الميثاق نت -

الثلاثاء, 08-مايو-2018
حذيفة‮ ‬اليماني -
اليوم‮ ‬الرابع‮ ‬على‮ ‬سرقة‮ ‬حذاء‮ ‬صديقي‮ ‬هيثم‮ ‬،‮ ‬أكرر‮ ‬إليك‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬تعازيّ‮ ‬الحارة‮ ..‬
أعلم‮ ‬كم‮ ‬كنت‮ ‬تحب‮ ‬حذاءك،‮ ‬وكيف‮ ‬توسدته‮ ‬تحت‮ ‬رأسك‮ ‬أول‮ ‬ليلة‮ ‬عند‮ ‬شرائه،‮ ‬وأعرف‮ ‬كيف‮ ‬أفنيت‮ ‬ذائقتك‮ ‬في‮ ‬انتقاء‮ ‬هذا‮ ‬الحذاء،‮ ‬وأنه‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬حذاءً‮ ‬فقط‮!‬
فقد‮ ‬كنت‮ ‬تحدثه‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬الأحيان‮ ..‬
إني‮ ‬متفهم‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬نحيبك‮ ‬تلك‮ ‬الليلة‮ ‬بطريقة‮ ‬جنونية،‮ ‬لهذا‮ ‬لم‮ ‬أكتب‮ ‬لك‮ ‬تعزية‮ ‬سريعة‮ ‬حتى‮ ‬لا‮ ‬أثير‮ ‬دموعك‮ ‬من‮ ‬جديد،‮ ‬فَأعذرني‮ ..‬
ما‮ ‬يتعبك‮ ‬أكثر‮ ‬أن‮ ‬اللص‮ ‬كان‮ ‬ذكياً‮ ‬ففرّق‮ ‬دمه‮ ‬بين‮ ‬الحاضرين،‮ ‬ولم‮ ‬تستطع‮ ‬أن‮ ‬تنبس‮ ‬بكلمة‮ ‬واحدة،‮ ‬سوى‮ ‬تنهيدة‮ ‬ابتلعتها‮ ‬بصعوبة‮ ‬لتستقر‮ ‬في‮ ‬صدرك‮ ‬كجنين‮ ‬أتى‮ ‬نتيجة‮ ‬خطيئة‮.‬
إليك‮ ‬التعازي‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬العزيز‮ ..‬
تذكر‮ ‬أنك‮ ‬لست‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬اُبتُلي‮ ‬وقرر‮ ‬المشي‮ ‬حافياً‮ ‬يلسعه‮ ‬الإسفلت‮ ‬وتبصقه‮ ‬قِطع‮ ‬الزجاج‮..‬
تقريباً‮ ‬جرب‮ ‬الشعب‮ ‬كاملاً‮ ‬هذا‮ ‬الشعور،‮ ‬حتى‮ ‬أنا‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬سُرق‮ ‬حذائي‮ ‬بعد‮ ‬شرائي‮ ‬له‮ ‬بثلاث‮ ‬ساعات‮ ‬في‮ ‬أحد‮ ‬المساجد‮ ..‬
لا‮ ‬تحزن‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬كلما‮ ‬مشيت‮ ‬حافياً،‮ ‬فلربما‮ ‬دفعت‮ ‬ثمن‮ (‬تخزينة‮ ‬لمولعي‮) ‬وأنقذته‮ ‬من‮ ‬الرازم،‮ ‬ولربما‮ ‬لقمة‮ ‬لجائع،‮ ‬فتفاءل‮ ‬خيراً‮ ‬واحمد‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬قدميْك‮ ‬بخير‮ ..‬
أتذكر‮ ‬حزنك،‮ ‬وقهرك،‮ ‬وكيف‮ ‬صببت‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬منشور‮ ‬على‮ ‬الفيسبوك،‮ ‬فلا‮ ‬تيأس‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬فهناك‮ ‬الركن‮ ‬الإيطالي‮ ‬للإحذية‮ ..‬
كن‮ ‬بخير‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬فأنا‮ ‬عاجز‮ ‬عن‮ ‬التحدث‮ ‬عن‮ ‬مشكلة‮ ‬بهذه‮ ‬التفاهة‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬جربناها‮ ‬جميعاً،‮ ‬لأن‮ ‬اللص‮ ‬ليس‮ ‬بإنسان‮ ‬مطلقاً‮ ‬حيث‮ ‬يفر‮ ‬من‮ ‬كرامته‮ ‬ويلطخها‮ ‬بالنعال‮ ..‬
أذكر‮ ‬أنه‮ ‬في‮ ‬أحد‮ ‬مساجد‮ ‬تعز‮ ‬بعد‮ ‬صلاة‮ ‬الجمعة‮ ‬تم‮ ‬القبض‮ ‬على‮ ‬لص‮ ‬أحذية،‮ ‬اتخذها‮ ‬مهنة‮ ‬ورزقاً‮ ‬سهلاً،‮ ‬وحين‮ ‬سُئل‮ ‬لماذا‮ ‬تسرق‮ ‬الأحذية‮ ‬؟
أجاب‮ : ‬أنا‮ ‬عسكري‮ ‬وراتبي‮ ‬لا‮ ‬يكفيني‮.‬
صاح‮ ‬أحد‮ ‬المصلين‮: ‬طيب‮ ‬يا‮ ‬ابن‮ ‬الكلب‮ ‬اخرج‮ ‬اشتغل،‮ ‬مش‮ ‬تروحنا‮ ‬بلا‮ ‬صنادل‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53286.htm