الأحد, 16-ديسمبر-2007
الميثاق نت -    طه‮ ‬العامري -
‮❊ ‬هناك‮ ‬فرق‮ ‬بين‮ ‬المعارضة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬وطن‮ ‬وبين‮ ‬المعارضة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬حسابات‮ ‬ومصالح‮ ‬شخصية‮ ‬ومغانم‮ ‬يراد‮ ‬تحقيقها‮ ‬والتوصل‮ ‬اليها‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬توظيف‮ ‬كل‮ ‬الظواهر‮ ‬الحياتية‮ ‬والأزمات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬العابرة‮.‬
بيد أن المعارضة في بلادنا تحتاج أول ما تحتاج لقضية تعمل عليها وكم أتمنى ان تكون أولى القضايا التي على المعارضة ان تعمل عليها هي قضية التأهيل الذاتي وإعداد الكوادر إعداداً حقيقياً يتناسب مع تحولات الراهن ومتطلباته ويلبي الحاجة الوطنية ويعكس الوعي الثقافي الذي لابد ان تأخذ به المعارضة وتعبر عنه في خطابها ومواقفها وسلوكها بحيث لاتحتاج المعارضة لكل هذا الصخب والنواح الذي تعنون به خطابها بل تحتاج لأن يكون لها موقف تقول لنا من خلاله عن رؤاها وماذا تريد وكيف تخرجنا والوطن وقبل ذلك تخرج نفسها من شرنقة الخطاب العام العابر الذي لايعكس وعياً سياسياً ولا ثقافياً وليس له من تعريف غير انه يضاعف من العاهات التي نعيشها منذ خرجنا من شرنقة الجهل والتخلف ومن كنف انظمة الكهانة والاستبداد، وهي مرحلة ليست بالقليلة، ولو كانت كل هذه الفعاليات تعاملت مع متطلبات الواقع الوطني بعقلانية‮ ‬ومسئولية‮ ‬لما‮ ‬عاشت‮ ‬مسيرة‮ ‬الاخفاقات‮ ‬المتكررة‮ ‬إذ‮ ‬لم‮ ‬نجد‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬تاريخها‮ ‬ما‮ ‬يسر‮ ‬من‮ ‬المشاهد‮ ‬والمواقف‮ ‬إلاّ‮ ‬باستثناء‮ ‬عابر‮ ‬للبعض‮..!!‬
ان مشكلة المعارضة اليمنية كامنة في عدم ادراكها لدورها ورسالتها اكثر من مناكفة النظام السياسي والتشهير برموزه وخوض معتركات خارج ميادينها المفترض ان تخوض فيها معاركها، وهذا السلوك افقد هذه الفعاليات روح المبادرة وحال بينها وبين تجسيد حراك وطني يرتقي إلى مستوى التحولات الحضارية الوطنية وما يتطلبه الواقع الراهن من سلوك وطني من هذه الفعاليات التي لم تفرق بين واجباتها الوطنية ودورها وبين علاقتها بالنظام السياسي.. بمعنى ان السلوك الراهن للمعارضة يفتقد لكثير من الضوابط السياسية لما فيه من خلط عجيب بين الواجب الوطني‮ ‬والعلاقات‮ ‬السياسية‮ ‬اي‮ ‬ان‮ ‬المعارض‮ ‬هنا‮ ‬يتكيف‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬العلاقات‮ ‬الشخصية‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬كونه‮ ‬يتكيف‮ ‬على‮ ‬اساس‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮..‬
لقد خسرت المعارضة كثيراً على خلفية مواقفها هذه وما يحمله خطابها الاعلامي الحافل بمفردات تجانبها الحكمة ويغيب عنها صواب الفعل الذي كان يفترض ان تأخذ به المعارضة وتتجنب اخطاء الماضي والشطحات التي رافقت مسارنا الوطني منذ قيام الثورة، وزاد هذا السلوك السياسي القاصر بعد قيام الوحدة وبروز التحولات الوطنية بكل ما حملت من القيم والمفاهيم الحضارية التي للاسف لم تأخذ بها المعارضة ولم تبادر لتكون عند مستوى الوعي والدور والواجب وتعمل وفق متطلبات الراهن لا ان تجعل الراهن مسرحاً لتصفية حسابات الماضي او اثارة ضغائن والظهور بمظهر الباحث عن الثأر والراغب في الانتصار لذاته وإن على حساب الوطن بل وعلى حساب دور ومكانة هذه الفعاليات التي لا يمكن ان تصل لهدف دون ايمانها بحق الآخر ودون ان تأخذ بالحوار كسلوك حضاري يجمعها فيما بينها وداخل مكوناتها وفيما بينها والآخر الوطني.. فبالحوار‮ ‬تُـبنى‮ ‬الامم‮ ‬وتتقدم‮ ‬الشعوب‮ ‬وترتقي‮ ‬المجتمعات‮ ‬وتتطور‮.‬
فهل‮ ‬تستوعب‮ ‬هذه‮ ‬الفعاليات‮ ‬الدور‮ ‬المطلوب‮ ‬منها‮ ‬حضارياً‮ ‬ووطنياً؟؟‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬نتمناه‮ ‬لها‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬الهدايا‮ ‬لمن‮ ‬يشطح‮ ‬وينطح‮ ‬ولكن‮ ‬بلا‮ »‬قرون‮«..‬؟‮!‬



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5340.htm