طه العامري - لأول مرة وجدت نفسي أتابع المؤتمر الصحفي للمدعو المالكي الناطق باسم ما يطلق عليه قوات التحالف العربي..؟!
لكن قبل أن أتحدث أو أعلق برأيي دعوني أنقل لكم أهم ما سوقه المدعو المالكي:
التحالف امتلك ادلة جديدة على تزويد إيران للحوثيين بأسلحة سواءً أكانت صواريخ أو أسلحة نوعية..؟!
الجيش الوطني توقف لنزع الألغام في مطار الحديدة..؟!
السيطرة على ميناء الحديدة من شأنه أن يمنع تهريب السلاح للميليشيات..؟!
أعطينا فرصة للمبعوث الأممي للتوصل لحل سياسي..؟!
العمل العسكري سوف يستمر لتحقيق فرص التفاوض..؟!!
الميليشيات لا تريد التفاوض ولكن همها كسب الوقت..؟!!
تلكم كانت أبرز النقاط الواردة في مؤتمر المالكي وكانت النقطة الأولى كفيلة بإثارة شغف أي صحفي مهني من حقه أن يسأل جنرال الغفلة متى؟ وكيف؟ وأين تم العثور على هذه الأدلة؟! وما الأسلحة التي تسلمتها »الميليشيات« من إيران؟ ومن أين دخلت خاصة والميليشيات فعلا تسيطر على الميناء بالحديدة لكن العالم أجمع يعرف أن المياه الدولية والإقليمية والشواطئ اليمنية كلها تحت سيطرة قوات التحالف التي تحكم حصارها المطبق على سماء اليمن وبحاره وحدوده البرية وهناك أقمار صناعية ترصد وتراقب كل حركة تحصل في المياه الإقليمية والدولية.. ثم أن كل سفينة أو قارب صيد أو زورق يخضع لعملية تفتيش دقيقة من قبل قوات ما يسمى بالتحالف المسنودة بقرارات دولية وهي القرارات التي وضعت اليمن تحت البند السابع..ثم إذا كانت إيران بهذه الجرأة وكانت الميليشيات بهذه السماخة التي تجعل الأولى تغامر في شحن أسلحة وصواريخ للميليشيات رغم كل هذا الحصار وتجعل الثانية تستقبل بكل ثقة واطمئنان هذه الشحنات رغم أنف الحصار والمحاصرين، وهذا يدل دلالة قطعية على حقيقة وحيدة وهي غباء قوات التحالف وفشلهم.. وبالتالي مَنْ فشل في وقف انسياب التهريب من بين يديه من أين له أن يكسب حرباً..؟!!
فيما يتعلق بالنقطة الثانية والمتصلة بذريعة التأخير في المطار لنزع الألغام فإن ما نقلته وسائط إعلام التحالف قبل هذا لم يكن كذلك بل قالوا إنه وبعد السيطرة على المطار اتجهوا لمدينة زبيد لاستكمال السيطرة على الميناء..؟!!
فيما يتصل بقوله »السيطرة على الميناء« يعني حرمان الميليشيات من استقبال السلاح..والأمر قطعا ليس كذلك وجزء من الجواب قد تطرقنا إليه سابقا..
فيما يتصل بالهدنة التي أعلنها »قرقاش« حول وقف العمليات بالساحل الغربي مؤقتا هو الإعلان الذي لم يصدر عن قوات الشرعية المزعومة ولم يصدر حتى عن المدعو المالكي بصفته ناطق التحالف الرسمي ولكنه صدر عن وكيل خارجية دولة مشاركة بالتحالف هي الإمارات..وإعلان كهذا يصدر بهذه الطريقة ومن جهة غير ذي صفه فإن في الأمر هنا تنازعاً وخلافات وتعدد الرؤى والمواقف..وبالتالي لم يجد المالكي ما يبرره للتغطية على هذه الأزمة الموجودة في أوساط ما يسمى التحالف سوى القول »بإننا اعطينا الفرصة للمبعوث الأممي للحل السلمي«؟!
منطق عارضه أو ناقضه المالكي بنفسه في رده على صحفي آخر بقوله »العمل العسكري سوف يستمر ولن يتوقف« ويضيف في آخر نقطة قائلا »إن الميليشيات لا يهمها التفاوض بل يهمها كسب الوقت«..؟!!
طبعاً المتابع العام والمتلقي الشعبي قد يصدق ما طرحه المالكي باعتباره مصدر ثقة لجمهوره وانصار حلفه لكن ثمة مراقبين ومحللين لا يصدقون المالكي بل يستنتجون من كلامه حقائق ومعلومات لا يمكن للمتلقي العابر استنتاجها..
شخصيا أعتبر مؤتمر المالكي اليوم تغطية على إهانة وكيل خارجية الإمارات »قرقاش« بإعلانه وقف العمليات العسكرية بالساحل الغربي _ مؤقتا_ قرقاش _ نفذ رغبة أمريكية _ بريطانية ترفض فكرة اقتحام الحديدة عسكريا لأسباب عدة منها -وليدرك هذا الجميع- أن لا واشنطن ولا لندن لديهما الرغبة في هزيمة صنعاء أو إضعافها لأن صنعاء تعد »البعبع« الذي تخوف به كل من لندن وواشنطن الرياض لتواصلا ابتزازها ماديا وسياسيا وتتخذ واشنطن ومثلها بريطانيا من الحالة اليمنية ورقة ضغط ضد السعودية ودول الخليج ويسعيان لتوظيف هذه الورقة في مشاهد إقليمية ومنها ما تُسمى بصفقة القرن والمتصلة بتسوية القضية الفلسطينية وإنهاء ملف الصراع العربي _ الصهيوني بدعم ورعاية وتمويل خليجي وإجماع عربي..؟!!
في ذات السياق ترغب واشنطن أيضا بجعل ورقة »الحوثي« ورقه ضاغطة على ما تُسمى بـ»الشرعية« التي ترهن نفسها بالمطلق للرياض وأخيراً انقسمت بين الرياض وأبو ظبي وترى واشنطن ومثلها لندن أن لا تكون ورقة اليمن بأطرافها بيد دول الخليج لأن لكل من واشنطن ولندن مصالح حيوية واستراتيجية في اليمن ناهيكم عن أنهما تريدان تطويع الأطراف المحلية اليمنية بحسب الاقتدار لتكون هذه الأطراف بالمحصلة النهائية جزءاً من أطياف المشهد الشرق أوسطي الذي تسعى واشنطن الى تشكيله..!!
|