مطهر الأشموري - لاأستطيع الآن انكار أنني كنت في حرب 1994م مع الوحدة واصطفافها، ولكنني بعد الحرب وقفت مع قضايا ومعاناة الناس وفي الجنوب تحديداً وانتقدت المؤتمر والحكومة والنظام.
لا أنكر موقفي من حروب صعدة والذي يرتكز على توصيف مايمارسه الحوثيون (انصار الله) على انه تمرد ولكنني رفضت مسيرة ومسايرة النظام بكل أدواته وضغوطه في توصيف الإرهاب والإرهابيين.
لقد قلت في فضائية (اليمن اليوم) وقبل استشهاد الزعيم بأن الوطن ليس علي عبدالله صالح ولا حسين او عبدالملك الحوثي!
النظام السعودي بالنسبة لي هو العدو التاريخي لليمن الوطن والشعب وهو عدو الأب والجد فوق وقبل كل الصراعات وفوق الشخصيات والشخصنة، ولهذا فإنني أرفض ان يجعل البعض من استشهاد او مقتل علي عبدالله صالح مبرراً للاصطفاف او التواطؤ او التماهي مع العدوان.
الشرعية ستظل هي شرعية الواقع التي تتعاطى مع مسلمات الأمر الواقع فوق شرعنة اللعبة والمشاريع الدولية والمؤتمر سيظل هو الداخل كواقع وأمر واقع، ولكن المؤتمر الشعبي عليه التحرر من ضغوط الخارج والضغوط من الخارج ربطاً بمقتل واستشهاد الزعيم كما عليه ان يتحرر او لا يتحرج من أنصار الله وان لايخضع لأي ضغوط من قبلهم وهو بوطنيته التي عرف بها لايحتاج من يعلمه وطنية ولا كيف يلتزم بالمعايير والثوابت الوطنية.
ولهذا فإنني حين اتحدث عن المؤتمر فعن المؤتمر في الواقع او الداخل ولا يعنيني من في الخارج او من يقاتل في اصطفاف العدوان لأن هؤلاء تلقائياً انتفت مؤتمريتهم وانتفت وطنيتهم ولم يعودوا غير (دنابيع) صغار او إضافة سالبة لمسار وصيرورة (الدنبوعية) مهما حاولوا تقديم أنفسهم غير او بغير ذلك.
إنني لاأرى بالمناسبة ان استشهاد او مقتل الزعيم صالح او الرئيس الصماد صالح بعيداً عن اللعبة الدولية إن لم يكن بوعي الأطراف المتصارعة وعليها ولكن كل طرف يتحسس ولا يقبل ان نفكك مايعنيه إزاء مثل هذه الحقيقة او استحقاقاتها!
سيظل الامر الواقع الداخلي والشعبي هو ثقل الشرعية او الماسك بثقلها فيما الأمر الواقع العالمي او الدولي في ألعابه وسياسته وأهدافه ومشاريعه يمارس الشرعنة لأي شرعية وهي شرعنة لأهدافه او لمشاريعه والمشرعن لهم مجرد أدوات بكامل إرادتهم وكامل وعيهم وبالتالي فإن من لم يتطوع او يتم تطويعه بين أدوات اللعبة الدولية وباعتبار المشروع الأمريكي العالمي في المنطقة بات هو المرجعية للشرعية الدولية فوق التقاطعات التكتيكية او الحقيقية في مجلس الأمن او في واقع المنطقة -هذه الأطر او الأطراف او المكونات- عليها ان تحذر وتحترز من اي استعمال لها في إطار ذلك باللاوعي او فوق الوعي وأذكر في ذلك بالتحديد المؤتمر الشعبي العام في الداخل وأنصار الله.
لقد ظل الزعيم منذ بدء العدوان يتحدث عن تغيير المعادلة وقال ذات مرة بأن مايجري في السعودية هو جزء من تغيير المعادلة، ولعلي ارى في استشهاده جانباً من تغيير المعادلة وكذلك الشهيد الرئيس الصماد.
الشهيد الرئيس الصماد هو الآخر عندما تحدث عن تقرير او إحاطة المندوب الأممي الجديد قال إن مايتصل بالحديدة هو إطار للتفاوض سيقدمه خلال شهرين وهو اراد القول إن إدراج الحديدة في إطاره للتفاوض امر مرفوض.
استشهاده في الحديدة يفرض تلقائية داخلية وحتى بدهية خارجية هي استحالة قبول الأنصار والمؤتمر ومجمل الاصطفاف الوطني أي مس بالحديدة وفي اي تفاوض سري او علني لأن استشهاد الرئيس الصماد وفي الحديدة يجعل اي مكون قد يفكر مجرد تفكير في مثل ذلك إنما يمارس الانتحار وطنياً وسياسياً او واقعياً وشعبياً وبالتالي فإن استشهاد صالح الزعيم او الرئيس صالح الصماد ليس بعيداً عن المعادلة وتغييراتها او متغيراتها.
إنني اقف مع شرعية الداخل كواقع وأمر واقع حين يصبح الأنصار او الحوثي في الوضع والتموضع القائم او حين نصصت عليهم التمرد في حروب صعدة فهل كانت حروب صعدة بعيدةً عن اللعبة الدولية ربطاً بكل ماجرى حتى الآن؟
|