إبراهيم ناصر الجرفي - بدايةً..
هناك فرق بين الأحزاب السياسية المدنية، وبين الأحزاب والجماعات الدينية والمذهبية والطائفية والمناطقية، فالأولى أحزاب تقبل بالتعدد والتنوع والاختلاف، بينما الثانية لا تقبل بالتعدد والتنوع والاختلاف، كونها تؤمن بواحدية الفكر والدين والمذهب والطائفة، كما أن الأحزاب المدنية تستخدم الوسائل المدنية والسلمية لإدارة صراعاتها، كالمظاهرات السلمية، والعصيان المدني، بينما الأحزاب والجماعات غير المدنية، تستخدم الوسائل الخشنة، في إدارة صراعاتها، كالقوة العسكرية، والعنف، والبطش..!!
كما أن الأحزاب السياسية والمدنية، تؤمن بأن التداول السلمي للسلطة هو أفضل طريقة للوصول إلى الحكم، عن طريق الاحتكام لصناديق الانتخابات، بينما الأحزاب غير المدنية، تؤمن بأن القوة والقهر والغلبة، هي أفضل الوسائل للوصول إلى السلطة، ولا مكان للديمقراطية، والانتخابات، والتداول السلمي السلطة في أدبياتها ومناهجها الفكرية والسياسية..!!
وكذلك نجد أن الأحزاب السياسية المدنية، تدعم وتؤيد الأنظمة الجمهورية، والملكية الدستورية، التي تسمح بالتعدد والتنوع، والديمقراطية، بينما الأحزاب غير المدنية، تدعم الأنظمة الاستبدادية والقمعية، التي لا تسمح بالتعدد والتنوع والديمقراطية..!!
كما أن الأحزاب السياسية والمدنية، تحترم حقوق وحريات الإنسان، وتسخر كل جهدها في حمايتها والدفاع عنها، والمحافظة عليها، بينما الأحزاب غير المدنية، تصادر وتنتهك حقوق وحريات الإنسان، ولا تكلف نفسها عناء حمايتها أو الدفاع عنها..!!
وأخيراً..
الأحزاب السياسية المدنية، لا تعمل على امتلاك أي ميليشيات مسلحة، خارج إطار القوات المسلحة، كون القوة والعنف ليس من أدواتها، بينما الأحزاب غير المدنية تعمل على امتلاك ميليشيات مسلحة، خارج إطار الجيش، لأن القوة والعنف من أهم وسائل وأدوات هذه الأحزاب، وكونها تلجأ لها للاستيلاء على السلطة..!!
وبذلك..
فإن الأحزاب السياسية المدنية، تجيد التحرك والمناورة في ظل الأجواء السلمية، وتتراجع فاعليتها في ظل الأجواء العدائية والحربية، والعكس صحيح بالنسبة للأحزاب غير المدنية، فإنها تجيد التحرك والمناورة في ظل الأجواء العدائية والحربية، وتتراجع فاعليتها في ظل الأجواء السلمية..!!
وبتطبيق كل ما سبق على المشهد السياسي اليمني، فإن الموضوع يحتاج لشيء من العقل والمنطق، ويتطلب وضع عدد من الاستفسارات، والتي سوف تقودنا وبكل سهولة للتعرف على من هو الحزب اليمني الذي تنطبق عليه شروط الحزب السياسي المدني..!!
وتلك الاستفسارت هي:
من هو الحزب اليمني الذي كان يجيد التحرك والمناورة في ظل الأجواء السلمية..؟
ومن هو الحزب الذي كان يحصد غالبية الأصوات في الانتخابات المدنية؟
ومن هو الحزب اليمني، الذي كان يحترم حقوق وحريات المواطنين، ويحترم التعدد والتنوع والاختلاف، ولا يوجد لديه أجندة مذهبية أو طائفية أو مناطقية..؟
ومن هو الحزب اليمني، الذي لا يمتلك ميليشيات مسلحة، والذي تراجعت فاعليته في ظل الأجواء العدائية والحربية..؟
ومن هو الحزب اليمني، الذي كان يصل إلى السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية، ويجعل منها الوسيلة الوحيدة للتداول السلمي للسلطة..؟
طبعاً..
الإجابة واضحة وضوح الشمس، ذلك الحزب هو المؤتمر الشعبي العام، وبذلك فإن المؤتمر هو الحزب السياسي المدني السلمي الحضاري، على الساحة السياسية اليمنية، وهذا ما يمنحه الأفضلية، وهذا ما دفع بغالبية أبناء اليمن للانضمام إلى صفوفه، ودعم توجهاته وسياساته، وهذا أيضاً ما يدفع اليوم بالقوى الإقليمية والدولية إلى الوقوف إلى جانبه، ودعمه للعودة وبكل قوة للمشهد السياسي اليمني، كون وجود هذا الحزب السياسي المدني، على الساحة السياسية، لن يكون له تأثير إيجابي على الداخل اليمني فحسب، بل سيكون له تأثير إيجابي على الساحة الإقليمية والدولية، وسوف يساهم بشكل إيجابي، في تحقيق الأمن والسلم الدوليين..!!
وبالتالي..
فإن الداخل اليمني، بات اليوم في أمس الحاجة لعودة حزب المؤتمر بكل قوة، لإعادة التوازن في الخارطة السياسية اليمنية، التي تسبب تراجعه لاختلال التوازن فيها، وقاد لأحداث سلبية، تسببت في معاناة الشعب اليمني، كما أن المجتمع الإقليمي والدولي بات اليوم في أمس الحاجة لعودة حزب المؤتمر بكل قوة، للاسهام في إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، لأن تراجعه في الفترة الأخيرةلا يخدم الأمن والاستقرار بل أدى لأحداث سلبية، تسببت في حدوث الحروب والصراعات، التي أثرت بشكل سلبي على الأمن والسلم الإقليمي والدولي..!!
لذلك..
بات دعم المؤتمر السياسي كتنظيم مدني سلمي حضاري، ضرورة وطنية، وضرورة إقليمية، وضرورة دولية، ولم يعد مجرد أمر ترفي.
|