وتمويل وأمركي كإشراف وتخطيط ولعل اليمنيين اليوم وهم يواجهون هذا العدوان المدعوم امبريالياً أحد نتاج هذا التوحش الوهابي الرأسمالي وما الشرعية المزعومة إلا شعار يراد به تدمير اليمن ومصادرة قراره السياسي وتعطيل قدراته وامكاناته في بناء دولته الموحدة خصوصاً وهو يمتلك ثروة بشرية هائلة وموارد هائلة لم تستغل بعد كما صرح أحد الاقتصاديين العرب مؤخراً وهذا ما يجعل اعداء اليمن يصوبون سهامهم نحو الجسد اليمني وتقطيع أوصاله وتمزيقه وإدخاله في أتون حروب داخلية لا يستفيد منها سوى أمريكا وتحالفها الغربي وعلى رأسه بريطانيا، وقبلهم وبعدهم دولة الكيان الصهيوني وهؤلاء هم اصحاب المشاريع الحقيقيون لتدميرنا دولاً وشعوباً وبالتالي هم أعداء اليمن والعرب والمسلمين والإنسانية أما مملكة آل سعود وبقية مشيخات النفط والغاز ليسوا إلا أدوات تنفذ المشيئة الأمريكية الاسرائيلية حتى ولو على نفسها وثمن ثروات شعوبها وفي الأخير عروشها.
|