الميثاق نت -

الثلاثاء, 22-مايو-2018
د. قاسم محمد لبوزة- عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام- -
تحل علينا الذكرى الـ28لعيد الوحدة اليمنية المجيد، وشعبنا اليمني يتعرض لأسوأ عملية تدمير واستهداف طالت اليمن، الحياة والإنسان والدولة والوحدة، والثورة في واحدة من ابشع الحروب العدوانية الانتقامية التي تتستر خلف مبررات مفضوحة كشفها قبح دول العدوان واطماعها التي‮ ‬بدت‮ ‬واضحة‮ ‬للعيان‮ ‬خصوصا‮ ‬في‮ ‬جنوبنا‮ ‬الغالي‮ ‬وآخرها‮ ‬ماجرى‮ ‬في‮ ‬جزيرة‮ ‬سقطرى‮ ‬والذي‮ ‬بدا‮ ‬احتلالا‮ ‬واضحا‮ ‬مكتمل‮ ‬الاركان‮..‬وهو‮ ‬النموذج‮ ‬الذي‮ ‬يراد‮ ‬تعميمه‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬اليمن‮.‬
وكل تلك الممارسات العدوانية التي تتجلبب بجلباب مزعوم الشرعية في أكبر عملية تجريف للوعي والمشاعر والحقائق، والمفاهيم تسير بوتيرة اشد منذ بدء العدوان لإكراه الشعب اليمني على الإذعان من جديد لنهج الوصاية واستلاب القرار الوطني الحر المستقل والانقضاض من جديد على اليمن لتدمير الدولة وتهديد الوحدة، واختزال ارادة الشعب اليمني والإرادة الشعبية في قائمة المرتزقة والعملاء القابعين في لوكندات الرياض بعد ان جلبوا الخراب والدمار لوطنهم وسوغوا للعدوان ارهابه بحق اليمنيين ومقدراتهم واحتلال البلد ونهب ثرواته..
لكن‮ ‬هؤلاء‮ ‬المغامرين‮ ‬من‮ ‬المرتزقة‮ ‬ومن‮ ‬يحركهم‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬العدوان‮ ‬بقيادة‮ ‬السعودية‮ ‬لم‮ ‬يستفيدوا‮ ‬من‮ ‬اخطاء‮ ‬التاريخ‮ ‬وسيرة‮ ‬من‮ ‬سبقهم‮ ‬من‮ ‬المحتلين‮ ‬ومرتزقتهم‮..‬وكيف‮ ‬انتهى‮ ‬بهم‮ ‬المطاف‮..‬
لانهم لم يلتفتوا ابدا الى صيرورة ان الوحدة اليمنية دائما وأبدا كانت وستبقى قضية اليمن الأولى ومعضلتها الكبرى، وعبر التاريخ كانت الوحدة اليمنية تشكل عاطفة وجدانية محفورة في ضمير كل اليمنيين في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، وكانت القوى السياسية والوطنية تستمد شرعيتها‮ ‬من‮ ‬تبنيها‮ ‬مشروع‮ ‬الوحدة،‮ ‬ونضالها‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحقيقة،‮ ‬ومرت‮ ‬مسيرة‮ ‬النضال‮ ‬الوطني‮ ‬لتحقيق‮ ‬هذا‮ ‬المطلب‮ ‬الشعبي‮ ‬بمراحل‮ ‬من‮ ‬الشد‮ ‬والجذب‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬توجت‮ ‬بتوقيع‮ ‬اتفاقية‮ ‬الوحدة‮ ‬في‮ ‬الـ22‮ ‬من‮ ‬مايو‮ ‬المجيد‮.‬
ورغم اشتداد وطأة العدوان وتكالب الاعداء بعون من عملاء ومرتزقة الداخل .ستبقى الوحدة قدر كل اليمنيين وتحميل الوحدة مسؤولية أزمة اليمن وأزمة الجنوب خطأٌ لايستقيم مع الاحداث التي مرت والواقع اليوم رغم تشظياته المتعددة لان أزمة الوحدة اليمنية تأتي في سياق الأزمة اليمنية الشاملة، ولذلك حلها ليس بالانتقام من الوحدة، ولا تحميلها كل الأوزار والأزمات، حلها يجب أن يكون في إطار الأزمة اليمنية الشاملة، وإصلاح مسار الوحدة من خلال حوار وطني جاد ومسؤول، وبمشاركة جنوبية حقيقية تتجاوز سياسة التمثيل الجنوبي غير الناضج..وبعيدا‮ ‬عن‮ ‬املاءات‮ ‬دول‮ ‬العدوان‮ ‬واللاعبين‮ ‬الدوليين‮ ‬الذين‮ ‬ينطلقون‮ ‬من‮ ‬أجندة‮ ‬مصالحهم‮ ‬الجيوسياسية‮ ‬تحديدا‮..‬
لهذا كله نقول ان القضية المركزية والعاجلة التي تستدعي من الجميع اليقظة العالية، والتحلي بروح المسؤولية الوطنية هي التنبه لمساعي ومخططات الأعداء التي تستهدف وحدة اليمن، وتحركاتهم المشبوهة التي تتناقض وقرارات المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن التي تؤكد التزامها‮ ‬الشديد‮ ‬بوحدة‮ ‬اليمن‮ ‬وسيادتها‮ ‬واستقلالها‮ ‬السياسي،‮ ‬وسلامتها‮ ‬الإقليمية‮.‬
ونذكر في السياق بمناشدة القرار 2201 الدول الأعضاء بالامتناع عن التدخل الخارجي الذي يهدف إلى إثارة النزاعات وزعزعة الاستقرار، وهو ما نجد عدم تطبيقه من خلال تغذية دول العدوان لبؤر الارهاب في المحافظات الجنوبية ، وتركها ساحة مفتوحة للقاعدة وداعش وبما يعيد إلى الأذهان عمليات مشابهة من التطهير والتصفيات القائمة على أسس جهوية وجغرافية ومناطقية وطائفية..اضافة الى تنفيذ أجندة دول العدوان الطامعة في المحافظات الجنوبية من خلال احتلال جزيرة سقطرى والسيطرة على منابع الطاقة وخلخلة المجتمع وزعزعة استقراره وامنه وسلمه الاجتماعي‮..‬
ونحن هنا نحمل قوى تحالف العدوان السعودي وعملائها مسؤولية مثل هذه الأعمال التي تحدث تحت إشرافه وما له من تداعيات سياسية واجتماعية تستهدف وحدة الكيان اليمني السياسية، واستنهاض كل التناقضات الاجتماعية لخلق شروخ وجدانية واجتماعية يصعب ترميمها، ونهيب بكل الأحرار‮ ‬والشرفاء‮ ‬في‮ ‬الجنوب‮ ‬عدم‮ ‬الانخداع‮ ‬بآمال‮ ‬العدوان‮ ‬الشيطانية،‮ ‬والانجرار‮ ‬لسياستهم‮ ‬التدميرية‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تخدم‮ ‬الوطن‮ ‬لا‮ ‬شمالا‮ ‬ولا‮ ‬جنوبا‮.‬
وينبغي علينا جميعا ان نعي جيدا ان تحالف دول العدوان السعودي ليس ساذجا الى الحد الذي يتصوره البعض من انه جاء بدافع مايسمونه زورا وبهتانا شرعية الفار هادي او لكونه يملك فائضا من المقاتلين المتطوعين نذروا أنفسهم لخدمة المضطهدين في الأرض..بل علينا أن نعي جيدا أن هذه القوى العدوانية جاءت انطلاقا من اجندتها واطماعها ، ولا يهمهم بعدها أن يتشظى اليمن إلى مقاطعات طائفية وسلطنات مشائخية، ولا يهمهم أن يبقى الجنوب مسرحا مفتوحا للقاعدة وداعش بغير أفق زمني لتبرير التواجد الأجنبي في بره وبحره وجوه، وحيث ما اشارت اصابع المحتلين‮ ‬الذين‮ ‬جاءوا‮ ‬بطائراتهم‮ ‬وبوارجهم‮ ‬ودباباتهم‮ ‬وعتادهم‮ ‬ليسيطروا‮ ‬على‮ ‬أماكن‮ ‬استراتيجية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬كباب‮ ‬المندب‮ ‬وميناء‮ ‬عدن‮ ‬وجزيرة‮ ‬سقطرى‮ ‬وحقول‮ ‬النفط‮ ‬والغاز‮ ‬لخنق‮ ‬اليمن‮ ‬واحتلاله‮ ..‬
ووفقا‮ ‬لكل‮ ‬تلك‮ ‬المعطيات‮ ‬نسأل‮. . ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬لدول‮ ‬الاحتلال‮ ‬ان‮ ‬تحرص‮ ‬على‮ ‬ايجاد‮ ‬حل‮ ‬عادل‮ ‬للقضية‮ ‬الجنوبية‮ ‬وهي‮ ‬بالاساس‮ ‬محكومة‮ ‬بمصالحها‮ ‬؟
بكل تأكيد دول العدوان لا يهمها الا مصالحها التي تقضي أن تبقى القضية الجنوبية قضية مفتوحة من غير أفق كأداة قابلة للتوظيف، والتحريك في أي وقت لابتزاز اليمن وإنهاكه واستنزاف موارده، ولو كانت هذه القوى حريصة على حل القضية الجنوبية لكان ظهر هذا الحرص في مؤتمرالحوار الوطني عندما كانت تتآمر لاستبعاد أي ممثلين معتبرين للقضية الجنوبية، فمطامع الأعداء ليست من الغموض بحيث تخفى على أي أحد، فالإمارات تخشى من تأهيل ميناء عدن على وضع ميناء دبي، وكذلك الأمر بالنسبة لنوايا السعودية في إقامة مشروع مدينة النور لنقل النفط الخليجي بشق قناة من الخليج العربي مرورا بحضرموت إلى البحر العربي، وكذلك جعل اليمن ساحة للفوضى لتصبح بيئة حاضنة لآلاف العناصر السعوديين من القاعدة وداعش الذين قد يدفعهم أي استقرار أمني واقتصادي في اليمن للعودة إلى أصلهم ومنبعهم ومربيهم في السعودية كنماذج بسيطة لأهداف‮ ‬هذه‮ ‬القوى‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تعود‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬إلا‮ ‬بالخراب‮ ‬والدمار‮.‬
لذلك وامام هذا التوجه العدواني المستمر الذي تقوده السعودية ليس امام ابناء الشعب اليمني العظيم جنوبا وشمالا الا التحلي بالوعي والبصيرة في مواجهة كل التحديات والمؤامرات، وأن يكونوا عند مستوى التحدي، وألا ينجروا وراء المشاريع الضيقة التي تسعى لاستهداف كل شيء في‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮..‬
وان على دول العدوان ان تراجع حساباتها والتبعات الكارثية لفاتورة التدمير الشامل الذي الحقته باليمن على كل الصعد وان تعي فوق ذلك ان الوحدة اليمنية قدر شعبنا وحلمه الذي تحقق بنضال الاجيال وتضحيات الابطال.. وان الشعب اليمني لن يفرط فيها وسيحميها ويتصدى لكل من يحاول‮ ‬التآمر‮ ‬عليها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53410.htm