راسل القرشي - ليس غريباً على الأحرار ان يتظاهروا رفضا لتواجد العدوان في محافظتهم فهذه افعال الوطنيين الشرفاء الذين لا يقبلون تدنيس مدنهم ووطنهم من قبل الغازي الخارجي تحت أي مسمى من المسميات..
ابناء محافظة المهرة كشفوا حقيقة وتوجهات العدوان الغاشم في اليمن وادركوا ان المخطط كبير ويستهدف السيطرة والهيمنة على اليمن..، وما مزاعمما تُسمى "الشرعية" إلا أداة للوصول إلى تحقيق مآربهم واهدافهم الأستحواذية والاستعمارية الجديدة التي تقودها بعض الأنظمة العربية التي ارتمت في حضن الأجنبي وذهبت تنفذ الأجندة الغربية على حساب اليمن واليمنيين..
لم يأتِ العدوان بقيادة النظامين السعودي والإمارتي لتحرير اليمن وإعادة ما تسمى "الشرعية" ولا من أجل عيون اليمنيين وتحويل اليمن إلى دولة ديمقراطية وهم لا يعرفون معناها ولا ماهيتها..وانما جاءوا إلى اليمن لتنفيذ مخططهم الاستحواذي الاستعماري الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية منذ وقت مبكر وتمكنها من بناء قواعد عسكرية في معظم مناطق السواحل اليمنية وبالتالي مواجهة الأطماع الروسية والصينية ومنها افشال طريق الحرير الذي سيبلغ طوله 12 الف كيلومتر ويربط بين الصين واوروبا والشرق الأوسط وافريقيا وهو ما يقلق الولايات المتحدة الأمريكية وشركاءها العرب والأوروبيين..
طريق الحرير هذا في الاساس هو مشروع صيني وتكمن اهميته في انه سيكسر محاولة امريكا عزل الصين عن العالم من خلال إغلاق ممر تواصلها مع العالم عبر بحر الصين وما تحيكه من مؤامرات هناك بإثارة الخلافات بين الصين والدول الأخرى المطلة على بحر الصين والذي دفع الصين إلى الاهتمام الكبير بتطوير قواتها المسلحة والبحرية منها على وجه الخصوص..
ومخطط لهذا الطريق أن يمر عبر اليمن على الشريط الساحلي الممتد من البحرين العربي والأحمر ومد جسر يربط اليمن بجيبوتي غربا وشمالا يمتد على طول الشريط الساحلي لشبه الجزيرة العربية حتى الاردن.. وتتمثل البنية التحتية لهذا الطريق بسكك حديدية ومرافئ وطرق برية وجسور وانفاق وشبكة ضخمة من القطارات..
هل أدركتم الهدف الرئيسي الآن للعدوان وفرض هيمنته على الساحل الغربي وبقية الساحل اليمني على الخارطة..؟!
لدى الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في حلف الناتو من جهة والعرب من جهة اخرى اطماعها لمواجهة الحرب التجارية التي بدأت مؤشراتها بالوضوح بينهم والصين وحلفائها الآسيويين إلى جانب روسيا.. وكهدف أيضا لإفشال هذا المشروع الصيني الضخم الهادف إلى التحرر العالمي من الهيمنة الاقتصادية الأمريكية وبالتالي من هيمنتها السياسية.. وعليه فإن لهذا المشروع أهميته الكبرى وعلى دول وشعوب العالم الحر السعي حثيثا الى أن تكون شريكة فيه واليمن واحدة من هذه الدول..
ان فرض الهيمنة والسيطرة والاستحواذ على المناطق الساحلية اليمنية الممتدة من البحر العربي إلى باب المندب ووصولا إلى الحديدة وميدي هو الهدف الرئيسي من هذا العدوان الأمريكي الغربي العربي.. وما إيران و"الشرعية" المزعومة سوى شماعة يعلق عليها العدوان جرائمه وتدميره لليمن واستيلاءه على الشريط الساحلي اليمني الواسع والكبير..
أعود إلى المهرة التي تشهد حراكا شعبيا منذ مايو الماضي رفضاً للتواجد الإماراتي السعودي في المحافظة وفي اليمن عموما..
آلاف المعتصمين المهريين يواصلون المطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية من المهرة، وتسليم مَنفذي شحن وصرفيت وميناء نِشْطون ومطار الغيضة الدولي إلى القوات المحلية، كما يطالبون بالحفاظ على السيادة الوطنية.
وكانت السعودية قد ارسلت قواتها إلى محافظة المهرة نهاية 2017م ومن حين وصولها تمنع حركة الملاحة والصيد بميناء نِشْطون على مضيق هرمز كما حولت مطار الغيضة الدولي لثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه..
هذا هو مخطط العدوان القذر والذي حذرنا منه منذ البداية ولكن لا حياة لمن تنادي..!!
ما تسمى بـ"الشرعية" باعت اليمن وسيادتها للخارج الأجنبي.. ونهبت أموال الشعب.. ومحاولة ظهورها بالحريص على حماية اليمن وسيادتها ليست إلا كذبة تريد من خلالها استعطاف اليمنيين ومواصلة تخديرهم وتنويمهم حتى تتحقق اهداف العدوان وتتضح حقيقتها القذرة..
لا تنتظروا ممن خان الوطن ودعا الخارج لتدميره وقتل ابنائه والسيطرة على مساحات واسعة منه أن يعمل شيئا.. كون الخائن المرتزق العميل لا يبني وانما يهدم ولا يجمع بقدر ما يفرق ويشتت..!!
|