الميثاق نت -

الأحد, 29-يوليو-2018
د‮. ‬فضل‮ ‬حراب -
وباء‮ ‬الامراض‮ ‬المزمنة‮ ‬والمستعصية‮ "‬إعصار‮" ‬مدمر‮ ‬ومستمر‮ ‬وترتفع‮ ‬وتيرته‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬بحيث‮ ‬سيصعب‮ ‬وقف‮ ‬هذا‮ ‬الزحف‮ ‬المخيف‮ ‬الذي‮ ‬يصيب‮ ‬الانسان‮ ‬والاقتصاد‮ ‬بشكل‮ ‬مباشر‮ ‬وغير‮ ‬مباشر‮.‬
امراض‮ ‬الضغط‮ ‬والقلب‮ ‬والسكري‮ ‬والفشل‮ ‬الكلوي‮ ‬والكبد‮ ‬والسرطان‮ ‬والحالات‮ ‬النفسية،تنتشر‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬الصناعية‮ ‬والمتقدمة‮ ‬وتختلف‮ ‬نسبة‮ ‬انتشارها‮ ‬وانواعها‮ ‬من‮ ‬دولة‮ ‬الي‮ ‬اخرى‮.‬
عرفت‮ ‬اليمن‮ ‬سابقا‮ ‬امراضاً‮ ‬طفيلية‮ ‬وفيروسية‮ ‬وبكتيرية‮ ‬وجلدية‮ ‬مختلفة‮ ‬ولكن‮ ‬امراض‮ ‬العصر‮ ‬تعتبر‮ ‬جديدة‮ ‬علينا‮..‬
من‮ ‬اسباب‮ ‬توسع‮ ‬الاصابات‮ ‬وارتفاع‮ ‬نسبتها‮ ‬سواء‮ ‬لمرض‮ ‬واحد‮ ‬او‮ ‬لاكثر‮ ‬من‮ ‬مرض‮ ‬عوامل‮ ‬كثيرة‮ ‬منها‮ :‬
1‮- ‬انتشار‮ ‬المصانع‮ ‬المختلفة‮ ‬التي‮ ‬تنتج‮ ‬المواد‮ ‬الكيميائية‮ ‬المسبب‮ ‬بعضها‮ ‬للسرطانات‮ ‬والفشل‮ ‬الكلوي‭.‬
2‮- ‬ايقاع‮ ‬الحياة‮ ‬العصرية‮ ‬والضغوط‮ ‬اليومية‮ ‬في‮ ‬العمل‮ ‬والشارع‮ ‬والبيت‮ ‬على‮ ‬الناس‭.‬
3‮- ‬استخدام‮ ‬المواد‮ ‬الحافظة‮ ‬في‮ ‬صناعة‮ ‬الأغذية‮ ‬دون‮ ‬رقابة‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الجهات‮ ‬المختصة‮.. ‬سواء‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬المحلي‮ ‬او‮ ‬المستوردة‮ ‬من‮ ‬الخارج‭.‬
4‮- ‬استخدام‮ ‬المواد‮ ‬الكيميائية‮ ‬والسامة‮ ‬في‮ ‬الزراعة‮ ‬دون‮ ‬خلفية‮ ‬علمية‮ ‬تشرف‮ ‬عليها‮ ‬الجهات‮ ‬المختصة‮ ‬في‮ ‬الدولة‭.‬
5‮- ‬استخدام‮ ‬اغذية‮ ‬للدواجن‮ ‬تحوي‮ ‬هرمونات‮ ‬ومواداً‮ ‬ضارة‮ ‬وكذلك‮ ‬اعلاف‮ ‬الحيوانات‮ ‬بدون‮ ‬إشراف‮ ‬الجهات‮ ‬المختصة‭.‬
6‮- ‬عدم‮ ‬الاشراف‮ ‬على‮ ‬مخلفات‮ ‬المصانع‮ ‬ومعرفة‮ ‬اسباب‮ ‬تلوث‮ ‬الماء‮ ‬والهواء‮ ‬والنبات‮..‬الخ‮.‬
كل‮ ‬هذه‮ ‬الاسباب‮ ‬معروفة‮ ‬وتتعرض‮ ‬لها‮ ‬وسائل‮ ‬الإعلام‮ ‬المختلفة‮ ‬من‮ ‬وقت‮ ‬لآخر‮.‬
ما‮ ‬يهمنا‮ ‬نحن‮ ‬معرفة‮ ‬الاسباب‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬المحلي‮ ‬وهل‮ ‬هناك‮ ‬توعية‮ ‬صحية‮ ‬ورقابة‮ ‬على‮ ‬المنتجات‮ ‬ومخلفات‮ ‬المصانع،وعوادم‮ ‬الماكنات‮ ‬الكبيرة‮ ‬والسيارات‮..‬الخ‮.‬
هل‮ ‬هناك‮ "‬في‮ ‬اليمن‮"‬من‮ ‬يقوم‮ ‬بإجراء‮ ‬دراسات‮ ‬وبحوث،‮ ‬بحثا‮ ‬عن‮ ‬الاسباب؟‮ ‬ومقترحا‮ ‬لطرق‮ ‬الوقاية‮ ‬والتقليل‮ ‬من‮ ‬الاصابات‮ ‬لكل‮ ‬مرض‮ ‬على‮ ‬حدة‮ ‬ولكل‮ ‬منطقة‮ ‬ايضا‮ ‬على‮ ‬حدة‮.‬
قبل‮ ‬20‮ ‬سنة‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬مركز‮ ‬واحد‮ ‬لمعالجة‮ ‬السرطانات‮ ‬وايضا‮ ‬مركز‮ ‬غسيل‮ ‬كلوي‮ ‬واحد‮ ‬ومراكز‮ ‬القلب‮ ‬والكبد‮ ‬والسكر‮ ‬كذلك‮.‬
اليوم‮ ‬هذه‮ ‬المراكز‮ ‬منتشرة‮ ‬في‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬مستشفى‮ ‬عام‮ ‬او‮ ‬خاص‮ ‬في‮ ‬المحافظة‮ ‬الواحدة‮.‬
هذه‮ ‬المراكز‮ ‬للأسف‮ ‬أتت‮ ‬على‮ ‬غفلة‮ ‬وبدون‮ ‬دراسة‮ ‬وبعضها‮ ‬لتحقيق‮ ‬نصر‮ ‬اعلامي‮ ‬او‮ ‬مردود‮ ‬مالي‮ ‬ضخم‮ ‬من‮ ‬نتاج‮ ‬المناقصات‮ ‬بالشراء‮ ‬الذي‮ ‬يصل‮ ‬الى‮ ‬ملايين‮ ‬الدولارات‮.‬
لم تنشأ أي مراكز بحوث بعد تأهيل الكوادر لتقوم بالرصد والتسجيل ومعرفة الاسباب لتقليل عدد الاصابات التي ترتفع يوما بعد يوم على مرأى ومسمع المسئولين الذين يهمهم تسيير الامور اليومية دون التعرض لما يخفيه المستقبل غير المعروف اسباب الاصابات الجديدة وفي أي محافظات‮ ‬تسجل‮ ‬اعداد‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬الاخرى‮ ‬ومن‮ ‬أي‮ ‬فئات‮ ‬عمرية‮ ‬ونسبة‮ ‬الرجال‮ ‬عن‮ ‬النساء‮.‬
نعرف ان البحوث في هذه المجالات مكلفة على الدولة، ولكن على الجهات المختصة عمل دراسات من واقع الارقام عما يتم صرفه الآن للعلاج في القطاع العام والخاص على حساب المواطن نفسه وفي خارج الوطن الذي ينهك خزينة الدولة من العملات الصعبة.
على الدولة حساب كم تخسر عاملا (الانسان) وساعات عمل وضعفاً في الانتاج، قد لا تكون الامور واضحة بشكل مباشر، ولكن معرفة تلك المعلومات قد يعطي دافعاً لتقليل الاصابة بأي من تلك الامراض وليس ارتفاع عددهم سنويا كقنابل موقوتة حتى تنفجر في يوم من الايام إنسانيا واخلاقيا‮ ‬وماديا‮ ‬وتنعكس‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬الاسباب‮ ‬على‮ ‬اداء‮ ‬الدولة‮ ‬بشكل‮ ‬كامل‮.‬

ملاحظات‮ ‬مهمة‮ ‬
1: يقوم بعض المانحين بصرف الملايين من الدولارات عبر وزارة الصحة اليمنية بإجراء بحوث كلها تقريبا في الملاريا والزليط والزحار الاميبي ونقصد ان الجهات المختصة مثل الصحة لا توجه ولا تشرف عليها بالمعنى العلمي باستغلال المساعدات في بحوث مهمة تعتبر وباء يجب وقف انتشاره‮ ‬ومعرفة‮ ‬اسبابه‮.‬
2 : قد ننجح في إنشاء مراكز جديدة وتصرف عليها الملايين وتكون نواة ونموذجاً ممتازاً لانشاء غيرها في المحافظات، ولكن تلك المراكز تفشل وتتدهور وتشكل عبئا جديدا على الدولة والاختصاصيين وتسوء الادارة ويغيب الدور المهني والفني، والامثلة كثيرة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53943.htm