الميثاق نت -

الإثنين, 04-يونيو-2018
استطلاع / عبدالرحمن الشيباني : -
أصبح التلفزيون اليوم بحسب رأي البعض يشكل تحدياً أمم أداء الكثير من العبادات من أن تؤدى والذي أصبح الفرد منا ينتظر بفارغ الصبر ما ستقدمه هذه القنوات الى أن يصاب بتخمة برامجية على حساب رمضان الذي أصبح يصفه البعض بالغريب بعد أن كان الناس أكثر قرباً منه بالعبادات من صلاة وتسبيح وعمل الخيرات وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم، غير أن البعض هنا يقول إن في الأمر مبالغة ولا يشكل ذلك أي تأثير في سلوكيات الفرد لأن الله ميزه عن المخلوقات بالعقل ويعرف ما يضره وما ينفعه، ترى ماذا تريد هذه الشاشة منا وهي تحمل كل هذا الابهار‮ ‬ألا‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬نتوخى‮ ‬الحذر‮ ‬فيما‮ ‬يبث‮ ‬خصوصاً‮ ‬في‮ ‬البرامج‮ ‬والمسلسلات‮ ‬الخاصة‮ ‬بالأطفال‮.‬
السؤال‮ ‬الملح‮ ‬والمطروح‮: ‬التلفزيون‮ ‬هل‮ ‬هو‮ ‬عدو‮ ‬أم‮ ‬صديق‮ ‬وأين‮ ‬المعاني‮ ‬التي‮ ‬من‮ ‬الممكن‮ ‬أن‮ ‬تجسد‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الشهر‮ ‬الكريم‮.‬
في‮ ‬ظل‮ ‬هذا‮ ‬الاجتياح‮ ‬الأثيري‮ ‬لعقل‮ ‬المشاهد‮ ‬كانت‮ »‬الميثاق‮« ‬قد‮ ‬التقت‮ ‬بمجموعة‮ ‬من‮ ‬الاعلاميين‮ ‬والصحفيين‮ ‬لمناقشة‮ ‬هذا‮ ‬الأمر‮.. ‬فإلى‮ ‬الحصيلة‮:‬

تسطيح‮ ‬وتجهيل
الصحفي محمد محمد هادي، وهو أيضاً معد برامج يقول إن هذا السيل الجارف من البرامج والمسلسلات والأفلام وغيرها من المواد الموجهة لا تخلو من الغث وهي غالباً ما تهدف للربح وعلى ضوئه تكون هناك تبعات خطيرة فالمهم -حد وصفه- هو الربح المادي وهذا يأتي من الأولويات لتلك القنوات حيث يقول: للأسف الشديد أن الهم الوحيد لوسائل الاعلام المختلفة هو المال دون المضمون حتى في كيفية تقديمها تلك البرامج المسابقاتية واغفال شيء مهم هو رمضان في روحانيته وفضله وكيفية إحياء شعائره القيمية دينياً وأخلاقياً واجتماعياً أنه شهر الرحمة والاخاء والمحبة.. بعض وسائل الاعلام تعمل بشكل كبير ومتعمد احياناً كثيرة على جذب المشاهد والتأثير عليه لسفاسف الأمور وبطريقة مخجلة وتسطيحية وتجعله مفرغاً ومحروماً من كل ما يمكن الفوز به وبفضائل وخير شهر القرآن.
ويختتم‮ ‬هادي‮ ‬حديثه‮ ‬بدعوته‮ ‬أصحاب‮ ‬هذه‮ ‬القنوات‮ ‬والوسائل‮ ‬الى‮ ‬النظر‮ ‬فيما‮ ‬يبث‮ ‬ومراعاة‮ ‬خصوصية‮ ‬هذا‮ ‬الشهر‮ ‬وأن‮ ‬يستشعروا‮ ‬المسئولية‮ ‬الملقاة‮ ‬على‮ ‬عاتقهم‮ ‬في‮ ‬التنوير‮ ‬والبناء‮ ‬لا‮ ‬الهدم‮.‬

توزيع‮ ‬الزمن
الكاتب الصحفي حسين اللسواس- يناقش الأمر بطريقته الخاصة ويدعو الى أن يتحرى المشاهد طبيعة ما يبث ويميز بين الجيد والرديئ ويقول: إن التلفزيون شيء لا بد منه وفيه ما يجذب وما ينفر فهناك بحسب قوله مسلسلات تاريخية ودينية استطاعت أن تجذب المشاهد بشكل كبير حيث يتعرف‮ ‬المتابع‮ ‬على‮ ‬وقائع‮ ‬واحداث‮ ‬كانت‮ ‬غائبة‮ ‬عنه‮ ‬أو‮ ‬مفهومة‮ ‬لديه‮ ‬بشكل‮ ‬خاطئ‮.. ‬داعياً‮ ‬المسلمين‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الشهر‮ ‬لاستغلاله‮ ‬بما‮ ‬يرضي‮ ‬الله‮.‬
واستطرد‮ ‬بالقول‮: ‬هناك‮ ‬مسلسلات‮ ‬دينية‮ ‬نجحت‮ ‬في‮ ‬استقطاب‮ ‬الناس‮ ‬وتعلموا‮ ‬منها‮ ‬أشياء‮ ‬جيدة‮ ‬كالصبر‮ ‬والمروءة‮ ‬والشجاع‮.. ‬الخ‮.‬

احترام‮ ‬المشاهد
منير الحسامي- محرر صحفي: يرى وجوب توطيد العلاقة بين العبد وربه في هذا الشهر وان يستغل الانسان الحصيف هذا الشهر بما يرضي الله معتبراً أن التلفزيون عالم كبير باستطاعة المرء التحكم بهذا العالم من خلال ضغطة الزر، وأن التلفزيون ليس متهماً وهو يسرق الوقت والعبادة‮ ‬منك‮ ‬بل‮ ‬أنت‮ ‬بمحض‮ ‬الارادة‮ ‬تفعل‮ ‬ذلك،‮ ‬وأن‮ ‬العقل‮ ‬والمنطق‮ ‬هو‮ ‬من‮ ‬يحكم‮ ‬تصرفاتك‮ ‬وافعالك‮..‬
صحيح أن هناك اغراءات كثيرة ولكن يظل الاعلام سلاحاً ذا حدين تستطيع استخدامه فيما يفيد وينفع والعكس صحيح.. بتلك العبارات يناقش منير القضية حيث يقول: لا تنفك هذه القنوات تغري المشاهد بمائدتها الرمضانية البرامجية والحق يقال إن هناك قنوات ان كانت قليلة تقدم برامج جيدة في المضمون والمستوى تخلق علاقة وطيدة بينها وبين المشاهد إذ يحس المتابع أن هناك احتراماً لعقله وتنحاز للجيد وان عملية التسطيح والتسليع التي تقوم بها بعض القنوات بانتهاج هذه السياسة الاعلامية غير الحصيفة تفقد الكثير من متابعيها ومشاهديها والذي هو أساس‮ ‬رأسمال‮ ‬القناة‮ ‬أياً‮ ‬كانت‮ ‬هذه‮ ‬القناة‮ ‬فهناك‮ ‬قنوات‮ ‬تنحاز‮ ‬لنفسها‮ ‬كثيراً‮ ‬دون‮ ‬المتلقي‮ ‬ولا‮ ‬تحترم‮ ‬عقله‮ ‬بقدر‮ ‬ما‮ ‬تحترم‮ ‬الممول‮ ‬أو‮ ‬دافع‮ ‬ثمن‮ ‬الاعلان‮.. ‬وهنا‮ ‬تكمن‮ ‬الكارثة‮.‬

هلال السعيدي -خريج جامعي- يشير الى مسألة ترتيب الوقت بين العبادات والالتزامات الأسرية منوهاً الى أنه لا يجب أن يأخذ التفزيون الوقت ويسرق هذه الأيام المباركة التي نعيشها خصوصاً كما يقول ونحن على أبوابه الأخيرة »العشر الأخيرة منه«.. مضيفاً: أن هناك إقبالاً شديداً على مشاهدة المسلسلات »الاعمال الدرامية« التي يقول إنها أخذت منحنى آخر -لم يسمه الاستاذ هلال- ويقول: في هذا الصدد: يأتي رمضان بحلته المباركة بما يحمل من قيم إنسانية حميدة يجب أن نتعامل مع هذا الشهر الفضيل بما يليق به، الحقيقة أن هناك جوانب مضيئة وأخرى سيئة، والطبائع تختلف من شخص لآخر.. وتابع قائلاً: إن الشريحة العمرية من 15-40 سنة تقريباً تكون أكثر متابعة للدراما وقضاء ساعات طويلة أمام التلفاز بدلاً من أن تقوم بالعبادات والطاعات لله حيث تعتبر هذه عادة غير مستحبة وابتعاداً عن الدين والعبادة وكذلك عن المجتمع وتضييق الخناق على النفس مقابل عدم التفريط في متابعة المسلسلات.. فحينما تُذكر كلمة مسلسل يكون لديهم فهم سريع وعجيب بين لفظين هما »مسلسل- رمضان« هناك ارتباط بينهما إذا ذكرت رمضان يقول مسلسل وان قلت مسلسل يقول رمضان.
ويختتم السعيدي حديثه بالقول: لقد أصبح تأثير المسلسلات أكبر بكثير مما يتخيله العقل بسبب وجود عقول لا يهمها سوى الربح، يرأسون هذه الوسائل الاعلامية ليست لهم مرجعية دينية أو اجتماعية أو حتى أخلاقية أو ثقافية.. إذاً المال هو المطلوب وبأي ثمن وبأي طريقة ولذلك أتوقع الكثير من الانعكاسات التي ستظهر لاحقاً بفعل التأثر بما يعرض.. ولعل المسلسلات التركية والمكسيكية والهندية المدبلجة خير دليل على ما نقول.. فهي ما يهدد هويتنا وبشكل خطير على الاجيال، وبرأيي يجب العودة الى العقل والضمير وقبل كل ذلك العودة للدين الذي يحصننا‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬الاخطار‮ ‬وأشكر‮ ‬صحيفة‮ »‬الميثاق‮« ‬على‮ ‬طرح‮ ‬هذه‮ ‬القضية‮ ‬المهمة‮ ‬وتناولها‮ ‬وتحياتي‮ ‬للقائمين‮ ‬عليها‮.‬

تفويت‮ ‬الفرصة
الأستاذ والصحفي فؤاد باشا يعبر عن رأيه في الموضوع بالقول: خلال السنوات الأخيرة الماضية أصبح الغالبية العظمى من المسلمين يستقبلون شهر رمضان استقبالاً باهتاً ويعيشون أيامه ولياليه بعبثية لا تليق بمكانته الكبيرة وقيمته العظيمة وما يحمله من مضامين دينية وروحية واجتماعية ميزه الله وخصه بها دون غيره من الشهور الأخرى.. الكثيرون من الناس سواءً أكانوا في اليمن أو خارجه لا يكاد يطل هذا الشهر الكريم إلا وتكون الأطعمة المختلفة واطباقها المتعددة هو شغلهم الشاغل وهمهم الأول والأخير من خلال انهاكهم بتوفير المواد الغذائية المختلفة اللازمة لذلك والاشتغال بالتحضير والاعداد وانتهاء بقضاء أوقات طويلة في الأكل والاسراف فيه للأسف ناهيك عن بعض وسائل الاعلام خصوصاً المرئية وبالذات الفضائيات المشهورة بعرض المسلسلات العربية والأجنبية وغيرها من البرامج المخصصة لشهر رمضان تأخذ هي الأخرى اهتمام الناس حيث تظل العيون مسمرة أمام هذه الشاشات لأوقات طويلة حيث ينقضي شهر رمضان سريعاً دون أن يشعر هؤلاء به ودون تحقيق الأهداف المرجوة منه.. ويضيف: لا نكاد نحس بهذا الشهر ونحن على هذه الحالة دون تحقيق مضامينه الروحية والاجتماعية.. الخ، لنضيع فرصة ثمنية لا تأتي إلا مرة واحدة في السنة.. إن بعض هذه المسلسلات تنشر ثقافات دخيلة على مجتمعاتنا خاصة ونحن شعوب مقلدة نقلد كل ما نشاهده دون تفريق بين السلبي والايجابي خصوصاً وأن المسلسلات التركية والهندية وغيرها انتشرت كالفطر وأصبحت تحتل مكانة كبيرة في اهتمامات الناس‮ ‬وهي‮ ‬تحمل‮ ‬مضامين‮ ‬وقيماً‮ ‬وعادات‮ ‬غير‮ ‬مألوفة‮ ‬وبعيدة‮ ‬عن‮ ‬ثقافتنا‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يزيد‮ ‬الطين‮ ‬بلة‮.‬
ويختتم باشا حديثه بالاشارة الى أن وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي هي الأخرى تسرق أوقاتنا حيث يقضي الكثير من الناس خصوصاً الشباب ساعات طويلة في متابعة هذه المواقع والوسائل.. داعياً الى الكف عن ذلك قبل أن يتحول الأمر الى ادمان يصعب علاجه.

ختاماً
هل ثمة هدنة مع هذه الشاشة السحرية والتعامل معها بما ينفع ولا يضر والسعي نحو استثمار ذلك بما يعود بالفائدة فالتلوث الفضائي موجود وعلى الإنسان أن ينقي هذا التلوث من جراثيمه باستخدام مصل »العقل« الذي أشار اليه بعض من الذين استطلعنا آرائهم واستخدامه بالشكل الذي يتوافق مع فطرتنا وسجيتنا وثقافتنا واخلاقياتنا ومبادئنا المستمدة من ديننا الاسلامي الحنيف.. تُرى هل نحن في زمن الخيبات والهزائم بحيث لا نستطيع التعامل مع كل ما يقذف الينا بشكل سوي.. وهل هناك أشياء جميلة كما يقول البعض غابت وأن رمضان في كل عام يأتي ولا نعطيه حقه ونظل نردد ماذا فعلنا بأنفسنا ليته لم يذهب؟ ليته يعود الآن؟ هكذا تقريباً يقول البعض.. لقد جاء هذا الصندوق السحري »التفلزيون« ليقاسم الناس مجالسهم وسهراتهم وافراحهم واحلامهم أيضاً لكنهم باستطاعتهم أن يجعلوه أكثر حميمية وتحويله الى الكفة التي يريدونها لا‮ ‬أن‮ ‬يظلوا‮ ‬جاهزين‮ ‬لالقاء‮ ‬التهم‮ ‬جزافاً‮ ‬على‮ ‬عالم‮ ‬يتغير‮ ‬ويحتكر‮ ‬المعرفة‮ ‬ويغزو‮ ‬العقول‮ ‬ويغير‮ ‬السلوك‮ ‬والانماط‮ ‬والثقافات‮.. ‬ويبقى‮ ‬السؤال‮: ‬أين‮ ‬نحن‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬هذا؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 12:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53539.htm