د.فضل حراب - يتفاجأ المرضى قيام المختصين في المستشفيات الحكومية أو الخاصة الاستثمارية، وقبل إجراء اي عملية جراحية، بأن عليه ان »يوقع« على مثل تلك الصيغة - التي سأذكرها لاحقا - طالت او قصرت في محتواها، وتتغير الصيغ من مستشفى الى آخر حسب ثقتهم بكوادرهم الطبية وخبرتهم ونسبة نجاح العمليات التي اجراها كل طبيب على مدى سنوات طويلة من الخبرة.
وهذه وثيقة بيدهم تبرئ الأطباء ومساعديهم والمستشفى من أية عواقب أو مضاعفات أياً كانت حتى لو أدت لموت المريض قضاء وقدراً..
التعهد الذى يجب على المريض الموافقة على كل محتواه مأخوذ من صيغ مختلفة مدروسة من قبل محامين بارعين، تخلى مسئولية المستشفى والأطباء فى حالة أي انتكاسة أو موت مفاجئ أو سريري أو الدخول فى غيبوبة دائمة بسبب التخدير.
طبعا نسبة نجاح أو فشل العملية الجراحية 1 من 6 أي 16٪..
هل نقارن ما يحدث في بعض المستشفيات بـ»الروليت الروسي«.. أي كل شيء مقامرة.. والمعذرة على التشبيه..!!
الإقرار "التعهد" :
أنا »الاسم رباعي«.. أقر وأعترف والله شاهد علي بأني وافقت على إجراء العملية الجراحية فى المستشفى....... ومن قبل الطبيب المختص، وكذا طبيب التخدير »قد يكون فني تخدير«..
واني بكامل وعيي اوافق على ان تجرى العملية المقررة، والتي قد تؤدي لا قدر الله الى مضاعفات أو ستحتاج لتدخل جراحي لأكثر من مرة إذا اقتضت الحالة حسب مايرونه مناسبا هم دون موافقة إضافية من قبلي.. وهذا اخلاء لمسؤوليتهم الكاملة لما سيجري، وبموافقتي اخلي ايضا أي مسئولية عليهم في حالة عدم نجاح العملية لأي سبب كان يستجد وعلى أي مستوى وفي أي مرحلة من فترة اجراء العملية او ما بعدها.
وأضيف انا....... وأؤكد من جديد إخلاء أي مسؤولية عن الجراحين والمخدرين ومساعديهم وعن تحمل المستشفى اية تبعات مهما بلغت صغيرة او كبيرة اثناء اجراء العملية او أية عمليات قد تضطرهم لإجرائها اثناء اكتشافهم باحتياجي لعمليات تدخلية جراحية إضافية اثناء أو بعد العملية الرئيسة المقررة سلفاً أو حتى بعد انتهاء العملية وخروجي من المستشفى باذن الله شافيا معافى..
- واتعهد وهذا التزام مني بأنني في حالة عدم نجاح العملية الجراحية لاية اسباب خارجة عما حدد سابقا من قبل المختصين ان التزم بأي نفقات إضافية تطلب من إدارة المستشفى بدفع تكاليف إضافية..أي في حالة الانتكاسة أو اضطرارهم لعمليات فرعية..
»الجمل تتكرر لاثبات ان المريض او المرافقين اطلعوا عليها بعناية«.. وهذا يبرئهم أمام المحاكم او اي جهات مهما كانت مختصة ولا يحق لأهل واولياء الدم أيضا بالمطالبة بأية تعويضات أو مقاضاة الأطباء أو المستشفى في حالة الوفاة قضاء وقدراً..
ويختتم الالتزام أو التعهد بـ"وقد كان هذا مكتوباً لي والله الشاهد وهو يحيي ويميت وكل نفس ذائقة الموت والموت علينا حق"..!
الاسم......... التاريخ
شاهد.......... شاهد
في اليمن كما في بقية دول العالم هناك صيغة إنسانية واخلاقية تنص فقط علي موافقتك باجراء العملية المقررة وفى حالة الاخطاء الطبية او الاهمال فالعقوبات قائمة وصارمة وتخسر شركات التأمين عشرات الملايين من الدولارات وتطالب النقابات بسحب الترخيص حتى لا تخسر تلك الشركات مبالغ لا تخطر على بال.
هل تظن بعض إدارات المستشفيات الخاصة أو العامة انهم ازاحوا الالتزام الطبي والأخلاقي والقانوني اذا وافق المريض على الإمضاء وعليه فقد أُخليت مسئوليتهم المهنية والأخلاقية والطبية والقانونية؟!
وانا أؤكد هنا أن هذا الموضوع يحتاج إلى نقاش من قبل الجهات المختصة والنقابات والاتفاق على صيغة تحفظ حق المريض والطبيب والمستشفى..
الصيغة بعاليه كانت مجمعة من عدة التزامات او تعهدات مجحفة بحق المريض اليمني الذي بعد ان يقرأها سيشعر بأن النهاية على يد المستشفى والطبيب المعالج وعليه الشهادة وقراءة سور قصيرة من القرآن الكريم اذا تبقى وقت حتى تجرى له العملية الجراحية الصغرى او الكبرى وهو على باب كريم..
|