الميثاق نت -

الثلاثاء, 08-مايو-2018
مطهر‮ ‬تقي -
موقف مؤتمري وطني بامتياز وشعور بالمسئولية أمام خطب جلل كان ذلك حين التحمت قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة بالشيخ صادق أبو راس رئيس المؤتمر والأستاذ يحيى الراعي الأمين العام المساعد للمؤتمر رئيس مجلس النواب والدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس مجلس الوزراء وأعضاء المجلس السياسي الأعلى من المؤتمر وحلفائه والأستاذ محمد العيدروس عضو اللجنة العامة للمؤتمر القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى والوزراء المنتمين للمؤتمر يوم ان عرفوا بمصاب الوطن باستهداف صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى -رحمة الله عليه- سارعت تلك القيادات المؤتمرية لعقد اجتماع استثنائي مع إخوانهم من قيادات أنصار الله ليعلنوا إنتخاب عضو المجلس السياسي الأعلى مهدي محمد المشاط رئيسا للمجلس السياسي لسد الفراغ السياسي... وتعزيزاً للموقف الوطني هذا من قيادة المؤتمر منح أعضاء مجلس النواب والذين غالبيتهم ينتمون للمؤتمر الثقة لرئيس المجلس الجديد ليؤكد المؤتمريون جميعا التحامهم مع إخوانهم في مكون أنصار الله تعزيزا للجبهة الداخلية وتماسكها وتقوية الأواصر الأخوية في وجه العدوان وتفويت الفرصة على قيادة العدوان الذين كانوا يراهنون على شق صف الجبهة الداخلية بقتل رمزها.‮. ‬يأتي‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬بالرغم‮ ‬من‮ ‬جراح‮ ‬قيادة‮ ‬وأعضاء‮ ‬المؤتمر‮ ‬وحزنهم‮ ‬على‮ ‬استشهاد‮ ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الزعيم‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬إثر‮ ‬محنة‮ ‬الأول‮ ‬من‮ ‬ديسمبر‮ ‬2017م‮ ‬التي‮ ‬أصابت‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬مقتل‮.‬
فهل يقابل رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط تلك المواقف الوطنية الصادقة من قيادة المؤتمر برد الجميل باستكمال ما بدأه الرئيس صالح الصماد من تجاوز ما بقي من آثار المحنة المتمثلة بإطلاق من بقي في السجون ومن هم تحت الإقامة الجبرية في المنازل وإطلاق أموال ومقرات المؤتمر ورفع الوصاية والقيود على وسائل إعلامه وإعادة دفن جثمان رئيس المؤتمر بالطريقة اللائقة ويتذكر تلاحم علي عبدالله صالح مع أخيه عبدالملك الحوثي طيلة ثلاث سنوات من الدفاع عن الوطن وكرامته وسيادته فالمنطق والإنصاف يدعوهم الى النسيان فالانتقام والثأر‮ ‬قد‮ ‬يشفي‮ ‬غليل‮ ‬النفوس‮ ‬لزمن‮ ‬قصير‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬أن‮ ‬العفو‮ ‬والتسامح‮ ‬وتغليب‮ ‬العقول‮ ‬لصالح‮ ‬المصالح‮ ‬العليا‮ ‬للوطن‮ ‬يحتم‮ ‬على‮ ‬الجميع‮ ‬تجاوز‮ ‬الجراح‮ ‬والثأر‮ ‬وتناسي‮ ‬المواقف‮ ‬السلبية‮.‬
ولا أطلب ذلك من الرئيس مهدي المشاط وزملائه من قيادة أنصار الله حبا أو تعصبا لعلي عبدالله صالح فمازال الكثير والكثير من المؤتمريين يحبونه ويتذكرونه بالخير لكن الرجل قد ترك الجميع بسيئاته وحسناته وبكل إخفاقاته ونجاحاته وبقي الوطن وما يواجهه من تحديات ومؤامرات... ويستوجب من الجميع وفي المقام الأول أنصار الله أن يعوا تلك المخاطر وابعادها بحكم أنهم على رأس قيادة السلطة في صنعاء ويقدرون متطلبات الجبهة الداخلية من تلاحم وتماسك ومن أهم تلك المتطلبات مواصلة المجلس السياسي الأعلى المكون من أنصار الله وشركائه والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه لمهامه الجماعية وتحمل الجميع المسؤولية تحكمهم لائحة المجلس وأن تكون الشراكة حقيقية لا صورية.. تربطهم روح الأخوة الصادقة التي من خلالها سيتمكنون من تجاوز الكثير من الصعاب والمعوقات ليدافعوا عن بلادهم ضد العدوان بكل قوة وكفاءة ويذهبوا نحو محادثات السلام بروح الفريق الواحد الذي أتمنى أن يكون بإمكانه استيعاب متطلبات السلام مع كل الأطراف اليمنية بعيدا عن الأحقاد والثارات فالوطن وما أصابه من عدوان غاشم والشعب وما دفعه من ثمن غالٍ من الشهداء والجرحى والجوع والمرض كفيل بأن يجعل النفوس الوطنية الشجاعة‮ ‬من‮ ‬القيادات‮ ‬اليمنية‮ ‬كافة‮ ‬تنسى‮ ‬أحقادها‮ ‬وثاراتها‮ ‬وتتجاوزها‮ ‬إلى‮ ‬الاتفاق‮ ‬على‮ ‬صنع‮ ‬السلام‮ ‬ووضع‮ ‬حد‮ ‬لزمن‮ ‬العدوان‮ ‬الأسود‮ ‬إلى‮ ‬زمن‮ ‬المصالحة‮ ‬الوطنية‮ ‬الشاملة‮ ‬زمن‮ ‬الأمن‮ ‬والأمان‮ ‬لليمن‮ ‬الواحد‮ ‬الموحد‮.‬
ومن يتابع الأسبوع الأول من زمن الأخ مهدي المشاط سيجد أن عدداً من الأقلام والتعليقات قد صورته بالمتشدد في مواقفه والقاسي في أحكامه عكس السلف الصماد العاقل في رؤيته السياسية والذي استطاع أن يكون قاسماً مشتركاً لقوى صنعاء السياسية كاملة.. وأشاعوا بأن الزمن القادم‮ ‬سيشهد‮ ‬مزيدا‮ ‬من‮ ‬التعقيدات‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬مما‮ ‬سينعكس‮ ‬في‮ ‬الخارج‮ ‬بمزيد‮ ‬من‮ ‬التباعد‮ ‬والفرقة‮ ‬واستمرار‮ ‬القتال‮ ‬على‮ ‬أشده‮.‬
وأعتقد من خلال معرفتي بالرجل الذي قابلته أكثر من مرة وتابعت من خلال الأخبار مواقفه المختلفة خصوصا حين كان في محادثات السلام في الكويت وموقفه الشجاع حين واجه السفير الامريكي في اليمن الذي استخدم أسلوبا غير لائق في الحديث مع وفد صنعاء فما كان من مهدي المشاط عضو‮ ‬الوفد‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬تصدى‮ ‬له‮ ‬بقوة‮ ‬وأوقف‮ ‬صلف‮ ‬ذلك‮ ‬السفير‮.‬
كل ذلك يعني في نظري أن المشاط وطني مخلص مع وطنه ويعي تماما المخاطر وشدائد المؤامرات على اليمن وسيسعى حسب اعتقادي المتفائل إلى مزيد من الخطوات التي من شأنها تقوية الجبهة الداخلية بإعادة اللحمة مع المؤتمر وإصلاح العلاقة معه والتفاعل مع الأحداث بعقلانية وهدوء وسيسعى إلى إحلال السلام العادل لوطنه وشعبه وأتوقع ان مندوب الأمم المتحدة غريفيث حين يأتي الأسبوع القادم إلى صنعاء سيجد المشاط رجل سلام ويعرف تفاصيل محادثات السلام التي تمت في الكويت وأين انتهت إليه.
فالسلام‮ ‬وإخراج‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬محنته‮ ‬ومأساته‮ ‬يحتاج‮ ‬إلى‮ ‬رجل‮ ‬صاحب‮ ‬خبرة‮ ‬في‮ ‬محادثات‮ ‬السلام‮ ‬مثل‮ ‬المشاط‮ ‬الذي‮ ‬يشرف‮ ‬عليه‮ ‬رمز‮ ‬عقلاء‮ ‬انصار‮ ‬الله‮ ‬السيد‮ ‬عبدالملك‮ ‬الحوثي‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53276.htm