أيمن مطهر الارياني - الآن عدت للبيت بعد أن خرجت لقضاء بعض الالتزامات ، عدت والنفس كئيبة والمزاج (زفت الزفت)، تتأمل المجتمع والناس في الشوارع- وانا جزء من هذا المجتمع- فلاتجد أمامك الا البؤس ،الفقر ،قلة الذوق ،العبارات البذيئة بأعلى الاصوات، الشوارع القذرة، طفلات بست سنين منقبات إلى سن الكهولة و(الشيبه) يتسولون ممن لايوجد لديهم مايعطون.
فكان السوال لنفسي: لماذا المسلمون في اسفل الامم واقلها علماً وحضارة وانسانية، ولم اجد إلا احتمالين:
- خلل في الدين وهذا مالايمكن قبوله فالاسلام دين سماوي وخاتم الرسالات.
- خلل في علماء ورجال الدين وهذا هو السبب.
رجال دين اهتموا بتفصيل الدين كثوب يرتديه الحاكم، رجال دين اهتموا باظهار الخالق بصورة مخيفة ليظل المسلم بحاجة لهم كوسطاء يخففون من غضب الله عليهم، رجال دين لم يرسخوا مكارم الاخلاق وهي روح وجوهر الاسلام ، رجال دين يتكلمون عن فضل القتال ولايتكلمون عن فضل العلم والاختراعات ، رجال دين بعقول متحجرة لاتستطيع مواكبة الاسلام كدين صالح لكل زمان ومكان ، رجال دين في مقدمة المآدب يأكلون مالذ وطاب من الطعام وعند الشبع يتكئ احدهم في مجلسه ويأمر الخادم بجمع الطعام للفقراء والمساكين ويفرك لحيته معجباً بقلبه الرحيم الذي تفضل ببقايا مآدب اللئام على خلق الله.
|