عبدالرحمن الشيباني -
من تحت الأنقاض كان ملتصقاً بأبيه متشبثاً به طفلاً لم يتجاوز التاسعة من عمره الرعب يكسو ملامحه فقد الطمأنينة واغتيلت الفرحة وغادرته البراءة.. الدهشة ملأت كل شيء فيه وجمع آلام الدنيا صارخاً: »وباه.. وباه« نداء كان من قاع بئر لا أحد يسمعه، العالم كله تقريباً كان يشاهد ذلك الطفل اليمني لم تحرك صرخاته شيئاً، كان الأخير يحاول ايقاظ والده هكذا خيل له لم يتصور البتة أن أباه قد فارق الحياة ظل الأمل معقوداً لديه بأن يتحرك الجسد ليحتضنه تماماً، كما كان يفعل عندما يدلف للمنزل الذي تحول الى ركام، لم ينتبه ليد أحد المسفعين وهي تربت على ظهره لامتصاص ألمه.. رعب مسكوب الى قاع فؤاده حبذا لو أن اليد كانت لأبيه كان الأمر سيكون مختلفاً تماماً.. لكن هيهات بكبسة زر بحث المجرم عن فرح لليمنيين لكي يحوله الى مأتم.. إنه صيد ثمين بنظره وحتى لا يعود خائباً ترك حقارته في النزول الينا لتفعل ما فعلته كانت رجولته قد سبقت كل شيء في النزول والسقوط، تحول المنزل الذي كانت تملأه الزغاريد وتتعالى فيه الصيحات الى مقبرة.. دماء واشلاء اختطلت بالتراب في مشهد مروع جريمة متكاملة الأركان تقشعر لها الابدان أكثر من 80 شهيداً ارتقوا وعانقت أرواحهم الطاهرة السماء تلك الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة..
ثمة سؤال: لو أن ذلك حدث في مكان ما في أوروبا كيف سيكون رد فعل العالم المتدثر بالشعارات ويمارس الخداع والتضليل والازدواجية في تعامله مع الآخرين والذي يحتكر لنفسه فقط الحريات والحقوق والانسانية.. الخ، ويمنعها عن الآخرين هل هذه انسانية؟ في أن يباد شعب بأكمله من أجل شرعية زائفة تحت لوائها ترتكب المجازر وتهدم البيوت على سكانيها!!
أين عدالة العالم مما يجري في اليمن.. جريمة بني قيس في محافظة حجة والجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني لن تمر بدون حساب.. وسيواصل هذا الشعب اعطاءكم دروساً في المقاومة والشجاعة والرجولة الكاملة مهما فعلتم، صرخات ذلك الطفل ستظل تلاحقكم حتى قبوركم وستظل وصمة عار في جبين الانسانية التي تغض الطرف مما يحدث للشعب اليمني إنها وصمة عار في جبينكم يا حثالة الأرض ولن ننسى لكم فعلتكم تلك ما حيينا..
| 
الطفل الذي أبكانا