الميثاق نت -

الإثنين, 14-مايو-2018
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
ينتابني‮ ‬الضحك‮ ‬كثيرا‮ ‬وانا‮ ‬استمع‮ ‬لعدد‮ ‬من‮ ‬خطباء‮ ‬المساجد‮ ‬عبر‮ ‬الفضائيات‮ ‬التي‮ ‬تبث‮ ‬خطبتي‮ ‬صلاة‮ ‬الجمعة‮ ‬في‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬منطقة‮ ‬ومكان‮..‬
اضحك كثيرا واتحسر اكثر على الحالة السيئة التي وصل إليها الإسلام في ظل هؤلاء الخطباء الذين يصعدون إلى المنابر للادعاء بأنهم يمثلون الإسلام الصحيح ويذهبون لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ويحرضون على اشعال الحرائق والصراعات بين أبناء الدين والعقيدة واللغة الواحدة‮..!!‬
ليس هؤلاء الخطباء وحدهم من يتولى تنفيذ هذه المهمة التي يسمونها "جهادية" و "نصرا" للإسلام والمسلمين وإنما هناك المئات من الدعاة والمشائخ و"محللو" الدفع المسبق الذين يؤدون نفس المهمة عبر الكثير من الفضائيات التي أنشأتها بعض الأنظمة العربية للنيل من هذا الفكر‮ ‬أو‮ ‬ذاك‮ ‬المنهج‮ ‬والمذهب‮ ‬واتباعهما‮..! ‬
يباركون‮ ‬قصف‮ ‬إسرائيل‮ ‬لسوريا‮ ‬وتدمير‮ ‬مقدراتها‮ ‬وقتل‮ ‬شعبها‮ ‬العربي‮ ‬المسلم‮ ‬ويدعون‮ ‬لها‮ - ‬اقصد‮ ‬اسرائيل‮ - ‬بالاستمرارية‮ ‬والثبات‮ ‬ويتمنون‮ ‬على‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬ينعم‮ ‬عليها‮ ‬بالنصر‮ ‬المؤزر‮..!! ‬
نجحت قيادات الانظمة العربية ومعهم مشائخ دينهم وإسلامهم في تحويل سوريا إلى ميدان وساحة دولية للحرب بين اسرائيل وسيدتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائهما وبين إيران وحلفائها.. والنتيجة تدمير سوريا وقتل شعبها ..
إسرائيل تقصف سوريا ، أرض الإسلام وموطن الرسالات السماوية.. ودعاة ومشائخ الإسلام حماة وحراس الدين يباركون ويهلّلون ويكبّرون..، بل ويذهب أحدهم وبكل بجاحة ليقول: "نريد من اسرائيل أن تقف وقفة لله مع السوريين وتعمل على إخراج الإيرانيين من الأراضي السورية"!!..
تناسى هذا الشيخ الدعي أن اسرائيل التي يريدها أن تقف وقفة لله مع السوريين ضد النظام السوري المسلم والشعب السوري المسلم الذي يحارب ماكينة الإرهاب الأمريكية والصهيونية العالمية منذ اكثر من سبع سنوات هي من تقتل أبناء فلسطين المطالبين باستعادة دولتهم وأرضهم المسلوبة‮ ‬والمهانة‮ ‬ومقدساتهم‮ ‬المغتصبة‮ ‬منذ‮ ‬سبعين‮ ‬عاماً‮ ‬وما‮ ‬يحدث‮ ‬اليوم‮ ‬شاهد‮ ‬حي‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬نقول‮..‬
يا إلهي.. مسلمو اليوم من قيادات انظمة ودعاة ومشائخ يدعون اسرائيل الى الى أن تقف وقفة لله ضد سوريا وشعبها المسلم..، بل والأشد إيلاماً أن يأتي "شيخ" آخر ويقول: "إن الملائكة تقاتل مع اسرائيل في سوريا"!!!..
هل‮ ‬هناك‮ ‬بؤس‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الذي‮ ‬نعيشه‮ ‬اليوم‮!‬
اللهم‮ ‬إليك‮ ‬نشكو‮ ‬ضعف‮ ‬قوتنا،‮ ‬وقلة‮ ‬حيلتنا،‮ ‬وهواننا‮ ‬على‮ ‬الناس‮.. ‬ونبرأ‮ ‬إليك‮ ‬مما‮ ‬يقوله‮ ‬هؤلاء‮ ‬الذين‮ ‬يزعمون‮ ‬أنهم‮ ‬مشائخ‮ ‬الدين‮ ‬ودعاة‮ ‬الإسلام‮..‬
سوريا تواجه دعاة الإرهاب، الذين تكالبوا عليها من كل حدبٍ وصوب منذ سبع سنوات ومازالوا..، تواجه آلة القتل الإرهابية التي تدمر ليبيا واليمن ومن قبلهما العراق .. وقادة عرب ومسلمون ومعهم "مشائخ ودعاة" الإسلام يدعون لإسرائيل بالثبات والنصر..!!
هذه‮ ‬هي‮ ‬حقيقة‮ ‬عرب‮ ‬ومسلمي‮ ‬اليوم‮ ‬المتمسحين‮ ‬زوراً‮ ‬بالإسلام‮.. ‬يقبّلون‮ ‬أقدام‮ ‬أمريكا‮ ‬وإسرائيل‮ ‬ويستعينون‮ ‬بهما‮ ‬لقتل‮ ‬إخوانهم‮ ‬وتدمير‮ ‬أوطانهم‮ ‬وتدنيس‮ ‬مقدساتهم‮!..‬
أين‮ ‬الإسلام‮ ‬مما‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬ويفعله‮ ‬دعاة‮ ‬الإسلام‮ ‬وحماة‮ ‬العقيدة‮..‬؟‮!‬
مع‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬الجنون‮ ‬الإرهابي‮ ‬ستبقى‮ ‬سوريا‮ ‬عصيّة‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬لغات‮ ‬التآمر‮ ‬والإرهاب‮.. ‬ستبقى‮ ‬رمزاً‮ ‬للصمود‮ ‬والتحدي‮ ‬العربي‮ ‬الرافض‮ ‬للخنوع‮..‬،‮ ‬وستبقى‮ ‬حكايتنا‮ ‬الأجمل‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬نهاية‮ ‬لها‮..‬
من‮ ‬تآمر‮ ‬على‮ ‬سوريا‮ ‬منذ‮ ‬سبع‮ ‬سنوات‮ ‬مضت‮ ‬إلى‮ ‬يومنا‮ ‬هذا‮ ‬سيلعنه‮ ‬التاريخ‮ ‬وستشهد‮ ‬عليه‮ ‬قبور‮ ‬الفاتحين‮ ‬العظماء‮ ‬وعلى‮ ‬رأسهم‮ ‬صلاح‮ ‬الدين‮ ‬الأيوبي‮..‬
ستشهد‮ ‬عليهم‮ ‬مآذن‮ ‬المساجد‮ ‬التي‮ ‬دمرت‮ ‬ولاتزال‮ ‬تدمر‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬من‮ ‬يدّعون‮ ‬أنهم‮ ‬مسلمون‮..‬
سلام‮ ‬من‮ ‬صبا‮ ‬بردى‮ ‬أرقُ‮ .. ‬
ودمع‮ ‬لا‮ ‬يكفكف‮ ‬يا‮ ‬دمشقُ
لكِ‮ ‬السلام‮ ‬سوريا‮ ‬والنصر‮ ‬حليفك‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮.. ‬وليذهب‮ ‬مشائخ‮ ‬ودعاة‮ ‬إسرائيل‮ ‬ومن‮ ‬قبلهم‮ ‬انظمة‮ ‬الخزي‮ ‬والعار‮ ‬إلى‮ ‬الجحيم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53344.htm