الميثاق نت -

الأربعاء, 02-مايو-2018
مطهر‮ ‬الاشموري -
منذ‮ ‬حروب‮ ‬المناطق‮ ‬الوسطى‮ ‬ظل‮ ‬الأخوان‮ ‬المسلمون‮ (‬الإصلاح‮) ‬بمستوى‮ ‬الحزب‮ ‬الحاكم‮ ‬الفعلي‮ ‬او‮ ‬شريك‮ ‬المؤتمر‮ ‬سواءً‮ ‬أكانت‮ ‬هذه‮ ‬الشراكة‮ ‬معلنة‮ ‬او‮ ‬غير‮ ‬معلنة‮.‬
ولذلك‮ ‬فالشيخ‮ ‬المرحوم‮ ‬عبدالله‮ ‬الأحمر‮ ‬لم‮ ‬يترك‮ ‬رئاسة‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮ ‬الا‮ ‬في‮ ‬فترة‮ ‬الشراكة‮ ‬مع‮ ‬الاشتراكي‮ ‬منذ‮ ‬تحقق‮ ‬الوحدة‮ ‬حتى‮ ‬حرب‮ ‬1994م‮ .‬
مايعنيني من او في هذا التذكير هو لفت الاخوة (انصار الله) الى استرجاع هذه الفترات لقراءة وجه يعنينا من وجه الحياة السياسية واقعياً وبالإمكان العودة الى مجلدات صحف الأخوان مثل(الصحوة) او (الاشتراكي ) (الثوري) او المؤتمر(الميثاق) او صحف الأحزاب الأخرى وفي ظل بل‮ ‬وفي‮ ‬ذروة‮ ‬هذه‮ ‬الشراكات‮.‬
لو‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬بين‮ ‬اي‮ ‬أطراف‮ ‬شراكة‮ ‬اختلافات‮ ‬او‮ ‬تباينات‮ ‬ماكان‮ ‬للشراكة‮ ‬ان‮ ‬تأتي‮ ‬لأن‮ ‬هؤلاء‮ ‬الفرقاء‮ ‬او‮ ‬المكونات‮ ‬تصبح‮ ‬كالواحد‮ ‬بالتطابق‮ ‬الفكري‮ ‬والسياسي‮ ‬والواقعي‮.‬
لماذا نذهب بعيداً وامامنا تجربة شراكة الأنصار والمؤتمر سواء منذ دخول الأنصار صنعاء كشراكة غير معلنة او منذ تشكيل ماعرفت حكومة الإنقاذ فالتباين ظل وانعكس بأي قدر في الصحف ووسائل الإعلام وإذا قائد الثورة طرح مثلاً في هذه الفترة بأن شراكة الأنصار في الحكم او الحكومة‮ ‬لاتمثل‮ ‬سوى‮ ‬1٪‮ ‬ولم‮ ‬يمنع‮ ‬صحف‮ ‬وإعلام‮ ‬الأنصار‮ ‬من‮ ‬نقد‮ ‬المؤتمر‮ ‬وتحميله‮ ‬مسئولية‮ ‬معاناة‮ ‬الشعب‮ ‬وعدم‮ ‬صرف‮ ‬المرتبات‮.‬
بذات‮ ‬القدر‮ ‬فنقد‮ ‬الطرف‮ ‬الحاكم‮ ‬كنقد‮ ‬بناء‮ ‬لايصل‮ ‬إلى‮ ‬اصطفاف‮ ‬مع‮ ‬العدوان‮ ‬ولا‮ ‬إلى‮ ‬تحريض‮ ‬ضد‮ ‬طرف‮ ‬يظل‮ ‬مطلوباً‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬العدوان‮.‬
موقف المؤتمر الشعبي العام يرتكز على ان الوقوف او الاصطفاف مع العدوان خيانة اياً كان من يسير في هذا الوقوف او الاصطفاف مع العدوان لقمع ومنع النقد الهادف والبناء وإذا لم تجسد صحيفة الميثاق الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي تبايناً مع إرادة وإدارة أنصار الله وتمارس‮ ‬النقد‮ ‬البناء‮ ‬والهادف‮ ‬الذي‮ ‬لايمثل‮ ‬اصطفافاً‮ ‬مع‮ ‬العدوان‮ ‬ولا‮ ‬تحريضاً‮ ‬على‮ ‬الأنصار‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬العدوان‮ ‬فإنه‮ ‬واقعياً‮ ‬او‮ ‬في‮ ‬رؤية‮ ‬الواقع‮ ‬لاقيمة‮ ‬ولا‮ ‬أهمية‮ ‬لها‮ ‬والأفضل‮ ‬ان‮ ‬لاتصدر‮ ‬او‮ ‬تستمر‮.‬
لقد‮ ‬سمعت‮ ‬مثلاً‮ ‬من‮ ‬الإعلام‮ ‬التابع‮ ‬للأنصار‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬الشراكة‮ ‬مع‮ ‬المؤتمر‮ ‬وقبل‮ ‬احداث‮ ‬ديسمبر‮ ‬بأن‮ ‬موارد‮ ‬الاتصالات‮ ‬ووزارة‮ ‬النفط‮ ‬المؤتمرية‮ ‬تكفي‮ ‬لصرف‮ ‬المرتبات‮ ‬لو‮ ‬أحسنت‮ ‬إدارتها‮ ‬او‮ ‬أوقف‮ ‬فسادها‮.‬
الآن‮ ‬أصبحت‮ ‬إدارة‮ ‬الاتصالات‮ ‬والنفط‮ ‬للأنصار‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬لم‮ ‬يلمس‮ ‬مجرد‮ ‬تحسن‮ ‬في‮ ‬مسألة‮ ‬المرتبات‮ ‬فهل‮ ‬استرجاع‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الوقائع‮ ‬والحقائق‮ ‬والتذكير‮ ‬بها‮ ‬يمثل‮ ‬خطيئة‮ ‬او‮ ‬اي‮ ‬قدر‮ ‬من‮ ‬الخطأ‮ ‬؟
اسوق هذا كمثل فيما الذي يظل يعنيني هو ان أي حاكم او نظام او طرف او مكون بات ثقل الحكم او النظام يعنيه ومن مصلحته ان يتيح ويسمح بهامش حرية ومساحة للرأي الآخر مع الالتزام بالثوابت الوطنية وتحديداً الموقف من العدوان وعدم تحويل النقد إلى وقوف مع العدوان وذلك من‮ ‬يسهل‮ ‬قياسه‮ ‬الواقعي‮ ‬وبكل‮ ‬المقاييس‮ ‬الواقعية‮ ‬ولكن‮ ‬دون‮ ‬غلو‮ ‬في‮ ‬التفاف‮ ‬او‮ ‬غلو‮ ‬في‮ ‬القمع‮ !‬
لعل‮ ‬الأستاذ‮ ‬احمد‮ ‬الشرعبي‮ ‬رئيس‮ ‬تحرير‮ ‬الميثاق‮ ‬خلال‮ ‬وبعد‮ ‬حرب‮ ‬1994م‮ ‬يتذكر‮ ‬انني‮ ‬اول‮ ‬من‮ ‬كتب‮ ‬بعد‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬وانتقدت‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الصحيفة‮ ‬وهي‮ ‬صحيفته‮ ‬وطالبت‮ ‬بذات‮ ‬ما‮ ‬أطلبه‮ ‬وأطالب‮ ‬به‮ ‬الآن‮ ‬الأنصار‮.‬
علينا ان نعي ان حرب 1994م استمرت شهرين فيما دخلنا العام الرابع للعدوان وبالتالي فالعدوان ليس مؤقتاً بل مفتوح السقف وبالتالي فإنني في سياق واقع التطبيع مع العدوان والتعايش كواقع نحتاج لإظهار التباين فيما نطرح ونحتاج لهامش وسقف للنقد البناء غير المرتبط او المصطف‮ ‬او‮ ‬المتوطئ‮ ‬او‮ ‬المتماهي‮ ‬مع‮ ‬العدوان‮ ‬للحفاظ‮ ‬على‮ ‬حد‮ ‬ادنى‮ ‬من‮ ‬واقعية‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮ ‬والتعددية‮ ‬السياسية‮.‬
مثلي لايحتاج لمراجعة ولا لإذن أكان من المؤتمر او الانصار او اي مكون او أي حاكم او نظام حاكم وإذا إنعدم او أعدم هذا الهامش بحده الأدنى فإني أشارك في هذه الصحيفة أو في فضائية فمن انتمائي الوطني وليس من انتماء سياسي ولا يحتاج لا لحديث مع فضائية ولا لكتابة في صحيفة‮ ‬خاصه‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬جهد‮ ‬وطني‮ ‬وتطوعي‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53223.htm