لقاء/ نجيب شجاع الدبن: -
دعا المتحدث باسم احزاب التحالف الوطني الديمقراطي الاستاذ عبدالمجيد حنش، القوى السياسية الى أن تضع حيزاً من جهدها -المنصب على مواجهة العدوان- في انعاش الحراك السياسي الداخلي.. مطالباً بميثاق شرف يضمن حق الجميع في شراكة وطنية وازالة حالة الشك وعدم الثقة فيما بينهم..
وقال حنش: إن الأحزاب عجزت عن قراءة وفهم ما يحيط بالبلاد من تحديات ومؤامرات جمة كان العدوان أقلها تحدياً.
وأكد أن الدفاع عن محافظة الحديدة حق مشروع للشعب اليمني ومعركة مصيرية لا خيار للاستسلام فيها.. الى التفاصيل:
< بداية ما قراءتك للمشهد السياسي اليمني في ضوء التطورات الاخيرة؟
- المشهد السياسي اليمني تأثر كثيرا بسبب العدوان فهو يتسم بحالة متضعضعة ومرتبكة بسبب حسابات معينة فالاحزاب السياسية التي هي من يصنع الحدث وترسم ملامح المشهد السياسي ربما انها لم تستطيع قراءة وفهم مايحيط بالبلاد من تحديات ومؤامرات جمة كان العدوان هو اقل هذه التحديات..
لان التحدي الاكبر يكمن بإعادة رسم خريطة جديدة للوطن ليس على مستوى الجغرافيا فحسب بل وعلى مستوى الديمغرافيا وهذا يعني تمزيق النسيج الاجتماعي والبنية الاجتماعية والاقتصادية وهذا بالتالي سينتج عنة عوامل كارثية ومدمرة تمنع اعادة بناء الدولة لان المجتمع اليمني سيعيش حالة من الاضطرابات لفترة زمنية ستكون الدولة خلال هذة الفترة غير قادرة على تحقيق الاستقرار اللازم لاعادة بناء الدولة بالشكل الصحيح الذي يمكن اليمنيين من الاستفادة من موارد البلاد الطبيعية وخيراتها وكذا التعبير عن ارادة سياسية حرة وسيادة مكتملة بسبب محاولة القوة الخارجية التدخل في شوؤن البلاد بطريقة مباشرة او غير مباشرة بعبارة اخرى الوصاية ولذلك ينبغي على القوى السياسية وهي تصمد في مواجهة العدوان وتستبسل في ذلك ان تضع حيزا من جهدها هذا بإنعاش الحراك السياسي على المستوى الداخلي من خلال وضع برامج وميثاق شرف يضمن حق الجميع في شراكة وطنية والابتعاد قدر المستطاع عن العمل التكتيكي ضد بعضها البعض وهذا من شأنه ان يوفر حالة من الطمأنينة لبعضها البعض والثقة في بعضها البعض لكي يتم توفير ارضية مناسبة ومناخ جيد للتفكير في الأبعاد الخفية للعدوان بشكل جماعي قوي ومتماسك بحيث يشكل حائطا صلباً ضد العدوان وابعاده واهدافه المعلنة والخفية..
وهنا ستكون القوى السياسية قد نضجت بشكل ملائم لرسم مشهد سياسي قوي ومؤثر ومُلبٍّ لحاجات البلد وتطلعات جماهير الشعب
< ماذا عن معركة الساحل الغربي وفي كل الجبهات عموما؟
- المشهد في الساحل لة خصوصية خاصه واهمية فائقة لكون محافظة الحديدة تتميز بأهمية جغرافية وعسكرية واقتصادية..فهي اي المحافظة ليست مجرد ميناء فحسب بل وسلة غذائية تسهم في مد البلاد بالعديد من المحاصيل الزراعية والمنتجات الصناعية والسمكية وهذا مااكسب الحديدة هذة الاهمية القصوى ناهيك عن كونها المنفذ الوحيد المتبقي والخارج عن سيطرة قوة العدوان وهنا نستطيع القول بان القتال في الساحل الغربي هو بالنسبه لنا قتالاً مشروعاً للدفاع عن الوجود اذاً هو قتال من اجل المصير.. اما بالنسبة لقوى العدوان فهو قتال عبثي الغرض منه ليّ الذراع وكسر الاصابع وحرمان الشعب من متنفسه الاخير وبالنظر لهذه الاهمية القصوى لوجوب القتال ضد العدوان في الساحل ورغم ان الجيش واللجان يبلون بلاء حسنا في الساحل فالحرب الدائرة هناك لاتعكس المشهد اليمني الواعي والفاهم للاهمية وذلك لان معظم القوى السياسية ليست بالجدية المطلوبة لمواجهة التحديات هناك..هذا يعني ان هناك خلل في المنظومة السياسية في الداخل اليمني او شرخاً ما..ففي الوقت الذي تقاتل فيه بعض القوى بجدية وصرامة ومستحوذة على المشهد والفعل الدراماتيكي يعتري بعض القوى الاخرى الفتور والتربص بما سينتج جراء الحرب التي تدور رحاها وهذا يتطلب من الجميع وخاصة من من هم بالسلطة ان ينتبهوا لهذا الامر ومعالجة الاشكاليات بروح وطنية مسئولة لازالة مايمكن ان نقول عليه الشرخ الذي يعتري القوى السياسية وحالة الشك وعدم الثقة لان ماهو مطلوب هو ان تكون كل القوى السياسية وخاصة منها الفاعلة في مستوى الحدث وفي مستوى التحديات خاصة عندما تكون المعركة معركة مصيرية وهي بنفس الوقت معركة وجود.. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان استمرار الحرب هناك ودخول الاشتباكات الى الاحياء السكنية فإن الوضع سيكون كارثياً على كل المستويات أولاً لكثافة السكان مما سينتج عنه من ضحايا كثيرة في صفوف المدنيين وفي مقدمتهم الاطفال والنساء
وثانياً سيتم اغلاق الميناء وهذا سيؤدي الى عدم وصول المساعدات الانسانية بالاضافة الى قطع الوارادات التجارية..
ثالثاً تدمير المحاصيل الزراعية المختلفة والتي تشكل ركيزة اساسية في السوق اليمنية لتلبية حاجات الناس..
رابعاً توقف الاصطياد السمكي وحرمان الشعب من سلعة غذائية مهمة وهذا كله سينتج عنه زيادة كبيرة في نسبة البطالة وزيادة كبيرة في نسبة الفقر وزيادة في عدد النازحين..
باختصار شديد فان الوضع سيكون كارثياً بكل معنى الكلمة..
ولذلك قولنا إنه لابد من الاصطفاف الوطني لمواجهة العدوان هناك فمسالة الاستسلام هناك هو خيار مستبعد لان الاستقلال وتسليم المحافظ لن يمنع حدوث الكوارث او يحل المشكله فالحقيقة ان ما يمكن منع الكارثة هو الصمود والصمود وحده..
والعمل على فتح قنوات حوار لفرض السلام لا الاستسلام ولا شك ان السلام لن يكون في معزل عن الصمود لان الصمود هو من سيأتي بالسلام وليس العكس..
< كيف ترد على من يحاول التشكيك في تماسك ووحدة المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني؟
- بخصوص وحدة المؤتمر او التشكيك بوحدة المؤتمر فهي مسألة قديمة جديدة ولاغرابة فيها.. من قبل 2011م كانت عملية التشكيك بين المؤتمر مجرد آلية انتخابية موسمية للانتخابات وكانت تزعم بأنه لولا وجود السلطة لما كان المؤتمر موجود و عند خروج المؤتمر من السلطة ومحاولة التمزيق والتقسيم حتى من داخل المؤتمر نفسه إلا ان المؤتمر لم يتمزق او يتصدع وحينها قالوا بان المؤتمر وتماسكه يكمن في شخصية الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح يرحمه الله فا اذا ماتم قتله او خروجه من اليمن او إبعاده عن رئاسة المؤتمر سينهار هذا الحزب ولن تقوم له قائمة هذا يعني ان قراءة تلك القوى الذي حاولت ان تعبث بوحدة المؤتمر او تمزيقه لم تقرأ المؤتمر قراءة صحيحة بعبارة اخرى انها كانت خاطئة في قراءتها وفي تحليلها للمؤتمر..صحيح انه كان يوجد تناغم قوي ومتين بين قيادة المؤتمر ممثلة برئيسه الزعيم علي عبدالله صالح وقاعدة المؤتمر الواسعة هذا التناغم هو الذي ابقى المؤتمر في حالة من التماسك الصلب بل وازدادت قاعدته اتساعاً ولم تتأثر بخروج الكم الهائل من قياداته الى الخارج نظراً لان تلك القيادات لم تكن متناغمه مع قاعدة المؤتمر بنفس الكيفية التي تناغمت فيها القاعدة مع الزعيم..
باختصار شديد اثبتت الايام والظروف ان القاعدة الواسعة للمؤتمر قد اثبتت انها اكثر وعياً بل متقدمة بالوعي عن الكثير من القيادات المحسوبة على المؤتمر الشعبي وانا ازعم ان وحدة المؤتمر قائمة في قاعدته الواسعة وبالتالي فان مايحدث من خلاف بين قيادة المؤتمر في الداخل والخارج او تصرفاتها نحو المؤتمر ونحو الوطن لا تعبر بالضرورة عن قاعدة المؤتمر وهذا الاختلاف هو نتيجة طبيعية نظراً للاحداث الكبيرة التي تعرض لها المؤتمر كان آخرها مقتل رئيس المؤتمر ممايعني انها حالة طارئة اعثرت المؤتمر وليست حالة اصيلة فيه وهذا يعني ان وحدة المؤتمر لاتزال قائمة على مستوى القاعدة الواسعة للمؤتمر وهذة القاعدة هي من تحافظ على وحدته وتماسكه..اما ذلك الخلاف بين قيادات المؤتمر فلا يعبر بالضرورة عن وحدة المؤتمر ولن يكون سببآ في عدم وحدته..
< برأيك ما اهم أولوياتكم في احزاب التحالف هذه المرحلة؟
- الاستمرار في الحفاظ على وجودها فهي مثل غيرها من الاحزاب التي تعرضت لضعف واستهداف وحدتها وتماسكها كما ان احزاب التحالف تعاني من انعدام الامكانيات بشكل مطلق وبالتالي افتقارها للجانب الاعلامي بل وغياب الخطاب الاعلامي لهذه الاحزاب عدا النزر اليسير لهذا الخطاب نظرا لعدم امتلاكها وسائل الاعلام المختلفة..
فبالاضافة الى الاولوية لاستمرار وجودها ما يهم التحالف هو الاستقرار والامن والسلام، والتحالف يتشارك مع القوى الاخرى في الدفاع عن الثوابت الوطنية التي يعتقد انه لا يجب المساس بها ويتحرك في هامش بسيط في اطار المتغيرات الآنية فموقفه من الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وكذلك موقفه المناهض للعدوان معلن وثابت..
باختصار هذه هي أولوية التحالف في الوقت الحالي..
< ما قراءتك لجهود المبعوث الاممي حول حل الازمة في اليمن؟
- الحقيقة انني لم ألتقِ بالمبعوث الاممي ولم يُدعَ التحالف الديمقراطي للالتقاء به وبالتالي لا اعلم ماذا قال وماذا قيل له وكل ما اعرفه عنه وعن مبادراته قرأتها بوسائل الاعلام المختلفة مثلي مثل كل الناس لكن وجهة نظري انه لم يختلف عن سابقه إلا بالجنسية ربما لانه بريطاني وبلاده من الدول التي لها يد بالعدوان على اليمن بل هي ضليعة في ذلك..
كان المتوقع لهذا المبعوث ان يطلق مبادرة لكل الاطراف تضمن حق الشعب وحق كل الناس ويدعو الى طاولة حوار يمني يمني بدلاً من ان يفرض حلولاً مجحفة في حق البعض وكأنه يقول الاستسلام مقابل السلام رغم انني اعتقد أنه كان الاحرى به ان يدعو الى ايقاف كافة العمليات العسكرية والقتالية في مختلف الجبهات بالتزامن مع اعلان انطلاق العملية السياسية بين كل الاطراف..
لكن اياً من هذا لم يحدث وفي اعتقادي ان مساعيه لن تكلل بالنجاح مالم تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف ومالم تكن الاولوية له وللامم المتحدة ايقاف الحرب والشروع بعملية سياسية شاملة لان الحرب والاقتتال لن يكون حلاً ولن يزيد الوضع إلا تعقيداً وسوءاً وبالتالي فان رأيي ليس من الآن بل من 2011م ان الازمة اليمنية لن تحل إلا من خلال الحوار ولكن ليس حوار الطرشان بل الحوار الجاد والمسئول الذي يضع المصالح العليا لليمن فوق كل اعتبار وبروح وطنية مسئولة هدفها البناء لا الهدم وهذا يتطلب ان يكون الجميع متجردين من الانانية ومن التبعية وان يعبروا عن ارادتهم بصدق وان يعبروا عن ارادة وتطلعات الشعب لا ان يكونوا ناطقين باسم اجندة خارجية لاتراعي إلا مصالحها وتضرب بمصالح الوطن عرض الحائط..
فالمسوؤلية الوطنية تحتم على الجميع ان يضعوا مصالح الشعب فوق كل اعتبار وان تكون المصلحة الوطنية العامة هي اولويتهم وإيقاف نزيف دم اليمنيين هي من اولى الاولويات لان استمرار الحرب مهما كانت، ومهما طالت لابد من الحوار وسيرجع الجميع للحوار شاءوا أم ابوا مالم فانهم سيتحملون مسئولية اراقة الدم اليمني وعشرات الآلاف من الابرياء الذين سقطوا جراء هذا العدوان الغاشم بالاضافة الى كل المعاناة التي عاناها اليمنيون على كافة المستويات ناهيك عن لعنة التاريخ لهم.
| 
عبدالمجيد حنش لـ«الميثاق»: الدفاع عن الحديدة معركة مصير