الميثاق نت -

الثلاثاء, 29-مايو-2018
لقاء‮/‬نجيب‮ ‬شجاع‮ ‬الدين -
أكد‮ ‬رئيس‮ ‬الاتحاد‮ ‬العام‮ ‬للأطفال‮ ‬مصطفى‮ ‬منصر‮ ‬أن‮ ‬الطفولة‮ ‬اليمنية‮ ‬انتهكت‮ ‬من‮ ‬جميع‮ ‬الأطراف‮ ‬المساهمة‮ ‬في‮ ‬الأزمة‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮.‬
داعياً‮ ‬الى‮ ‬ضرورة‮ ‬تجنيب‮ ‬الأطفال‮ ‬ويلات‮ ‬الصراعات‮ ‬وعدم‮ ‬قتلهم‮ ‬أو‮ ‬تحويلهم‮ ‬الى‮ ‬أدوات‮ ‬قتل‮.‬
وقال‮ ‬مصطفى‮: ‬للأسف‮ ‬هناك‮ ‬محاولات‮ ‬من‮ ‬جهات‮ ‬داخلية‮ ‬لتغييب‮ ‬عقول‮ ‬جيل‮ ‬بأكمله‮ ‬وجعله‮ ‬خاضعاً‮ ‬لها‮ ‬محذراً‮ ‬من‮ ‬خطورة‮ ‬زرع‮ ‬ثقافة‮ ‬الموت‮ ‬والحقد‮ ‬في‮ ‬نفوس‮ ‬الأطفال‮ ‬وتعبئته‮ ‬بالأفكار‮ ‬المتطرفة‮.‬
ونوه‮ ‬رئيس‮ ‬اتحاد‮ ‬اطفال‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬استهداف‮ ‬الأطفال‮ ‬بالطائرات‮ ‬سيظل‮ ‬وصمة‮ ‬عار‮ ‬في‮ ‬جبين‮ ‬الانسانية‮ ‬والعالم‮.. ‬الى‮ ‬التفاصيل

‮< ‬بدايةً‮ ‬حدثنا‮ ‬عن‮ ‬تجربة‮ ‬الاتحاد‮ ‬وما‮ ‬اهميته‮ ‬وما‮ ‬الدور‮ ‬الذي‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الظروف‮ ‬الراهنة‮ ‬؟
- تجربة الاتحاد العام لاطفال اليمن تعد الاولى من نوعها على مستوى الوطن العربي والشرق الاوسط وقد اثبتت النجاح رغم الصعوبات والمعوقات حيث استطاع الاتحاد ان ينتصر لحقوق الطفل اليمني واوصل صوته ومعاناته جراء الحرب الظالمة الى الجميع وبات اليوم اكثر قوة وحضورا على‮ ‬النطاق‮ ‬المحلي‮ ‬والاقليمي‮ ‬والدولي‮ ‬وله‮ ‬تأثير‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬تغيير‮ ‬الوضع‮ ‬المتردي‮ ‬الذي‮ ‬يعاني‮ ‬منه‮ ‬اطفال‮ ‬اليمن‮ ‬وتقديم‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الرؤى‮ ‬المتعلقة‮ ‬بهذا‮ ‬الشأن‮.‬
وقد نفذ الاتحاد العديد من الفعاليات والانشطة والبرامج التوعوية والوقفات الاحتجاجية والمؤتمرات الصحية والتعليمية الى جانب تنفيذ الاعمال الخيرية والمهرجانات الترفيهية والمسابقات في المدارس وتشجيع المواهب واكتشاف قدرات الاطفال الابداعية وابرازها الى السطح وكان‮ ‬هناك‮ ‬في‮ ‬الفترة‮ ‬الاخيرة‮ ‬ظهور‮ ‬لاطفال‮ ‬يمنيين‮ ‬في‮ ‬محافل‮ ‬عربية‮ ‬وكان‮ ‬لهم‮ ‬حضور‮ ‬كبير‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬يحسب‮ ‬لجهود‮ ‬الاتحاد‮ ‬الذاتية‮ ‬وجهود‮ ‬الاطفال‮ ‬انفسهم‮.‬

‮< ‬ينادي‮ ‬اطفال‮ ‬اليمن‮ ‬بإيقاف‮ ‬الحرب‮.. ‬بصفتك‮ ‬رئيسا‮ ‬للاتحاد‮ ‬هل‮ ‬من‮ ‬حل‮ ‬مناسب‮ ‬لذلك؟
- قطعا لا بد من ايجاد مخرج لازمة اليمن واعتقد ان الحل اصبح شديد التعقيد جراء استمرار الصراع لكني ارى ضرورة ان يتخلى الجميع عن اسلوب حسم الخلافات عن طريق السلاح والعودة الى التفاوض والتفاهم وتقديم التنازلات من اجل الخروج بحل يمني _ يمني بعيدا عن التدخلات ايا كان مصدرها.. ايضا يخطئ اي طرف في حال اعتقد انه قادر على حكم اليمن بالقوة وانما عبر التزام العملية الديمقراطية والاحتكام لصناديق الاقتراع.. ان الازمة السياسية الحاصلة اثبتت انه لا يمكن حكم اليمن من قبل طرف واحد وانما لا بد من شراكة وطنية مجتمعية تعمل لمستقبل‮ ‬افضل‮ ‬للبلاد‮ ‬والمواطن‮ ‬وليس‮ ‬لتحقيق‮ ‬مكاسب‮ ‬سياسية‮ ‬ضيقة

‮< ‬ما‮ ‬الرسالة‮ ‬التي‮ ‬تود‮ ‬ايصالها‮ ‬للفرقاء‮ ‬السياسيين‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮ ‬باسم‮ ‬اطفال‮ ‬اليمن‮ ‬؟
- اقول لهم ان عليهم وضع المصلحة للعليا لليمن نصب اعينهم.. يمن الثورة والجمهورية والوحدة والذي يحتضن الجميع دون استثناء والذي تربيتم وترعرعتم فيه واكلتم وشربتم من خيراته.. حافظوا على وحدة وطنكم وامنه واستقراره.. واعتقد انه من خلال التزامكم هذه الثوابت الوطنية‮ ‬فإنكم‮ ‬تؤسسون‮ ‬لمستقبل‮ ‬مشرق‮ ‬لابنائكم‮ ‬واحفادكم‮.. ‬اما‮ ‬اذا‮ ‬ضيعتم‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬فسوف‮ ‬يلعنكم‮ ‬التاريخ‮ ‬والاجيال‮ ‬القادمة‮ ‬ولا‮ ‬مجال‮ ‬للتنصل‮ ‬عن‮ ‬تحمل‮ ‬هذه‮ ‬المسئولية‮ ‬العظيمة‮.‬

‮< ‬اضافة‮ ‬الى‮ ‬ماذكرت‮ ‬برأيك‮ ‬ما‮ ‬اهم‮ ‬المطالب‮ ‬العاجلة‮ ‬للاطفال‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الراهن‮ ‬من‮ ‬الجميع‮ ‬افرادا‮ ‬واحزابا‮ ‬وجماعات‮ ‬ودولاً؟
- نتمنى ان يتم تجنيب الاطفال نتائج صراعاتكم السياسية وألا تحولوهم الى اهداف مشروعة لاسلحتكم وعدم الزج بهم في المعارك كذلك ندعو الى الكف عن المتاجرة بمعاناة الطفل اليمني ونؤكد هنا ان استهداف الاطفال وقتل الآلاف منهم سيظل وصمة عار في جبين الانسانية والعالم باعتبارها جريمة حرب كبرى لن يفلت اصحابها من العقاب.. اننا هنا ندق ناقوس الخطر ونطالب بالنظر الى حال اطفال اليمن وسرعة التحرك لانقاذ حياة عشرة ملايين يعانون الامراض والاوبئة والجوع وسوء التغذية كما انهم بحاجة للتعليم فلا تحرموهم من هذا الحق.

‮< ‬تعرضت‮ ‬الطفولة‮ ‬منذ‮ ‬مارس‮ ‬2015م‮ ‬للانتهاكات‮.. ‬حدثنا‮ ‬عن‮ ‬ابرزها‮ ‬وهل‮ ‬من‮ ‬دور‮ ‬للاتحاد‮ ‬في‮ ‬التخفيف‮ ‬منها‮ ‬؟
‮- ‬حقيقة‮ ‬ان‮ ‬الطفولة‮ ‬انتهكت‮ ‬من‮ ‬الجميع‮.. ‬إذ‮ ‬لا‮ ‬يوجد‮ ‬طرف‮ ‬مساهم‮ ‬في‮ ‬الازمة‮ ‬اليمنية‮ ‬والحرب‮ ‬الدائرة‮ ‬ويجب‮ ‬ترك‮ ‬الطفولة‮ ‬جانبا‮ ‬وتجنيبها‮ ‬ويلات‮ ‬واهوال‮ ‬ما‮ ‬يحدث‮.‬
الاطراف‮ ‬الخارجية‮ ‬ممن‮ ‬تنضوي‮ ‬في‮ ‬التحالف‮ ‬العسكري‮ ‬تقتل‮ ‬اطفال‮ ‬اليمن‮ ‬بالقصف‮ ‬المباشر‮ ‬للطائرات‮ ‬وهناك‮ ‬اطراف‮ ‬داخلية‮ ‬تزج‮ ‬بهم‮ ‬في‮ ‬المعارك‮ ‬كما‮ ‬تسعى‮ ‬لجعل‮ ‬هذا‮ ‬الجيل‮ ‬خاضعا‮ ‬وتابعا‮ ‬لها‮.‬
وللاسف‮ ‬ففي‮ ‬كل‮ ‬مناطق‮ ‬البلاد‮ ‬التي‮ ‬تشهد‮ ‬قتالا‮ ‬ومواجهات‮ ‬عسكرية‮ ‬نجد‮ ‬ان‮ ‬الاطفال‮ ‬جزء‮ ‬من‮ ‬وقودها‮ ‬ناهيك‮ ‬عن‮ ‬جرائم‮ ‬بث‮ ‬ثقافة‮ ‬الموت‮ ‬و‮ ‬الحقد‮ ‬والكراهية‮ ‬في‮ ‬نفوسهم‮ ‬وليس‮ ‬ثقافة‮ ‬العلم‮ ‬والسلام‮ ‬والمحبة‮ ‬والتسامح‮. ‬
ونحن‮ ‬في‮ ‬الاتحاد‮ ‬نحاول‮ ‬قدر‮ ‬الامكان‮ ‬التواصل‮ ‬مع‮ ‬الجميع‮ ‬وحثهم‮ ‬على‮ ‬ترك‮ ‬الاطفال‮ ‬وحالهم‮ ‬وعدم‮ ‬قتلهم‮ ‬او‮ ‬تحويلهم‮ ‬لادوات‮ ‬قتل‮.. ‬
ونحذر‮ ‬من‮ ‬خطورة‮ ‬تغييب‮ ‬عقول‮ ‬جيل‮ ‬بأكمله‮ ‬وتعبئته‮ ‬بأفكار‮ ‬متطرفة‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬للواقع‮ ‬استيعابها‮ ‬فالانسان‮ ‬خلقه‮ ‬الله‮ ‬ليعيش‮ ‬ويبني‮ ‬ويعمر‮ ‬ويتعلم‮ ‬ويزرع‮ ‬ويصنع‮ ‬ولم‮ ‬يخلقه‮ ‬لكي‮ ‬يقتل‮ ‬او‮ ‬يقاتل‮ ‬فقط‮ ‬دون‮ ‬وجه‮ ‬حق‮.‬
وفي‮ ‬ذلك‮ ‬نفذ‮ ‬الاتحاد‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬البرامج‮ ‬والفلاشات‮ ‬التوعوية‮ ‬اما‮ ‬في‮ ‬الجانب‮ ‬الصحي‮ ‬فهناك‮ ‬تعاون‮ ‬كبير‮ ‬مع‮ ‬مؤسسات‮ ‬محلية‮ ‬واجنبية‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬تقديم‮ ‬الخدمات‮ ‬الممكنة‮ ‬للاطفال‮ ‬والتحسين‮ ‬من‮ ‬حالتهم‮ ‬الصحية‮.‬

‮< ‬ما‮ ‬مدى‮ ‬التعاون‮ ‬والتنسيق‮ ‬فيما‮ ‬بينكم‮ ‬والمنظمات‮ ‬الدولية‮ ‬المهتمة‮ ‬بالطفل‮ ‬؟
‮- ‬اننا‮ ‬نولي‮ ‬هذه‮ ‬المسألة‮ ‬جانبا‮ ‬كبيرا‮ ‬من‮ ‬الوقت‮ ‬والجهد‮ ‬حيث‮ ‬نجح‮ ‬الاتحاد‮ ‬في‮ ‬تصحيح‮ ‬المفاهيم‮ ‬والصورة‮ ‬المغلوطة‮ ‬لدى‮ ‬عدة‮ ‬جهات‮ ‬حول‮ ‬حقيقة‮ ‬الانتهاكات‮ ‬التي‮ ‬يتعرض‮ ‬لها‮ ‬الطفل‮ ‬اليمني‮..‬
وصراحةً لمسنا تجاوبا وتفاعلا لا بأس به من قبل بعض المنظمات ولكن للاسف هناك غيرها تتعمد تجاهل القضية وترفض التعاطي معها واخرى لها موقف متخاذل الى درجة انها لا تجرؤ على ادانة ما يحدث للطفل اليمني وهذه كارثة غير معهودة وغير مبررة في وقت ينبغي على المنظمات الدولية‮ ‬ان‮ ‬تتحمل‮ ‬مسئوليتها‮ ‬الانسانية‮ ‬وتقف‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬الاطفال‮ ‬ومعاناتهم‮ ‬المستمرة‮.‬
وبكل‮ ‬حال‮ ‬فإن‮ ‬الاتحاد‮ ‬يقوم‮ ‬بمتابعة‮ ‬وتوثيق‮ ‬كل‮ ‬الجرائم‮ ‬التي‮ ‬تستهدف‮ ‬الاطفال‮ ‬ويعمل‮ ‬جاهدا‮ ‬على‮ ‬أنصافهم‮ ‬ورفع‮ ‬المظلومية‮ ‬عنهم‮.‬

‮< ‬كيف‮ ‬تقيم‮ ‬حجم‮ ‬التعاون‮ ‬فيما‮ ‬بينكم‮ ‬والجهات‮ ‬الرسمية‮ ‬؟
- لا نخفي استغرابنا واستنكارنا من ممارسات عديد من الجهات الرسمية التي تتوانى عن التعاون مع الاتحاد رغم اهمية الجهود التي يبذلها.. الامر الذي نعده أحد المعوقات التي تقف في طريقنا وتسعى لعرقلة خطواتنا نحو تحسين اوضاع الطفولة في كافة المجالات وفي كافة محافظات‮ ‬الجمهورية‮..‬
واؤكد‮ ‬انها‮ ‬لا‮ ‬تملك‮ ‬مبررا‮ ‬منطقيا‮ ‬يفسر‮ ‬مواقفها‮ ‬المتخاذلة‮ ‬وغير‮ ‬المتعاونة‮ ‬معنا‮.‬
في المقابل نجد تعاونا وتنسيقا كاملين مع عديد مؤسسات محلية وشخصيات اجتماعية ومنظمات وتبدي تفاعلا غير عادي مع ما نقوم به وقد استطعنا من خلالها ايصال صوت اطفال اليمن الى الجميع في الداخل والخارج.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53495.htm