حذيفة اليماني - اليوم الرابع على سرقة حذاء صديقي هيثم ، أكرر إليك يا صديقي تعازيّ الحارة ..
أعلم كم كنت تحب حذاءك، وكيف توسدته تحت رأسك أول ليلة عند شرائه، وأعرف كيف أفنيت ذائقتك في انتقاء هذا الحذاء، وأنه لم يكن حذاءً فقط!
فقد كنت تحدثه في بعض الأحيان ..
إني متفهم يا صديقي نحيبك تلك الليلة بطريقة جنونية، لهذا لم أكتب لك تعزية سريعة حتى لا أثير دموعك من جديد، فَأعذرني ..
ما يتعبك أكثر أن اللص كان ذكياً ففرّق دمه بين الحاضرين، ولم تستطع أن تنبس بكلمة واحدة، سوى تنهيدة ابتلعتها بصعوبة لتستقر في صدرك كجنين أتى نتيجة خطيئة.
إليك التعازي يا صديقي العزيز ..
تذكر أنك لست الوحيد الذي اُبتُلي وقرر المشي حافياً يلسعه الإسفلت وتبصقه قِطع الزجاج..
تقريباً جرب الشعب كاملاً هذا الشعور، حتى أنا يا صديقي سُرق حذائي بعد شرائي له بثلاث ساعات في أحد المساجد ..
لا تحزن يا صديقي كلما مشيت حافياً، فلربما دفعت ثمن (تخزينة لمولعي) وأنقذته من الرازم، ولربما لقمة لجائع، فتفاءل خيراً واحمد الله أن قدميْك بخير ..
أتذكر حزنك، وقهرك، وكيف صببت ذلك في منشور على الفيسبوك، فلا تيأس يا صديقي فهناك الركن الإيطالي للإحذية ..
كن بخير يا صديقي فأنا عاجز عن التحدث عن مشكلة بهذه التفاهة ومع ذلك جربناها جميعاً، لأن اللص ليس بإنسان مطلقاً حيث يفر من كرامته ويلطخها بالنعال ..
أذكر أنه في أحد مساجد تعز بعد صلاة الجمعة تم القبض على لص أحذية، اتخذها مهنة ورزقاً سهلاً، وحين سُئل لماذا تسرق الأحذية ؟
أجاب : أنا عسكري وراتبي لا يكفيني.
صاح أحد المصلين: طيب يا ابن الكلب اخرج اشتغل، مش تروحنا بلا صنادل!
|