راسل القرشي - اعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها من الغارة على صعدة الخميس الماضي.. وضعوا خطاً احمر تحت "قلقها" هذا..، وعليكم أيضا ان تتساءلوا : متى آخر مرة عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء الجرائم العدوانية التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن بحق المدنيين وفي مقدمتهم الاطفال والنساء ولم تتوقف منذ أكثر من ثلاث سنوات..؟!!
نعم.. تذكرت خارجية ترامب أنه مر وقت طويل منذ آخر مرة عبرت فيها خارجية باراك اوباما عن قلقها لارتكاب تحالف العدوان جرائمه التي لم تتوقف منذ أكثر من ثلاث سنوات ووجدت هذه "الخارجية" الفرصة المناسبة الخميس الماضي لتعبر عن قلقها وتذكّر "اطراف الصراع" - حسب تعبيرها - بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين؟!!
ترامب تاجر الحرب والحليف الرئيسي للنظام السعودي يبدو انه تابع تقارير وادانات المنظمات الدولية وفي مقدمتها اليونيسيف والصليب الأحمر لهذه الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان بحق اطفال وسط سوق ضحيان بصعدة وراح ضحيتها أكثر من 50 شهيدا معظمهم اطفال واكثر من 70 جريحا معظمهم اطفال ايضا ..؛ ولهذا وجه خارجيته للإعراب عن قلقها ومطالبتها أطراف الصراع باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين!!
ليس هذا "القلق" فحسب الذي عبرت عنه خارجية ترامب وانما طالبت ايضا "السعودية بإجراء تحقيق"..!!!
لاحظوا طالبت السعودية باجراء تحقيق.. نعم السعودية التي ارتكبت هذه الجريمة البشعة في صعدة عليها ان تحقق في جريمتها وترسل نتائج تحقيقها على وجه السرعة إلى ترامب ليعطيها الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم والاستمرار في قتل المدنيين في اليمن وخاصة الاطفال والنساء.. !!!
هذه هي العدالة الأمريكية تتجلى بوضوح في بيان خارجيتها.. ويجب على السعودية ان تحقق في هذه الجريمة دون سواها..!!
ولكن نسيت خارجية ترامب أن تقول لنا وللعالم كيف ينبغي للسعودية إجراء هذا التحقيق في هذه الجريمة وهي من ارتكبتها ؟! وماذا عن مجموعة الخبراء "البارزين" الدوليين والإقليميين المكلفين من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ارتكبها جميع الأطراف خلال الحرب في اليمن.. هل تم تناسيها واعتبارها من الماضي أم ماذا بالضبط ؟!!
سخرية واستخفاف امريكي واضح ومعلن بحياة المدنيين اليمنيين والمجتمع الدولي إلى ابعد حد!!
|