الميثاق نت -

الأحد, 05-أغسطس-2018
عبدالصمد‮ ‬القليسي -
مثلما‮ ‬أن‮ ‬إحاطة‮ ‬السيد‮ "‬مارتن‮ ‬غريفيث‮" ‬هي‮ ‬الأولى‮ ‬فإن‮ ‬هذه‮ ‬هي‮ ‬ملاحظاتي‮ ‬الأولى‮ ‬عليها‮.‬

ومنذ البداية وأنا مستبشر بتعيينه بدلاً من الموريتاني " ولد الشيخ " وأشعت روح التفاؤل قدر ما استطعت. ولم يخب ظني (كثيراً)، فإحاطته مختلفة عن سابقاتها الموريتانية من حيث أنها أتت على ذكر غارات التحالف وآثارها، ولم يذكرها قط " ولد الشيخ ".

معظم‮ ‬ما‮ ‬ورد‮ ‬في‮ ‬ورقة‮ ‬الإحاطة‮ ‬أفكار‮ ‬طيبة‮ ‬ولكنها‮ ‬قابلة‮ ‬للمحو‮ ‬كما‮ ‬نقول‮ "‬عقده‮ ‬بغانه‮"!!.. ‬وقد‮ ‬يسميه‮ ‬البعض‮ ‬غموضاً‮ ‬وأنا‮ ‬أسميه‮ ‬دبلوماسية‮ ‬بريطانية‮ ‬موروثة‮.. ‬يقول‮:‬

‮"‬من‮ ‬واقع‮ ‬خبرتي‮ ‬الخاصة‮ ‬فقد‮ ‬كانت‮ ‬النساء‮ ‬هن‮ ‬اللواتي‮ ‬كثيراً‮ ‬ما‮ ‬تحدثن‮ ‬بأكبر‮ ‬قدر‮ ‬من‮ ‬الوضوح‮ ‬وبإسهاب‮ ‬عمن‮ ‬يخشونه‮ ‬ومن‮ ‬يقدمون‮ ‬الدعم‮ ‬له‮".‬

ومع أنني لم أحضر أي لقاء فأنا أجزم أنهن يخشين من الحوثيين أكثر من أي طرف آخر وما كان الأمر بحاجة للسؤال فهو بحصافته ودراسته للكم الهائل من الأبحاث الغربية التي أجريت على مدى سنوات طوال من ريدة الحاشدية إلى حدود محافظة صعدة الشمالية يعرف أن تلك مناطق يمنية محافظة‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬غيرها‮. ‬ولا‮ ‬يخيف‮ ‬النخب‮ ‬النسائية‮ ‬شيئاً‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ذلك،‮ ‬خاصة‮ ‬وهن‮ ‬مقطوعات‮ ‬الصلة‮ ‬بالريف‮ ‬وأهله‮ ‬إلا‮ ‬فيما‮ ‬ندر‮.‬

فإذا‮ ‬كان‮ ‬سيعتمد‮ ‬على‮ ‬موقف‮ ‬هذه‮ ‬النخب‮ ‬ويبني‮ ‬أفكاره‮ ‬وإحاطاته‮ ‬عليها‮ ‬فإنه‮ ‬سيرتكب‮ ‬انحيازاً‮ ‬واضحاً‮ ‬لا‮ ‬يخدم‮ ‬مصلحة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬مجمله‮.‬

أما‮ ‬من‮ ‬تقدم‮ ‬تلك‮ ‬النسوة‮ ‬الدعم‮ ‬لها‮ ‬فهي‮ ‬النخب‮ ‬العلمانية‮ ‬محدودة‮ ‬العدد‮ ‬والتأثير‮ ‬ولا‮ ‬هيكلية‮ ‬مجتمعية‮ ‬واضحة‮ ‬لها‮ ‬تدعمها‮.. ‬فالمجتمع‮ ‬اليمني‮ ‬موزع‮ ‬بوضوح‮ ‬على‮ ‬الإسلام‮ ‬ومذاهبه‮ ‬والحركات‮ ‬القومية‮.‬

وحتى‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬القوميين‮ ‬الذين‮ ‬يدعون‮ ‬الانتساب‮ ‬للعلمانية‮ ‬هم‮ ‬مرتبطون‮ ‬بالمذهبية‮ ‬والمناطقية‮.. ‬وبذلك‮ ‬لن‮ ‬تجد‮ ‬النساء‮ " ‬العلمانيات‮ " ‬داعماً‮ ‬لها‮ ‬إلا‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮.‬

أما‮ ‬ملاحظتي‮ ‬الثانية‮ ‬على‮ ‬إحاطة‮ ‬السيد‮ "‬غريفيث‮" ‬أنها‮ ‬معبأة‮ ‬بكلام‮ ‬كثير‮ ‬لا‮ ‬يفيد‮ ‬منه‮ ‬إلا‮ ‬القليل‮!‬

من هذا القليل مثلاً قوله : "دعونا نأخذ الكلمات الجيدة تلك ونستخدمها بشكل جيد." والعبارة هنا مستخلصة من تجربته المباشرة في لقائه مع الأطراف السياسية وربما من تجارب من سبقوه. فاليمنيون لا يريد أحداً منهم أن يصدق الآخر ولم يترك أحد منهم فرصة لاختبار الوعود التي‮ ‬يطلقها‮ ‬هذا‮ ‬الطرف‮ ‬أو‮ ‬ذاك،‮ ‬وعلى‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮ ‬ذلك‮ ‬الوجه‮ ‬الذي‮ ‬أبرزته‮ ‬وسائل‮ ‬إعلام‮ ‬دولية‮ ‬وهو‮ ‬يتنفس‮ ‬ليل‮ ‬نهار‮ ‬كراهية‮ ‬لطرف‮ ‬سياسي‮ ‬معين‮ ‬ومثله‮ ‬كثيرون‮ ‬في‮ ‬الداخل‮.‬

لقد التقط السيد "غريفيث" هذه الحقيقة وأراد بقولته تلك أن يضع ما يتقوله كل طرف على الآخر - من خلال وساطته هو - تحت المجهر.، ليصحح ما وقر في أذهان أعضاء مجلس الأمن من التقولات المغرضة (مدفوعة الثمن) والتي انعكست على مواقفهم إزاء المأساة اليمنية.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54003.htm