الميثاق نت -

الإثنين, 25-يونيو-2018
إبراهيم‮ ‬هديان -
اتفق المتحاورون في مؤتمر الحوار على اليمن الاتحادي (النظام الفيدرالي) الأكثر عدالة وتطوراً وشفافية بين الأنظمة المنتشرة في دول العالم، وكان رائد الدولة المدنية الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين هو الأكثر حكمة وصاحب نظرة ثاقبة عندما كان يدعو إلى أهمية قيام النظام الجديد وفق رؤية دستورية وقوانين عادلة محذرآ في الوقت نفسه من عدم المضي في هذا الطريق وأن القبول بتعايش اليمنيين في ظل اليمن الاتحادي سيؤدي بنا إلى اقلمة مسلحة وغير طبيعية، وها نحن نصل إلى ما حذرنا منه..
القصور السياسي والأنانية السياسية والفساد السياسي والحزبي كانت معاول الهدم الذي تحلى به عواجيز السياسة في مواجهة ما توصل إليه كل الفعاليات المتنوعة المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني وقطع الطريق على ولادة الدولة المدنية وخاصة من أولئك الذين سعوا إلى التقسيم الملغّم‮ ‬حسب‮ ‬هواهم‮ ‬وفق‮ ‬أجندة‮ ‬غير‮ ‬وطنيه‮ ‬وغير‮ ‬منطقية‮ ‬مرتهنين‮ ‬لرغبات‮ ‬الخارجي‮..‬
ما نراه اليوم من لهيب الحروب ومعاناة النازحين وتصاعد أعداد القتلى والجرحى وتمزق اليمن وتفاقم الصراعات المذهبية والعرقية والمناطقية التي تبرز وجوهها أكثر وأكثر في مختلف انحاء الوطن كل ذلك بسبب الغرور السياسي لمختلف رجال السياسة ونتجرع ويلاتها اليوم حيث نشهد التقسيم الإجباري البعيد عن الدولة المدنية وطقوسها الديمقراطية والتنافسية ونعيش بودار ومؤشرات بزوغ دولة الكانتونات القائمة على العصبيات المختلفة التي تعود بنا إلى عصر حرب البسوس وشبيهاتها من الصراعات الجاهلية التي لا تبقي ولا تذر..
دول العدوان الخليجية (السعودية، الإمارات، قطر) لم تكن بعيدة عن تغذية مشروع تفتيت اليمن وتحويله إلى بؤر للصراعات المحلية وتنافر اليمنيين وتقاتلهم والنفخ في الكير حتى وصل عدد القتلى والجرحى إلى ما يقارب 70 الفاً في شمال اليمن وجنوبه ، صرفت هذه الدول عشرات المليارات من اجل كسب الولاءات وإخضاع اليمنيين وإهانتهم ولم تصرف ملياراً واحداً من أجل المصالحة وتقريب وجهات النظر بين اليمنيين ومساعدتهم في الخروج باتفاق نهائي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بشكل عادل ومرضٍ للجميع.
يعيش الشعب اليمني مأساة حقيقية في كل المجالات ونقترب من ملامسة أوضاع الشعبين الصومالي والافغاني في أوج حروبهما الاهلية، فلا يوجد خدمات انمائية وهناك غياب شبه تام للصرف الصحي ووصول الخدمات الصحية إلى الدرك الأسفل من معنى (الصحة) في أغلب محافظات الجمهورية، ففي‮ ‬آخر‮ ‬إحصاءات‮ ‬أن‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬80٪‮ ‬يعيشون‮ ‬تحت‮ ‬خط‮ ‬الفقر‮ ‬،‮ ‬وهناك‮ ‬مؤشرات‮ ‬مقلقة‮ ‬حول‮ ‬بعض‮ ‬المناطق‮ ‬التي‮ ‬تعاني‮ ‬من‮ ‬المجاعة‮ ‬التي‮ ‬كنا‮ ‬نراها‮ ‬في‮ ‬دول‮ ‬أفريقيا‮..‬
مازال الجميع ورغم كل المآسي والعدوان والحروب والحصار ودموع الثكالى وأهالي الشهداء يمنون انفسهم بالامل انتظاراً لتحقيق كلام النبي محمد بأن الحكمة يمانية، ويكفي قتلاً وتدميراً لهذا الوطن وعليكم التحلي بالشجاعة وتقديم التنازلات وطرد التدخل الخارجي أياً كان اسمه‮:‬
أمريكياً‮ ‬أو‮ ‬روسياً
سعودياً‮ ‬وإيرانياً
اماراتياً‮ ‬وقطرياً
علينا فقط الثقة بقدراتنا وإمكاناتنا وأننا بلد واحد وشعب واحد والخلاف ليس عميقاً بالقدر الذي لا نستطيع معه العودة لبناء اليمن بشكل موحد ، علينا فقط الخروج قليلاً من خنادقنا وتعصبنا السياسي والمذهبي والمناطقي والاقتراب من الآخر بشجاعة من أجل نساء وأطفال اليمن‮ ‬ونكون‮ ‬افضل‮ ‬من‮ ‬غيرنا‮ ‬في‮ ‬تقديم‮ ‬التنازلات‮ ‬حتى‮ ‬لو‮ ‬كانت‮ ‬بطعم‮ »‬السم‮«‬،‮ ‬أفيقوا‮ ‬يرحمكم‮ ‬الله‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53702.htm