الميثاق نت -
أبى العام 2007م أن ينصرف إلا وقد فجعنا بداهية الرحيل.
• كنا قد أحصينا خسائرنا لعام أوشك أن ينطفئ .. طوينا صفحته الأخيرة، وقلنا: يكفي ما قد كان في هذه السنة . ولكن. السنة لم تكُف يدها، والعام لم يكتفِ، وكأنه خبّأ الأدهى من الفواجع ليُختم بها.
• برحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.. يرحل العام، ولا تنطفئ آخر أيام السنة الميلادية إلا بانطفاء قلب الشيخ الأحمر، صاحب القلب اليمني الكبير.
• وبحجم كِبره، الذي وسع اليمن، والناس، تكون خسارة رحيله ومساحة الفقد المتخلِّفة في الأنفس والقلوب، والعقول .. رحل الشيخ الأحمر عن دنيانا، وبقي ذكره الطيب ومآثره الحسنة وسجله الوطني المشرف، ميراثاً عظيماً يجتمع لديه وعليه اليمنيون.
• ومثلما كان في حياته داعية التقاء، وتوحُّد، وإخاء، يبقى كذلك وقد ودعنا، واستودع فينا أمانة السيرة الوطنية التي زرعها طوال عقود ومراحل مديدة في حقل التاريخ الوطني، وفي الصفحات الناصعة من كتاب اليمن الجمهوري.
• بحجم قامته وهامته وقيمته " خلَّف رحيله مساحة يصعب ملؤها بعده، كما يصعب تركها شاغرة، وفي الحالتين لقد أتعب الشيخ عبدالله الأحمر – رحمه الله – من يجيء بعده، بما خلفه من ميراث وذكر، وذكاء نادر استطاع من خلاله أن يبقى على الدوام صاحب علاقة متميزة مع الجميع، ومرجعية ترجيحية في سائر الأحوال والتحولات المتداخلة معها على مدى زمني قارب نصف قرن وعقود خمسة في التأريخ اليمني المتصل مع الحاضر المعيشي ، ومع الراهن المكلوم بفقده وثقل الرحيل.
• تتضاعف الخسائر بتضاعف القيم والشيم التي جسدها الراحل الثمين.
• ليس أَمرُّ على النفوس من الموت، وأن تخسر رجلاً جامعاً وقيمة وطنية، ظلت على مدى عمر عامر بالتغيرات والتقلبات والأهوال، والإنجازات والتحولات الجسورة في حياة الدولة والمجتمع والناس في بلدنا الحبيب، محافظة على مبدأية الإنحياز لوحدة الصف والموقف والكلمة، ولوحدة اليمن.
• لن تسعنا الكلمات الآن، ولن تسعفنا العبرات، ولا العبارات، في توثيق مرارة الفاجعة وفداحة الرحيل المهيب. حسبنا أننا فقدنا رجلاً بحجم ووطنية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وأننا سوف نفتقده على الدوام، نفتقد قيمه وقيمته – على المستوى الوطني بدرجة أساس.
• تغمد الله الشيخ والوالد عبدالله الأحمر بواسع رحمته وألهم أهله وذويه وشعبه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون