د. فضل علي حراب - إعلام خاطئ إعلام موجه من المحطات الاذاعية الـ»إف إم« موجه لتجهيل الشعب وإعادته إلى القرون الوسطى بالحجامة والشعوذة والضرب بالعصى والكي بأسياخ الحديد وهي ساخنة لتترك آثارا تصاحب المريض بقية حياته.
حلقات سابقة وإضافات جديدة نطرحها بشكل موسع، نظرا للتطورات التي تجرى حاليا لتغيير واقع مأساوي، كتب علينا بفعل فاعل.
بعض قنوات الـ»إف إم« التى نشرنا عنها فى وسائل التواصل الاجتماعى عدة حلقات بسبب أسلوبها غير الموفق فى اختيار الإعلانات حتى ولو كانت إعلانات عن المشعوذين والسحرة ومن يسمون أنفسهم بالدكاترة العظماء والمشهود لهم عالميا ولديهم شهادات من جامعات "غير موجودة" ولا أحد يعرف عنها شيئاً، وسمتهم بالاطباء العالميين وخولتهم بعلاج كل الحالات المستعصية والتي لم يجد لها الطب الحديث أدوية ولم تخترع بعد!.
والغريب ان الإعلانات تقول ان هذا المركز او الطبيب الكوني يقوم باستئصال كثير من الأعضاء بدون أي تدخل جراحي أو بالمناظير!
كلامي في الحلقات السابقة كان حماسيا وفيه من الكلمات والجمل التي تناسب هذه القنوات والتي باعترافهم أنها مصدر رزق!.
والمعروف أن قنوات الـ »إف إم«حلت محل الإذاعات القديمة التي كانت تسمى باذاعات المطابخ وتناسب أصحاب سيارات الأجرة حيث تسليهم ببعض الأغانى طيلة الطريق!.
الآن لا رقابة ولا متابعة ولا حساب ولا جهة في الصحة والإعلام مستعدة لوقف مهزلة الدعاية للأطباء (كما يسمون أنفسهم) الذين يفرضون رسوم الكشف على المرضى ابتداء من الـ 10 إلى 30 الف ريال وقد تكلف علبة دهان غير معروف محتواها أكثر من 20 ألف ريال ويجب شراء 6 إلى 12 علبة بعد الكشف!.
الطابور البشري عليهم تشبه يوم الحشر وهذا نتاج لأسلوبهم فى الدعاية والإعلان وعن طريق السمسرة ولا أحد منهم يخجل وهو يعلم أنهم يزاولون الدجل بأساليب مختلفة!
ويتطورون بتطور الأدوية مثل الفياجرا ومشتقاته.. الخ، إضافة إلى الحالة النفسية التي تصاحب العدوان والحصار والتجويع والقتل اليومي للأطفال والنساء والعجزة.
أسماؤهم وتخصصاتهم ورسوم الكشف وهواتفهم كلها منشورة على الشبكة العنكبوتية Google مثلا!.
وإذا زرت أحدهم ستلاحظ أن مسئولين كباراً فى الدولة قد شهدوا لهم وشكروهم وأشادوا بالأدوية التي يحضرونها محليا ويشبه بعضها (خلطة العريس)!.
من صنعاء الى تعز وعلى يمين ويسار الطريق وفوق المرتفعات ستلاحظ لوحات كبيرة للطبيب المشهور والأعضاء التي هو متخصص فى علاجها..
وتقريبا كل أعضاء الجسم منقولة من كتب علمية بالعربية وقام بصياغتها أناس محترفون ومؤكد يعملون فى مجال الصحة!.
من الحلق واللوزتين والعيون والأذن والمخ والأعصاب مرورا بالمعدة والكبد والكلى والطحال والبنكرياس والقولون العصبي وصولا إلى البواسير التي يمكن (نتعها بقضيب حديدي ساخن ومثلها اللوزتين)!.
سألت مسئولاً كبيراً وهو صديق عزيز: لماذا ذهبت وأنت تعرف بالضبط أنك ذاهب إلى مكان دجل وشعوذة؟وكان جوابه شبه مقنع، وحلف يميناً أن والدته التي يطيعها ويحبها لم يهدأ لها بال منذ عدة أشهر وتقول بأن الدكتور العالمى القارئ صاحب المعجزات والسبع الشهادات هو الحل الأخير والذى سيعالجها من الروماتيزم وبعض الأمراض المزمنة!.
إذاعات الـ "اف ام " تشكل خطورة على المجتمع وخصوصا على كبار السن الذين لم يجدوا العلاج الشافي حتى النهاية في المستشفيات الحكومية أو الخاصة أو لدى بعض الأطباء الاختصاصيين!.
هذه الإذاعات تجارية وهمّها الربح فقط وقد يكون بعضها مسيساً لتزيد من الجهل والإيمان بالغيبيات والسحر وإخراج الجن من الرأس بالضرب المبرح حتى الاغماء احيانا!.
لماذا ؟ لأنها جزءاً من السياسة لإعادتنا إلى ايام الظلام وتفقد الثقة بالعلاج الحديث فى المستشفيات وخلق سوء فهم عن الأطباء والأدوية الحديثة!.
قد تكون تلك جزءاً من مخططات خارجية، هم يعلمون ماذا يفعلون، ونحن نفسرها بالصدف وأنها حالات عادية موجودة عند كثير من الشعوب!.
|