د. فضل حراب - عمل العدوان السعودى/الاماراتى وحلفاؤهما من خلفهم على تفريغ اليمن من مختلف كوادرها المتخصصة العليا والمتوسطة فى مجال الصحة.. وهذا يعتبر أسوأ من أسلحة الدمار الشامل وتبعاتها مخيفة على المستوى المنظور والبعيد ومؤثر سلبا حقا وملموسا من قبلنا جميعاً.
فهل حان الوقت للبحث فى الأسباب ومحاولة علاجها على مراحل فى ظل حصار شامل وافلاس اقتصادى وإنعدام الأمن والأمان بشكل عام فى المحافظات المستعمرة يصعب السيطرة عليه فى ظل جبهة داخلية تلعب دورا مكملا لأدوات القتل والدمار الشامل والتجويع.. الخ.
من المسؤول؟
من صاحب القرار؟
من له مصلحة مع من؟
القرية والأسرة والمعرفة والصداقة واهم شيء المصالح المتبادلة..
كانت تلك نقاط وكلاماً عاماً ومقدمة لموضوع قد يعتبره البعض مهماً ويضيف شيئاً ليعالج عقلانيا مشكلة نعانى منها مع العلم ان الغالبية تعرف عنها وخلفياتها ولكن الحلول تعتبر مؤجلة بدون أسباب معروفة.
التعيينات السياسية والإدارية والقيادية فى كل المجالات على المستوى العام والخاص فى دول العالم الثالث مزاجية مناطقية، حزبية، مفروضة من جهات داخلية او خارجية معينة، مراكز القوى، مصالح مشتركة على أعلى مستوى كلها لا تخدم البلد ولا الصالح العام طالما وليست هناك معايير متعارف عليها مثل الخدمة الطويلة والدرجة العلمية والأقدمية والخبرة المكتسبة والمعرفة الإدارية التى تكتشف فى فترة الخدمة الطويلة وايضا اهمها كاريزما القيادة ومعرفة الخطط والبرامج التى يتمتع بها المرشح ليس فقط على المستوى النظرى فقط ولكن العملي ايضا وهو الاهم لترجمة الطموح والاستراتيجيات الى واقع يشعر به العامة ويخدم البلد ويدفع بالتنمية إلى الأمام وليس تحطيم الموجود.. الخ.
من سنوات طويلة والأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان من حملة الشهادات العليا ومن مختلف التخصصات ايضا غادروا اليمن (بغرض العمل او الهجرة الدائمة) إلى دول الجوار، والى المانيا وفرنسا وبريطانيا وامريكا من قبل عام 2011م وحتى تاريخنا مازال الكثير يتلقى عقود عمل أو موافقة دول على منحهم موافقة الاقامة الدائمة (الجنسية).. بعص ما حدث ويحدث له أسباب داخلية وبعضه نعتبره تفريغ البلد من كوادره التى هو فى امس الحاجة لجميع من ترك اليمن بعذر او بغير عذر.
كثير من الأطباء والصيادلة واطباء الاسنان الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية وكذلك الآلاف من المهن الطبية المساعدة، غادروا اليمن للعمل في دول الخليج وبعض دول أوروبا وامريكا وكندا!..
والغريب أننا لم نسمع احداً يتذمر او يشتكي او يريد حتى ان يعرف الأسباب ويبحث عن حلول لهذه الهجرة الجماعية غير الطبيعية.
اليمن تفقد كل يوم كوادرها المؤهلة بعد تأهيلهم اما بتغطية نفقات التعليم في كل مراحل الدراسة للبعض ومن درس على حسابه الخاص فقد خسرته اليمن ككادر مؤهل تحتاج اليه البلد لخدمتها وايضا الآلاف ممن تأهلوا وحصلوا على درجات علمية لتخصصات نادرة وكانت كمساعدة للشعب اليمني من بعض الدول الصديقة لليمن.
إذا سألت عنهم في وزارة الصحة او وزارة التخطيط او الخدمة المدنية لن تحصل على معلومات دقيقة عن عددهم او تخصصاتهم وفي أي بلد هم الآن..؛ والمخزي أن اي سؤال عن التخصصات المطلوبة لأي من تلك الكوادر الطبية والعدد المطلوب لتغطية الخدمات في اليمن لن تجد اي جواب للأسف..؟!
لا إحصاء ولا أرقام ولا معرفة مرتكزة على إحصاء وارقام عن عدد المدخلات (من يلتحق في الدراسة والتخصص) من الكوادر عالية التأهيل وعدد المخرجات من كافة التخصصات وأيضا المخرجات الفعلية لأي تخصص؟
من بقي في اليمن يعتمد على العمل الخاص ليحقق مردوداً يضمن له حياة ميسرة وفي حدود ضيقة.
الغريب انك لن تجد في اليمن من اغتنى من هذه الكوادر لتقول انها ربحية بالدرجة الاولى.
نتكلم عن ثورات تليها ثورات وتغييرات في القيادات والحكومات ولكن الثورة مطلوبة في كل مجالات الحياة وليس بتولي حزب السلطة اوسياسيين لايفقهون الا باستغلال مايصلون اليه من مكانة لجمع اموال بأي طريقة كانت ولو على حساب البلد.
هذا الكلام طرحناه من مدة طويلة وأكثر من مرة في أكثر من مناسبة، وكنا نتصارع مع بعض اصحاب القرار من اعلى سلطة تنفيذية في الدولة لتصحيح الوضع المعيشي والمالي للطبيب والصيدلي وطبيب الاسنان وكافة المهن المساعدة وإدراجهم في الوظائف العامة حسب الاحتياج و.. و..
تحقق الجزء اليسير في فترة اصلاح وضع الكوادر الطبية في ما سمي بـ(استراتيجية الاجور) وتوقف الجميع عن الاستمرار في معالجة الاختلالات الى النهاية.
نحاول الآن ان نعيد طرح مواضيع مهمة وحية لمعرفتنا بما يعانيه الوضع الصحي عامة فى القطاعين الخاص والعام للأسف !.
وسنستمر بدق نواقيس الخطر حتى يأتي زمن يقدر فيه المسئولون حجم الكارثة والاستنزاف لهذه الفئة المميزة ونخبة المجتمع وعماد الصحة بشكل عام ونقصد في هذا القطاع المهم ومردوده على كل مواطن يعيش على ارض اليمن.
كما ذكرنا سابقا ان في اليمن طبيباً شرعياً واحداً واثنين تحت التدريب..
واطباء التخدير والانعاش يعدون بأصابع اليدين.
وتخصصات ضيقة فى علوم الطب والصيدلة والاسنان غير متوافرين حالياً على ارض اليمن وقد ابتلعتهم ارض الله الواسعة على علم من البعض ولكن لكل منهم عذره.
وكثير من التخصصات التي لاتكفي الشهائد بإثبات درجاتهم العلمية وانما الخبرة المكتسبة تعتبر في غاية الأهمية. كانت الجمهورية اليمنية للأسف تكتفي بتغطية الخدمات الصحية في الأرياف بالتعاقد مع اجانب وغادروا اليمن بسبب العدوان السعودى الاماراتى والحروب الداخلية وتقطيع اوصال ارض اليمن وانعدام الامن والامان المقصود من قبل جارة السوء وحلفائها..... الخ.
وقد كانت الخدمة الريفية الإلزامية تغطي معظم المناطق البعيدة من قبل حديثي التخرج في فترة ادائهم الخدمة الريفية والتي الغيت لأسباب مازالت مجهولة..!!
الخدمات الصحية في أي بلد تتطور وتقدم خدمات جليلة لأن التركيز عليها يتم بصورة فرق متكاملة.
المباني والأجهزة والمعدات والمستلزمات والأطباء ومجاميع متكاملة من التخصصات المساعدة والصيدلي والدواء أي فريقاً كاملاً في أي مؤسسة صحية.
نحتاج الى مسئولين يتولون قيادة القطاع الصحي على أسس علمية وإدارية ومهنية وبالاستعانة بذوى الخبرة كل في مجاله وتخصصه لخلق منظومة صحية متكاملة.
للأسف وكحقيقة مرة، ليس كل طبيب ناجح في عمله المهني يعتبر ناجحا ايضا في الادارة والسياسة.
وليس اي طبيب او صيدلي او طبيب اسنان ناجح في تخصصه العلمي هو ناجح ايضا بالقيادة والإدارة والعمل المكتبي..؛ وهذا ما تقع فيه دول العالم الثالث ويحق لأي منهم مزاولة وتقلد أي عمل قيادي اذا كان العمل مؤسسياً.
ولذلك تلعب الوساطات والمصالح المشتركة في التعيينات ويتم اختيارهم ليكونوا وزراء ومديري مستشفيات ومسئولين عن توفير الادوية ويحشروا انفسهم في مناقصات الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية ليتقاسموا النسب الحرام (القومسيون) التي تفرض على المستوردين والشركات والوسطاء وهم اي الوكلاء نصابون حتى النخاع بإغراء الإداريين بمبالغ طائلة على حساب الكمية والنوعية للأجهزة والمستلزمات الطبية..
رسالتي هذه تعتبر تحليلية عامة من وجهة نظر غيورة على اصلاح القطاع الصحي لمردوده الإيجابي على كافة شعب اليمن وليس على فئة معينة.
❊ نقيب الصيادلة.. رئيس الاتحاد العام لنقابات المهن الطبية
|