الميثاق نت -

الإثنين, 14-مايو-2018
احمد‮ ‬الحسني -
هل كنت اصغر من أن تدرك ان الشظية اقوى من جسدك الغض فتكومت تحمي ميزانك منها ؟ أم كنت كبيرا جدا تدرك ان شوكة الميزان قيمة تستحق التضحية؟ هل كان لديك الوقت الكافي كي تختار مابين بقائك وبقاء الميزان الذي يدر على عائلتك ثمن كيس الخبز الذي تعيش عليه ؟ هل كنت كقريبك في الجبهة مولعاً باقتحام الاخطار ومقارعة الاهوال لا تفزعك الغارات أم كأهلك اليمنيين الذين يرفلون بحلل العز والتحدي هازئين بفرعون وقارون ويطأون بأخمص شظفهم الأبي جباه ملوك النفط ومرابي وول ستريت ؟ هل كان لديك أصدقاء سبقوك الى رياض الشهادة فاشتقت لتلحق بهم‮ ‬؟‮ ‬
كل ذلك كنت لكن المؤكد ان الصاروخ كان اسرع من قدميك الصغيرتين وازيز الصاروخ قطع انفاسك اللاهثة ودوي الانفجار اقوى من جسدك النحيل ويديك المرتعشتين وأن دمك المسفوح على الميزان والمختلط بريالاتك البائسة لم يكن خيارك انت وإنما قرار الاصبع الفاجرة التي ضغطت على الزر والبشت المذهب المنفوخ بمليارات النفط الذي أصدر الأمر وسيده المرابي في واشنطن ولندن وتل ابيب .. إنها همجية البترودولار التي أخرجتك من المدرسة الى الرصيف تبحث بميزانك الصدئ عن حق الحياة لتتربح بدمك شركات الأسلحة وتهز بمأساتك مؤخرات شيوخ العشائر لتساقط عليها‮ ‬المليارات‮ ..‬
من الشظية التي اخترقت جسدك تمتد سلسلة من القتلة تضم حلقاتها المداهن والمحايد والمرتزق والتحالف وداعميه تبدأ من صنعاء وتمتد الى فنادق وقصور الرياض وابوظبي والدوحة واسطنبول والقاهرة وعمان وتنتهي في البيت الأبيض وماخور الامن الدولي..
لست اول دم طاهر سفكوه ولا اول يتيم مسحوا رأسه بالقنابل العنقودية ولا اول جائع لقموه البارود ولا اول بائس سحقوا جسده الذابل ولا أول طفل اغتصبوا براءة الحياة في عينيه وقبل ميزانك كسروا كل الموازين لكن لم يبق بعد ميزانك الا ميزان الله مثقل الكفة بالدم الطاهر وجحيم‮ ‬قصاص‮ ‬يفور‮ ‬في‮ ‬عروق‮ ‬كل‮ ‬حر‮ ‬وكل‮ ‬مؤمن‮ ‬وكل‮ ‬غيور‮ ‬وكل‮ ‬شريف‮ ‬ويصلي‮ ‬لأجله‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬فيه‮ ‬ذرة‮ ‬من‮ ‬الآدمية‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53345.htm