الإثنين, 24-ديسمبر-2007
الميثاق نت -  نصر طه مصطفى -
أيام قليلة وندخل عاماً ميلادياً جديداً وبعده بأيام قليلة أيضا سندخل عاما هجرياً جديداً نسأل الله تعالى أن يجعله عام خير وبركة ليمننا وشعبنا وأمتنا جميعاً... وكما تدل كل المؤشرات فنحن مقبلون على عام سيكون فيه من الحراك السياسي الشيء الكثير والمميز...
فعام 2008م سيشهد على الأغلب إنجاز التعديلات الدستورية المقترحة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وهي تعديلات مصيرية وهامة على الأقل فيما يتعلق بمسألة (الحكم المحلي) التي هي محل إجماع فيما لازال الخلاف حول شكل النظام السياسي بين الرئاسي والمختلط أمراً طبيعياً وقد يدور حوله جدل كبير داخل مجلس النواب المعني الأول بالتعديل قبل أن يتم الاتفاق على الصيغة الأمثل من خلال الحوار داخل أروقة المجلس، إذ لا يلوح في الأفق أي إمكانية لنجاح الحوار مع أحزاب المعارضة الممثلة في المجلس في ظل التصريحات النارية التي تنطلق من ممثليها في المجلس تحديداً والمعبرة – للأسف الشديد – عن حالة من الهيستيريا السياسية التي جعلتها تبتعد عن أي منطق عقلاني في الطرح والتناول، الأمر الذي يجعل المرء يجزم بأن الحزب الحاكم لو قرر – مثلا – تبني النظام البرلماني الذي طالبت به المعارضة لخرجت هذه الأخيرة تضع ألف علامة استفهام حول الأمر وترفضه كما حصل تماماً مع مقترح تشكيل اللجنة العليا للانتخابات من القضاة!
هذه الأساليب في العمل السياسي جعلتني أتأمل في زيارتين قمت بهما هذا العام للقاهرة في كيفية تعامل مؤسسة الحكم هناك مع المعارضة التي تملك في البرلمان المصري نسبة متقاربة جداً تزيد أو تنقص قليلا مما تملكه المعارضة هنا في برلماننا العتيد... ووجدت ما يلي: ليس هناك إلا طرف معارض واحد مؤثر هو شقيق الطرف المؤثر هنا في معارضتنا والمنطلق واحد وأسلوب التفكير والأداء واحد إلا أن صحافة هذا الطرف هنا وهناك هي الأقل تأثيراً بينما تتسيد الصحف المستقلة كما هو الحال هنا ساحة المعارضة الإعلامية مع فارق هام هو أن تأثير صحف المعارضة في مصر ومساحة تأثيرها والكم الصادر منها والكميات المطبوعة منها أضعاف ما هو حاصل لدينا... ومع ذلك كله لا نجد مؤسسة الحكم في مصر ابتداء من الرئيس حسني مبارك مروراً بالحكومة ورئيسها ووزرائها وحزبها الحاكم وانتهاء بالصحف القومية (الأهرام والأخبار والجمهورية) لا نجدها مشغولة بالمعارضة وصحفها والصحف المستقلة التي تقول هناك أضعاف ما تقوله صحفنا المعارضة والمستقلة هنا... فقط كل ما وجدته بعد أيام طويلة من التأمل أن هناك إدارة حاكمة لديها مشروع سياسي واقتصادي يهدف لتحسين أوضاع الناس وتحسين بيئة الاستثمار وتوفير فرص العمل تمضي في أدائها دون أن تقلق بال المواطنين الذين أصبحت صحف المعارضة والصحف المستقلة بالنسبة لهم وسيلة للتسلية والترويح عن النفس فيما تمضي الدولة في بناء مشروعها الاقتصادي والسياسي بكل هدوء وثقة وطمأنينة، ودون أي إقلاق للمستثمرين الذين لو توافد علينا (عشرهم) فقط لحلينا كل مشاكلنا الاقتصادية... فحين ترى أداء مؤسسات الحكم في مصر لا تكاد تحس أن هناك معارضة رغم أنها تنتقد وتجرح وتسيء أضعاف ما تفعله معارضتنا البائسة... فهل بإمكاننا أن نجرب ذلك مع حلول العام الجديد فنبث أجواء السكينة لدى المواطنين ونشيع الطمأنينة لدى المستثمرين؟!
عن 26 سبتمبر
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 12:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5350.htm