الميثاق نت -

الإثنين, 30-يوليو-2018
يحيى علي نوري -
يرى البعض ان تحريك العملية التنظيمية لايعد بالامر السهل خاصة عندما تكون في اطار تنظيم بحجم ومكانة المؤتمر وامتداده على مستوى مختلف التراب الوطني وحجم مدخلاته من العضوية والتي تصل الى ثلاثة ملايين عضو.



ولكون هذا الرأي صحيحا ويتفق مع متطلبات اي نشاط انساني يحتاج الى الامكانات فإنه لاينبغي على المؤتمريين التوقف تماما عند ذلك والركن جانبا لكل تطلعاتهم التنظيمية حتى تتوافر لهم الامكانات المادية وهى امكانات لم تعد المعطيات الراهنة تؤكد عودتها خاصة مع الوضع الراهن الذي يعيشه المؤتمر كتنظيم خارج نطاق السلطة وهذا لاشك يمثل واحدة من التحديات الكبيرة التي يواجهها المؤتمر اليوم وتتطلب منه اطلاق العنان لتفكيره في مجال الادارة والبحث عن كل السبل التي تساعده على تحريك نشاطه باتجاه تحقيق اهدافه.



وهذا يعني ان اعطاء الادارة التنظيمية جل الاهتمام وبرؤيه مهنية سيحرك المياه الآسنة وسوف يساعده على اكتشاف حياته الداخلية من جديد والتعرف عن كثب على حجم ما يتمتع به من امكانات وقدرات ظل معطلاً لها عبر مسيرته التي انطلقت منذ العام 1982م.



اذاً‮ ‬نحن‮ ‬امام‮ ‬مخارج‮ ‬عملية‮ ‬للحياة‮ ‬المؤتمرية‮ ‬الداخلية‮ ‬ستسهم‮ ‬الى‮ ‬حد‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬تجاوز‮ ‬الادارة‮ ‬التنظيمية‮ ‬للكثير‮ ‬من‮ ‬العوائق‮ ‬والتي‮ ‬على‮ ‬رأسها‮ ‬بالطبع‮ ‬افتقاد‮ ‬الامكانات‮ ‬المالية‮ ‬كما‮ ‬سبق‮ ‬الاشارة‮.‬



ولاشك ان متابعتنا لنشاط قيادة المؤتمر وعلى رأسها الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام تجعلنا نستشعر بدرجة عالية من الارتياح بدء هذا التوجه وفي الاعتماد على مُثُل وقيم الادارة التنظيمية في التشخيص للمشكلات وتحديد المعالجات الناجعة.



ولعل تعامل رئيس المؤتمر مع اطار الامانة العامة مؤخرا وهى القيادة التنفيذية للمؤتمر والمعنية بعملية الاعداد للخطط والبرامج والاشراف والمتابعه لمختلف مناشط العملية التنظيمية للمؤتمر يدلل على بدايه جادة وحقيقية نحو تحريك الاداء التنظيمي والذي يتطلب بالاساس تحريكه‮ ‬وتفعيله‮ ‬ابتداء‮ ‬بالامانة‮ ‬العامة‮.‬



ويتمثل تعاطي رئيس المؤتمر مع هذا الاطار القيادي في مراجعته لدور القطاعات والدوائر المتخصصة من خلال الدفع بدماء جديدة لقيادة بعض الدوائر خاصة في اطار قطاع المرأة وهي جهود ستتواصل الى بقية دوائر القطاعات الاخرى والتي مازال نشاطها في حالة سبات سواءً أكان ذلك بفعل‮ ‬مغادرة‮ ‬رؤسائها‮ ‬للخارج‮ ‬او‮ ‬تلك‮ ‬التي‮ ‬هجرت‮ ‬قياداتها‮ ‬مكاتبها‮ ‬واسهمت‮ ‬بذلك‮ ‬في‮ ‬تعطيل‮ ‬العملية‮ ‬التنظيمية‮ ‬بصورة‮ ‬خطيرة‮ ‬لا‮ ‬تتفق‮ ‬وحجم‮ ‬التحديات‮ ‬الراهنة‮ ‬التي‮ ‬يواجهها‮ ‬المؤتمر‮..‬



ولكون هذه الاجراءات قد حظيت بارتياح الوسط المؤتمري الا انها في نظره مازالت غير كافية حتى يمكن اجراء معالجات شاملة لمختلف المشكلات التي تعاتي منها الامانة العامة وهذا مانأمل من رئيس المؤتمر في مواصلة جهوده وحتى يهيئ تماما مناخات مواتيه باتجاه التعامل مع متطلبات‮ ‬تحريك‮ ‬العملية‮ ‬التنظيمية‮ ‬على‮ ‬المستويين‮ ‬الآني‮ ‬والمستقبلي‮. ‬







تنمية‮ ‬روح‮ ‬المبادرة



ولاريب ان خطه تنظيمية مستوعبة لقدرات ومهارات ومعارف الوسط المؤتمري ستجد تفاعلاً كبيراً في عملية البلورة لمختلف جوانب العملية التخطيطية والتنظيمية والاشرافية والرقابية لابد ان تستند على ادارة فذة ومتقدة حماسا وتفاعلا للامانة العامة تعتمد على التعاطي مع قيم ومثل الادارة التنظيمية المتطورة والتي تعتبر تنمية روح المبادرات للوسط التنظيمي واحدة من أهم ركائز العمل الحزبي كما تمثل العامل الاكثر ايجابية في التخفيف من ندرة او تواضع الامكانات المالية وتترك الباب مفتوحا امام العديد من الفرص التي تخرج الاداء التنظيمي من‮ ‬حالة‮ ‬الفراغ‮ ‬الذي‮ ‬يعيشه‮.‬



واذا كان القطاع النسوي ومعه القطاع التربوي والشبابي والطلابي والمجتمع المدني من اكثر القطاعات المؤهلة للعب دور مهم في ترسيخ ادارة المبادرات وتنميتها وجعلها ثقافة تنظيمية مقترنة دائما بعملية سلوكية في استشعار المسئولية التنظيمية وواجبات العضو ازاء تنظيمه ومجتمعه فإن بإمكان هذه القطاعات اذا ماتم وضع الآليات الفاعلة لها من قبل الامانة العامة ان تسهم بفاعلية في انجاز العديد من المهام والمسئوليات ذات العلاقة بخطة تحرك المؤتمر على الصعيدين الوطني والتنظيمي من خلال تنفيذ العديد من المناشط الهادفة الى تنمية مهارات ومعارف الوسط المؤتمري تدريبا وتأهيلا ومشاركة فاعلة مع مختلف التحولات والمتغيرات على المستوى الوطني تقوم بتنفيذ كل ذلك كوادر مؤتمرية متطوعة تقدم من خلال برامج وانشطة عصارة جهدها الابداعي ودون تكاليف باهظة لايحتملها التنظيم .



ولنا ان نتخيل هنا حجم الانجاز الذي سوف يتحقق باطلاقنا مبدأ الادارة بالمبادرة، وكل ذلك -لاريب- يتطلب من الامانة العامة إيلاء المزيد من الاهتمام باستشراف قدرات قطاعاتها المختلفة باتجاه تشكيل صورة كاملة عن حجم الاستفادة من قدرات ومؤهلات وتخصصات اعضاء المؤتمر في مختلف الجوانب العلمية والثقافية والادارية ومن خلال البدء في تنفيذ لقاءات تشاورية مع كوادر القطاعات لتبدأ في اعداد الاهداف والمنطلقات والآليات لخطة تنظيمية تكون بداية حقيقية للقضاء على حالة الفراغ والاستغلال الامثل لكل قدرات المؤتمريين وبالصورة التي تتفق‮ ‬مع‮ ‬مكانة‮ ‬وحجم‮ ‬المؤتمر‮ ‬وتلبي‮ ‬احتياجاته‮ ‬الراهنة‮ ‬الاكثر‮ ‬من‮ ‬ملحة‮ ‬وتؤكد‮ ‬قدرة‮ ‬كوادره‮ ‬على‮ ‬الاسهام‮ ‬الفاعل‮ ‬في‮ ‬اخراج‮ ‬تنظيمها‮ ‬من‮ ‬الواقع‮ ‬الراهن‮ ‬المليئ‮ ‬بالتحديات‮ ‬والعوائق‮ ‬الكؤدة‮.‬



ولتحقيق هذا التحول المهم فاننا نتطلع كمؤتمريين الى ان نجد الامانة العامة تلتزم بعقد اجتماعاتها الاسبوعية ودعوة العديد من كوادر المؤتمر لحضور هذه الاجتماعات للاستفادة من اطروحاتها ورؤاها بشأن العملية التنظيمية حيث سيعمل ذلك على انجاز خطه تنظيمية تلامس ابرز المتطلبات الراهنة للعمل المؤتمري وتهيئ مناخا من شأنه ان يحرك كل الفعاليات المؤتمرية باتجاه المشاركة الفاعلة في انجاز خطة المؤتمر وباعتبار ان المؤتمر قد اشرك فعالياته في رسم خططه وهو مايعني تجسيد المشاركة للقواعد والتي ستنعكس على أدائها بصورة تجعلها اكثر حماسا‮ ‬وتفاعلا‮ ‬لشعورها‮ ‬انها‮ ‬تساهم‮ ‬في‮ ‬بلورة‮ ‬ماساهمت‮ ‬في‮ ‬الاعداد‮ ‬له‮ .‬



آمال وتطلعات تتعاظم من يوم لآخر خاصة مع التوجهات الاخيرة لرئيس المؤتمر لتفعيل دور الامانة العامة وخاصة بعد الاجتماع الموسع الذي عقده الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام والذي ضم قيادات بالامانة العامة والفروع وهو لقاء يمثل رسالة واضحة عن حرص قيادة المؤتمر على تحقيق هذه التطلعات ومؤشراً مهماً في تعزيز عملية الاتصال والتواصل بين الامانة العامة والفروع وهو تواصل سيتعزز من خلال العديد من اللقاءات الموسعة التي تستهدف التهيئة والاعداد لمرحلة جديدة للعملية التنظيمية.



ان تطلعات المؤتمريين الراهنة ليست كما يتصورها البعض من حيث العمل على عودة المؤتمر الى ماكان عليه قبل احداث ديسمبر المؤسفة وانما بلوغ ماهو اكثر من ذلك ويتمثل في ضخ الحيوية الى الحياة المؤتمرية الداخلية ووضع حد لما عاشته من رتابة وتقوقع لفترة طويلة منذ تأسيس المؤتمر، بفعل عوامل عدة كان من اهمها وجود المؤتمر كحزب حاكم للبلاد الامر الذي جعل من قياداته المتتالية لا تعتمد على آلياته وقنواته الحزبية وهو ما جعل من عمليته التنظيمية تتم في اطار مناسباتي كالانتخابات وبعض المناسبات الوطنية وهذا يعكس حقيقة الطموح المؤتمري‮ ‬الراهن‮ ‬الرافض‮ ‬ابقاء‮ ‬ادارة‮ ‬تنظيمه‮ ‬رهينة‮ ‬للعشوائية‮ ‬والارتجالية‮.‬



خلاصةً.. كل هذه المؤشرات تدلل على ان المؤتمريين اصبح امامهم اتجاه اجباري لابد ان يخوضوه رافعين شعار الحرفية والمهنية التنظيمية كقاعدة قوية لإدارة العمل المؤتمري واطلاق الطاقات الابداعية لمختلف الكوادر وكذا اعادة النظر في كافة اللوائح المنظمة واستحداث دوائر متخصصة جديدة تساعدهم على التعاطي مع ادارة المبادرات الخدمية منها والتنظيمية وبما يتفق مع واقع المؤتمر الجديد البعيد عن السلطة والفقير في امكاناته المادية والغني بامكاناته البشرية وباعتبار ان الانسان هدف المؤتمر والذي به سيحقق مجداً اعظم من ذي قبل، وهذا لاريب طموح سيتم التعامل معه في المرحلة القادمة طالما بدأ المؤتمريون اليوم في عهدهم الجديد برئاسة الشيخ صادق بن امين ابوراس يشيدون مداميك قوية لمرحلة جديدة يمكن لنا ان نسميها العهد الثاني للمؤتمر القائم على امكاناته ومبادراته الذاتية الخالي من المصلحيين والباحثين‮ ‬عن‮ ‬المال‮ ‬والمواقع‮ ‬القيادية‮.‬



ونشعر‮ ‬بثقة‮ ‬عالية‮ ‬ان‮ ‬التوجهات‮ ‬والتطلعات‮ ‬الراهنة‮ ‬لقيادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬ستتمكن‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬نقلة‮ ‬نوعية‮ ‬في‮ ‬مسار‮ ‬المؤتمر‮.. ‬فالبدايات‮ ‬الصادقة‮ ‬تقود‮ ‬حتماً‮ ‬الى‮ ‬نتائج‮ ‬صادقة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53959.htm