الميثاق نت -

الجمعة, 27-أبريل-2018
كتب/ يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
يتابع الوسط المؤتمري العريض طبيعة الآليات والأساليب التي ستتبعها قيادة المؤتمر الشعبي العام برئاسة الأخ الشيخ صادق أمين أبور راس في إدارة العملية التنظيمية خاصة وأن المشهد المؤتمري الراهن مليئ بحالة الركود والتقوقع التي تجلت بصورة أكبر نتيجة التطورات الأخيرة‮ ‬والتي‮ ‬مثلت‮ ‬تحديات‮ ‬كبيرة‮ ‬أمام‮ ‬المؤتمر‮.‬
ولاريب أن المتتبع لكل ما أعلنه وعرض له الشيخ أبو راس رئيس المؤتمر خلال لقاءاته في الفترة الأخيرة مع العديد من الفعاليات المؤتمرية سيلاحظ بجلاء مدى التركيز الشديد في أحاديثه لجانب الادارة التنظيمية وضرورة الدفع بكل مساراتها وبالصورة التي تمكنها من التعاطي مع كافة جوانب خطة التحرك السياسية والتنظيمية للمؤتمر وتعمل بالتالي على بلورتها الى الواقع في اطار نشاط يتناغم مع هذه التوجهات ويقدم الأنموذج في عملية الانضباط التنظيمية التي تساعد المؤتمر على تجاوز التحدي الراهن والذي لن يتم إلا من خلال إدارة فاعلة قادرة على‮ ‬بلورة‮ ‬الأهداف‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬خطط‮ ‬قصيرة‮ ‬وطويلة‮ ‬مستفيد‮ ‬من‮ ‬كافة‮ ‬الإمكانات‮ ‬المتاحة‮ ‬وتعمل‮ ‬على‮ ‬تهيئة‮ ‬مشهد‮ ‬جديد‮ ‬للحياة‮ ‬المؤتمرية‮ ‬الراهنة‮.‬

مشهد‮ ‬جديد
واذا كان بلوغ مشهد جديد أو بالأحرى تحقيق فتح جديد في النشاط المؤتمري هدف استراتيجي تسعى إليه قيادة المؤتمر في هذا التوقيت العصيب فإن الاشارة الكاشفة التي عبر عنها الشيخ أبو راس رئيس المؤتمر في أحاديثه والتي تؤكد في مجملها أن المؤتمر يمرض ولكنه لا يموت فإن العلاج الناجع لهذا المرض بات واضحاً وفي متناول قيادة المؤتمر بدءاً بمكافحته بل واستئصاله بالصورة التي تتفق مع حجم الطموحات والآمال الكبيرة التي ينتظر الوسط المؤتمر تحقيقها من قبل قيادته أو على الأقل البدء في تنفيذ توجهات تنظيمية ملتزمة بالحرفية والمهنية وتستوعب‮ ‬بدقة‮ ‬مكامن‮ ‬الضعف‮ ‬والوهن‮ ‬التي‮ ‬شابت‮ ‬النشاط‮ ‬المؤتمري‮ ‬خلال‮ ‬فترات‮ ‬طويلة‮ ‬وجعلته‮ ‬يبقى‮ ‬حبيساً‮ ‬للنشاط‮ ‬المناسباتي‮ ‬والادارة‮ ‬الارتجالية‮.‬
ولاشك أن تحقيق فتح جديد في النشاط المؤتمري قد عبر عنه رئيس المؤتمر عندما أشار بوضوح في إحدى أحاديثه الى أهمية إعادة ترشيد الأمانة العامة للمؤتمر وهي القيادة التنفيذية للمؤتمر والمعنية بتنفيذ كافة توجهات التكوينات القيادية.
فالأمانة العامة واصلاحها وإخراجها من حالة الرتابة والتقوقع الذي تعيشه بات خياراً استراتيجياً أمام الادارة التنظيمية لا يمكن أن يتم بدونه القيام بذلك ببلوغ عملية تنظيمية رائدة تعبر عن طموح المؤتمريين وتتفق مع حجم التطلعات الكبيرة للوسط المؤتمري.
وندلل على هذا بطبيعة التركيبة الهيكلية للأمانة العامة والتي أعدت بصورة مبكرة على أسس سليمة وعلمية لكنها للأسف بالرغم من هذه العلمية في البناء المؤسس لها ظلت بعيدة عن الأضواء والتفاعل القاعدي باستثناء ظهورها في اطار المناسبات الوطنية والتنظيمية وهو ظهور طالما‮ ‬تم‮ ‬بصورة‮ ‬ارتجالية‮ ‬وغير‮ ‬مستند‮ ‬لأسس‮ ‬وقواعد‮ ‬العملية‮ ‬التنظيمية‮ ‬التي‮ ‬تجعل‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الاطار‮ ‬القيادي‮ ‬أكثر‮ ‬قدرة‮ ‬على‮ ‬السيطرة‮ ‬والتحكم‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬الاشراف‮ ‬والمتابعة‮ ‬لمجمل‮ ‬الأنشطة‮ ‬والفعاليات‮.‬
إن تهذيب وترشيد الأمانة العامة والذي عبر عنه الشيخ الرئيس صادق أمين أبو راس لا يمكن لنا النظر إليه إلا من خلال حرص الرجل على إعادة تفعيل دور أكثر من 24 دائرة متخصصة تعمل في إطار أكثر من خمسة قطاعات تنظيمية حيث أدى غياب دور هذه الدوائر الى افتقاد المعلومات وعدم الفهم والاستجابة لطبيعة التوجهات المؤتمرية خاصة وأن هذه الدوائر تعنى جميعها بكافة الجوانب الحياتية التي يعيشها الوطن والتنظيم على صعيد حياته الداخلية سواءً أكان ذلك في مجالات الفكر والثقافة والإعلام والتوجه والإرشاد أو الإدارة والخدمات والاقتصاد والمرأة‮ ‬والشباب‮ ‬والمجتمع‮ ‬المدني‮ ‬والشئون‮ ‬السياسية‮ ‬والعلاقات‮ ‬والحكم‮ ‬المحلي‮ ‬والبحوث‮ ‬والدراسات‮.. ‬الخ‮ ‬من‮ ‬الموضوعات‮ ‬المتصلة‮ ‬بالمهام‮ ‬والمسئوليات‮ ‬المحددة‮ ‬لهذه‮ ‬الدوائر‮.‬
ولاشك أن تحقيق قفزة نوعية تحرر العملية التنظيمية من حالة التقوقع الراهنة هو إعادة تفعيل دور الأمانة العامة الأمر الذي سيترك آثاره الايجابية على مختلف القواعد بل وتوجيهها نحو بلورة أهداف الخطة العامة ومن خلال الاستغلال الأمثل للتنظيم وقدرات وإمكانات كوادره في مختلف التخصصات وكذا استغلال اللوائح القاعدية والتي أكسبت النشاط القاعدي اللامركزية التنظيمية والتي لم يتم العمل بها بالصورة المطلوبة نتيجة لقصور في الأداء القيادي وعدم التقيد بالنظم واللوائح المحددة لها.

اللامركزية‮ ‬التنظيمية
وباعتبار اللامركزية التنظيمية التي يتمتع بها مؤتمرنا الشعبي العام وجعلته أكثر تميزاً عن غيره من المكونات السياسية فإن عملية التفعيل لها لا يمكن أن تتم إلا من خلال تفعيل دور قيادات فروع المؤتمر بالمحافظات والمديريات وهي قيادات تمثل أمانات عامة مصغرة لديها لجان‮ ‬دائمةمحلية‮ ‬وهيئات‮ ‬مؤتمرية‮ ‬مختلفة‮.‬
وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬تحريك‮ ‬هذه‮ ‬الامانات‮ ‬المصغرة‮ ‬مرتبط‮ ‬بتفعيل‮ ‬دور‮ ‬الأمانة‮ ‬العامة‮ ‬باعتباره‮ ‬العقل‮ ‬المركزي‮ ‬الضابط‮ ‬لكل‮ ‬التوجهات‮.‬
وهذا ما عبرت عنه نتائج دورات انعقاد اللجان الدائمة المحلية والتي يتواصل انعقادها حيث عقدت مؤخراً محليات إب والجوف وحجة وكانت نتائجها لا تخلو من المطالبة للقيادة العليا بضرورة تحريك المياه الآسنة التي تكسب العمل المؤتمري جانب التخطيط والتنظيم السليمين المتجرد‮ ‬تماماً‮ ‬من‮ ‬أية‮ ‬ارتجالية‮ ‬وعشوائية‮.‬
وخلاصة أن الادارة التنظيمية التي تدير أكثر من ثلاثة ملايين عضو منضوٍ في اطار المؤتمر الشعبي العام، هي المخرج الوحيد للواقع الراهن والكفيلة بأدواتها التخطيطية والتنظيمية والاشرافية والتنظيمية والرقابية بتحقيق مجمل الأهداف علاوة على ما يتطلبه ذلك من اهتمام بالغ بالعملية التدريبية والاستغلال قدر الامكان لدور معهد الميثاق للدراسات والبحوث في تشخيص المشكلات التي تواجه النشاط المؤتمري وإيجاد المعالجات الناجعة لها من خلال برامج تدريبية وتوعوية تستهدف مكامن الضعف وتعمل على تقويتها.
وإن شاء الله سنحاول تتبع التوجهات الراهنة وبما يجعلنا في الصحيفة نساهم في رفد الوسط المؤتمري بالعديد من الأعمال الصحفية التي تستهدف تنمية الثقافة التنظيمية وخلق المزيد من التناغم مع كل أهداف وبرامج وتوجهات المؤتمر.
كما أن ثقة كل المؤتمريين بإرادة قيادة المؤتمر في إحداث التغيير المنشود مثل التهيئة لتحقيق هذا التحول وهو تحول سيعبر عن قدرات وكفاءات قيادة المؤتمر كقيادات مجربة ورجالات تمتلك من الرصيد في الادارة والانجاز ما يؤهلها لتحقيق فتح جديد يجسد عظمة المؤتمر وقدرته على‮ ‬الاستمرار‮ ‬بفاعلية‮ ‬وحيوية‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬وقت‮ ‬مضى‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53173.htm