السبت, 29-يوليو-2006
الميثاق نت- عدنان‮ ‬عبدالقوي‮ ‬الشميري -
لم تكد تنتهي قيادات أحزاب اللقاء المشترك من إعلان اسم مرشحها في الانتخابات الرئاسية القادمة، بعد حالة مخاضٍ عسيرة حتى تسارعت ردود الأفعال المختلفة التي باركت شخص المرشح- ذا الـ72 عاماً- من جانب، وانتقدت المشترك كونه اختار مرشحاً له من خارجه من جانب آخر، وإلى‮ ‬درجة‮ ‬أصبح‮ ‬من‮ ‬الصعب‮ ‬معها‮ ‬تحديد‮ ‬من‮ ‬بالضبط‮ »‬الفأر‮« ‬ومن‮ ‬الجبل؟‮!‬ غير أن افرازات مرحلة مابعد الولادة لم تقف عند حدّ اللوم والمباركة، إذ برزت مستجدات وتطورات لاحقة شهدتها الساحة السياسية داخل أروقة المشترك حالت دون اكتمال الحلم، وبعثت بأكثر من علامة تساؤل واستفسار عن حقيقة مايجرى وتحديداً إقدام المشترك على خرق قراره. فالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئىس تجمع الإصلاح أبدى عدم رضاه من ترشيح المشترك لـ»بن شملان«- نبأ نيوز 2006/7/6م- وإن كان مصدراً مقرباً للشيخ نفى ذلك فيما بعد- ومحمد حيدرة مسدوس رئيس الدائرة الاقتصادية للحزب الاشتراكي عضو المكتب السياسي اعترض »الوسط 2006/7/5م‮« ‬وأحمد‮ ‬عبدالله‮ ‬المجيدي‮ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬المركزية‮ ‬للحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬أعلن‮ ‬ترشيح‮ ‬نفسه‮ ‬للرئاسية‮ ‬ليمثل‮ ‬أول‮ ‬حالة‮ ‬خرق‮ ‬لقرار‮ ‬المشترك‮ »‬الوسط‮ ‬2006‭/‬7‭/‬5م‮«..‬ أما غالبية قواعد التنظيم الناصري، وبعض قواعد الأحزاب الأخرى المنضوية في تكتل اللقاء، فقد وجدت نفسها في حيرة بعد إعلان المشترك لاسم مرشحه لاسيما بعد أن أوهمها الخطاب الإعلامي الناصري- وتحديداً صحيفة »الوحدوي، وموقع الوحدوي نت«- ولفترة غير وجيزة بأن رجل التغيير‮ ‬مرشح‮ ‬الرئاسة‮ ‬القادم‮ ‬هو‮ ‬المهندس‮ ‬عبدالرحمن‮ ‬الحمدي،‮ ‬وهذا‮ ‬لم‮ ‬يحدث‮ ‬فيما‮ ‬بعد‮!‬ مسلسل خرق المشترك لقراره لم يقف عند هذا الحد إذ تبع المجيدي كلاً من الدكتور أمين أحمد ثابت القيادي في الحزب الاشتراكي مما حذا بالإصلاح إلى الدفع بالدكتور فتحي محمد العزب القيادي الإصلاحي ورئيس دائرة الشباب والطلاب ليرشح نفسه- بطريقة مماثلة- في آخر فترة استقبال طلبات الترشيح كنوع من الصراع الأيديولوجي- غير المعلن- للاستحواذ بشكل فردي على امتيازات خاصة تصب في مصلحة الحزب فقط دون اللقاء المشترك بشكل عام وأقل هذه الامتيازات خوض الانتخابات الرئاسية بمرشح للحزب وليس للمشترك، ولاشك أن هذا التكتيك الاستباقي يأتي تحسباً لأي طارئ من شأنه أن يعصف بمرشح المشترك الحالي بن شملان وهو يعكس في جملته كل مايعكس حالة انعدام الثقة القائمة بين المشترك اليوم، ويندرج في إطارها محاولة الانقلاب على الآخر التي باتت تستحوذ على عقل ووجدان قيادات المشترك بشكل فردي لاسيما قيادات اليمين واليسار‮ ‬من‮ ‬جانب،‮ ‬ومحاولة‮ ‬ضغط‮ ‬وتأثير‮ ‬الأخ‮ ‬الأكبر‮- ‬الإصلاح‮- ‬على‮ ‬بقية‮ ‬الأحزاب‮ ‬الأخرى‮ ‬بما‮ ‬فيها‮ ‬الاشتراكي‮ ‬من‮ ‬جانب‮ ‬آخر‮.‬ تصريح القيادي الإصلاحي عبدالكريم شيبان عضو مجلس النواب المنشور في صحيفة الأيام 2006/7/12م والذي قال فيه »من المتوقع أن يزكي حزب الإصلاح إلى جانب مرشحه شخصين آخرين كاحتياط في حال انسحاب المعارضة« هو من يدعم هذا التوجه.. ويؤكد صحة ماذهبنا إليه وبالتأكيد فإن استيعاب القيادي المجيدي، أمين ثابت، وحتى القواعد البسيطة لحقيقة مايدور في عقول أطراف اللعبة هو ما دفع بأحد القراء إلى أن يسأل الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي في المقابلة التي أجراها معه موقع الحوار الاكتروني واعادت نشره صحيفة »الثوري« بتاريخ 2006/7/13م قائلاً: »علمنا أن مرشح اللقاء المشترك للرئاسة هو فيصل بن شملان ونائبه حميد الأحمر، وبين هذين الاسمين أين هو الحزب الاشتراكي اليمني؟ ومن يمثله؟ هل قبل الحزب أن يكون خلفية لرؤية الإصلاح ورضي أن يهمش أعضاءه؟ وأياً كانت إجابة الدكتور إلاّ أن النتائج التي أسفرت عن فرز أصوات أعضاء مجلسي النواب والشورى الخاصة بتزكية المتقدمين للانتخابات الرئاسية، حالت من استمرارية هيمنة الأخ الأكبر، عندما برز اسم المجيدي جنباً إلى جنب مع اسم العزب في قائمة الفائزين، ليصبح الاشتراكي أيضاً أخاً أكبر بعد افساد شهية‮ ‬الإصلاح،‮ ‬وفي‮ ‬ظل‮ ‬التوأمة‮ ‬القائمة‮ ‬التي‮ ‬أدت‮ ‬إلى‮ ‬الزج‮ ‬بالعزب‮ ‬والمجيدي‮ ‬كمنافسين‮ ‬لـ‮»‬بن‮ ‬شملان‮« ‬في‮ ‬بوتقة‮ ‬المشترك‮ ‬فإن‮ ‬كل‮ ‬المسارات‮ ‬الاستنتاجية‮ ‬تقود‮ ‬الآن‮ ‬إلى‮ ‬القول‮ ‬بأن‮ »‬بن‮ ‬شملان‮« ‬هو‮ ‬وحده‮ ‬كبش‮ ‬الفداء‮!‬ غير‮ ‬أن‮ ‬السؤال‮ ‬الذي‮ ‬يمكن‮ ‬طرحه‮ ‬هنا‮ ‬هو‮ ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬قراءة‮ ‬مايحدث‮ ‬اليوم‮ ‬داخل‮ ‬أروقة‮ ‬المشترك‮ ‬ولاستيعاب‮ ‬مضامين‮ ‬هذه‮ ‬القراءة‮ ‬يمكن‮ ‬الرجوع‮ ‬قليلاً‮ ‬إلى‮ ‬الوراء‮..‬ فحقائق التاريخ التي يدركها الجميع تشير إلى أن إعلان المشترك لمن يمثله في الانتخابات الرئاسية القادمة لم يأتِ بالسهولة، إذ ظلت الأحزاب المنضوية فيه حتى اللحظة الأخيرة- وبدرجة كبيرة الإصلاح- تترقب بحذر ماسيخرج به المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام من قرارات‮ ‬وما‮ ‬سيقوله‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬في‮ ‬خاتمة‮ ‬المطاف‮.‬ ففي حال عدم عدول الرئيس عن قراره فلاشك بأن حزب الإصلاح كان جاهزاً لأن يكسب فرصة العمر التي انتظرها وتمناها.. ليدفع بمحمد قحطان كمرشح للمشترك للرئاسة- وهذا أقرب سيناريو محتمل- كونه أحد قياداته، وإن كان اقناع المشترك به سيتم تحت غطاء كونه الناطق الرسمي للمشترك،‮ ‬ولا‮ ‬أدري‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الحالة‮ ‬إن‮ ‬كان‮ ‬سيتم‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬الاعتبارات‮ ‬الموضوعية،‮ ‬الوطنية‮.. ‬الخ‮.. ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬وراء‮ ‬اختياره‮ ‬وبطريقة‮ ‬مماثلة‮ ‬لاختيار‮ ‬بن‮ ‬شملان‮ ‬أم‮ ‬لا؟‮!‬ وفي‮ ‬حال‮ ‬عدول‮ ‬الرئيس‮ ‬عن‮ ‬قراره‮ ‬فإن‮ ‬الحل‮ ‬الأقرب‮ ‬والأنسب‮ ‬هو‮ ‬الدفع‮ ‬بمرشح‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬خارج‮ ‬المشترك‮ ‬حفاظاً‮ ‬على‮ ‬ماتبقى‮ ‬من‮ ‬ماء‮ ‬الوجه‮ ‬وهذا‮ ‬ماحدث‮ ‬بالضبط‮!!‬ عدل الرئىس عن قراره وهو حق شخصي وحق قانوني في آن واحد فولد »بن شملان« من رحم الطالع السيئ للمشترك كضرورة وليس كخيار، وبناءً على هذه الولادة كان التنبؤ المبكر للمشترك هو الفشل.. مسدوس من جانبه قال: »ندرك أن بن شملان مرشح للسقوط« واستدرك »وإلاّ لماذا لم يُرشح‮ ‬أي‮ ‬من‮ ‬قادة‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك؟‮« ‬الوسط‮ ‬2006‭/‬7‭/‬5م‮.‬ أما عبدالله سلام الحكيمي- المقيم في الخارج- والذي كان من أقرب المقربين إلى قادة أحزاب اللقاء المشترك فإنه لم يجد في نفسه شيئاً بعد أن رشح المشترك بن شملان سوى القول: »أحزاب المشترك غير جادة في إحداث تغيير سياسي حقيقي في الوطن بقدر ماتبحث عن تحقيق مكاسب شخصية‮ »‬إيلاف‮« ‬2006‭/‬7‭/‬10م‮.‬ هكذا‮ ‬إذاً‮ ‬أدار‮ ‬المشترك‮ ‬السلسلة‮ ‬حول‮ ‬عنقه‮ ‬لتتوزع‮ ‬أدوار‮ ‬خرق‮ ‬القرار‮ ‬تارة،‮ ‬وتصعيد‮ ‬وإثارة‮ ‬الخلافات‮ ‬تارة‮ ‬أخرى‮ ‬بين‮ ‬مجمل‮ ‬أحزابه‮ ‬على‮ ‬حدٍ‮ ‬سواء‮.‬ الخلافات الأخيرة التي وجدت داخل تكتل المشترك بسبب التباين حول توزيع الحصص الخاصة باللجان الإشرافية، وتحديداً سطو الإصلاح على الحصص المخصصة لحزب الحق مما أثار هذا التصرف حفيظة الأخير، وقد يؤدي كما أكدت بعض المصادر إلى انسحابه من الحصص مما يدفعه إلى إعادة النظر‮ ‬في‮ ‬اتخاذ‮ ‬موقف‮ ‬محدد‮ ‬من‮ ‬عضويته‮ ‬في‮ ‬المشترك،‮ ‬إحدى‮ ‬الحقائق‮ ‬التي‮ ‬تكشف‮ ‬حالة‮ ‬التأزم‮ ‬التي‮ ‬يعيشها‮ ‬المشترك‮ ‬اليوم‮.‬ مقاطعة‮ ‬التنظيم‮ ‬الوحدوي‮ ‬الناصري‮ ‬للقاءات‮ ‬واجتماعات‮ ‬المشترك‮ ‬مع‮ ‬ممثلي‮ ‬السفارة‮ ‬الأمريكية‮ ‬والمعهد‮ ‬الديمقراطي‮ ‬الأمريكي‮ ‬حقيقة‮ ‬أخرى‮ ‬تكشف‮ ‬التباين‮ ‬في‮ ‬الموقف‮.‬ ولعل هذه اللقاءات والاجتماعات هي الأخرى بدورها تدفعنا إلى التساؤل عن حققة البرنامج الانتخابي للمشترك، الذي حمل عنوان »مشروع الإصلاح السياسي والوطني الشامل« ولنضع أكثر من مائة خط أحمر تحت كلمة الوطني.. ولنتساءل بعدها بنوعٍ من البراءة ماذا يعني مصطلح الوطني في‮ ‬قاموس‮ ‬المشترك‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬وجود‮ ‬حالة‮ ‬التواصل‮ ‬الحميم‮ ‬القائم‮ ‬بين‮ ‬المشترك‮ ‬من‮ ‬جانب‮ ‬والسفارة‮ ‬والمعهد‮ ‬من‮ ‬جانب‮ ‬آخر؟ بتاريخ‮ ‬2006‭/‬7‭/‬15م‮ ‬التقت‮ ‬أحزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬مع‮ ‬نائب‮ ‬السفير‮ ‬الأمريكي‮ ‬في‮ ‬الأمانة‮ ‬العامة‮ ‬للإصلاح‮- ‬قاطع‮ ‬هذا‮ ‬اللقاء‮ ‬الناصريون‮- ‬ولم‮ ‬توضح‮ ‬المصادر‮ ‬طبيعة‮ ‬المباحثات‮ ‬التي‮ ‬تمت‮ »‬أخبار‮ ‬اليوم‮« ‬2006‭/‬7‭/‬17م‮..‬ وبتاريخ 2006/7/18م عقد لقاء مماثل مع السفير الأمريكي في الأمانة العامة للإصلاح، تزامن مع لقاء آخر عقده الناطق الرسمي للمشترك في العاصمة البريطانية لندن لم توضح المصادر أيضاً طبيعتها »نبأ نيوز« 2006/7/19م.. وبتاريخ‮ ‬2006‭/‬7‭/‬24م‮ ‬التقى‮ ‬فيصل‮ ‬بن‮ ‬شملان‮ ‬بالسيد‮ ‬نبيل‮ ‬خوري‮ ‬بناءً‮ ‬على‮ ‬طلب‮ ‬الأخير‮ ‬وتم‮ ‬اللقاء‮ ‬بمكتب‮ ‬بن‮ ‬شملان‮ »‬الصحوة‮ ‬نت‮« ‬2006‭/‬7‭/‬24م‮.‬ وفي‮ ‬نفس‮ ‬اليوم‮ ‬التقى‮ ‬بن‮ ‬شملان‮ ‬وقيادة‮ ‬المشترك‮ ‬بوفد‮ ‬المعهد‮ ‬الديمقراطي‮ ‬الأمريكي‮ »‬الصحوةنت‮« ‬2006‭/‬7‭/‬24م‮.‬ فكيف‮ ‬إذاً‮ ‬يمكن‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬مشروع‮ ‬وطني؟‮!!‬ ما نحب أن نؤكد عليه هنا هو أن تلك اللقاءات والاجتماعات تمت في الوقت الذي كانت فيه الطائرات والدبابات والصواريخ الإسرائىلية تبيد وتدمر الشعبين الفلسطيني واللبناني وبنيتهما التحتية بنوع من الوحشية وتحت غطاء ودعم أمريكي، وفي الوقت أيضاً الذي كانت تقام فيه مسيرات‮ ‬واعتصامات‮ ‬جماهيرية‮ ‬حاشدة‮ ‬في‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬تنديداً‮ ‬بالعدوان‮.‬ وبالتأكيد وإزاء ما يحدث اليوم داخل أروقة المشترك فلاشك أن قواعد المشترك هي وحدها من ستدفع الثمن جراء أخطاء قياداتها غير أن المؤكد هو أن »بن شملان« الذي قبل التضحية حسب قوله سيكتشف سر اللعبة كما اكتشفها الحكيمي لكن بعد فوات الآوان.. فهل يمكن استيعاب ذلك؟!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54.htm