الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-أغسطس-2018
د. قاسم لبوزة -
إن احتفال المؤتمر الشعبي العام بذكرى التأسيس الـ36 لاشك يمثل رسالة صمود في وجه العدوان والحصار الغاشم على شعبنا وشحذاً للهمم كي لايتوانى اليمنيون عن رفد جبهات القتال بالمقاتلين للدفاع عن حياض الوطن.

فالمؤتمر والمؤتمريون لا يبيعون ولا يشترون في قضايا الوطن، بل ثابتون على المبادئ الوطنية الحقة لان المؤتمر تنظيم الوسطية والاعتدال، وتنظيم التنمية، وتنظيم الوحدة، وتنظيم الدستور والقانون، وتنظيم الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه.

والاحتفال بالذكرى الـ36 تأكيد حي على حيوية وديناميكية المؤتمر الذي سيظل وفيا مخلصا للمبادئ والقيم التي ترسخت خلال مسيرته الوطنية التي تأسست في ظل مبادئ الشرعية الدستورية وقيم الدولة والقانون ولذلك فهو لن يقبل ان يمس الشعب اليمني أي أذى يكون هو سبب فيه، وهذه‮ ‬هي‮ ‬العظمة‮ ‬وهؤلاء‮ ‬هم‮ ‬العظماء‮.‬

وسيظل‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬المقدمة‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬الوطن‮ ‬وأمنه‮ ‬ووحدته‮ ‬وسيادته‮ ‬واستقلاله‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الجبهات‮ ‬والمواقع،‮ ‬ولن‮ ‬يقبل‮ ‬ببقاء‮ ‬المحتل‮ ‬الغاصب‮ ‬على‮ ‬اراضيه‮ ‬وهذه‮ ‬مواقف‮ ‬لاتقبل‮ ‬المساومة‮.‬

كما سيبقى المؤتمر حاضراً في الذاكرة الوطنية وموحداً في الرؤية والهدف كتنظيم خالٍ من العقد لا يؤمن بالمناطقية، ولا بالمذهبية، ولا بالعنصرية، ولا بالارتهان الى الخارج، وهذه هي مبادئ الميثاق الوطني التي وردت نصاً فيه :»ان الولاء الوطني مبدأ شريف لا ينسجم بأي حال‮ ‬من‮ ‬الاحوال‮ ‬مع‮ ‬التبعية‮ ‬أياً‮ ‬كان‮ ‬شكلها‮« ‬وهذه‮ ‬مبادئنا‮ ‬التي‮ ‬لن‮ ‬تتغير‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬الظروف‮.‬

وبالعودة الى البدايات نجد أن تأسيس المؤتمر الشعبي العام مثل لحظة تحول في تاريخ العمل النضالي والسياسي لشعبنا اليمني سواء من خلال فكره ونظريته الميثاق الوطني الذي مثل خلاصة لهوية وفكر وثقافة اليمنيين، أو من حيث الحوار باعتباره النهج الامثل، والأسلوب الارقى الذي‮ ‬افضى‮ ‬الى‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬واعتماده‮ ‬ثقافة‮ ‬لرؤيته‮ ‬وبرنامج‮ ‬عمله‮ ‬في‮ ‬التعاطي‮ ‬مع‮ ‬مختلف‮ ‬القضايا‮ ‬الوطنية‮.‬

وهو في الوقت نفسه صورة اخرى من صور الصمود الاسطوري لشعب الإيمان والحكمة ومن قال عنهم القرآن (أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ) في مواجهة عدوان التحالف الذي تقوده السعودية ضد شعبنا وبلدنا، ورسالة تأكيد على ان المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل وفياً للوطن وللشعب ولن يقبل المؤتمر مهما كانت التحديات او التضحيات ان تكون اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله قضية للمساومة او المزايدة او البيع والشراء، فكرامة وعزة واستقلال شعبنا اليمني العظيم قضية تحتل موقع القدسية في فكر ورؤية وموقف المؤتمر وقيادته .

وكل هذا الموروث من القيم الوطنية والمبادئ التي تأسس عليها تنظيمنا الرائد يحتم علينا الاستمرار في مواجهة العدوان وصلفه وايغاله في سفك دماء اليمنيين، ونجدد ادانتنا بأشد العبارات لكل المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان الذي تقوده السعودية بحق شعبنا اليمني والتي سقط نتيجتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وآخرها تلك المجزرة المروعة التي ارتكبها مؤخراً طيران العدوان في ضحيان بمحافظة صعدة واستهدفت العشرات من الاطفال في عمر الزهور وغيرها من الجرائم في الحديدة وفي كل مكان، وجميعها تعكس مدى وحشية وحقد وانتقام هذا العدوان‮ ‬على‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني،‮ ‬وهذا‮ ‬مايحثنا‮ ‬جميعاً‮ ‬على‮ ‬الاستمرار‮ ‬في‮ ‬رفد‮ ‬جبهات‮ ‬القتال‮ ‬ضد‮ ‬العدوان‮ ‬بالرجال‮ ‬والمال‮ ‬والعتاد‮.‬

ان التاريخ سيسجل بفخر واعتزاز للمؤتمر الشعبي العام وقيادته التاريخية ممثلة بالقائد المؤسس لهذا التنظيم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ان هذا التنظيم الرائد مثلت ولادته البداية الحقيقية لحماية المشروع الوطني للثورة اليمنية الخالدة »26 سبتمبر و14 اكتوبر«، ونقطة الانطلاق لتحقيق اهدافهما على مختلف الاصعدة، وهو ما تجسد واقعاً من خلال تحمل المؤتمر وقيادته مسؤولية تحقيق المنجزات التي كان اعظمها اعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م والدفاع عنها..

وعلى مدى تاريخه الممتد لثلاثة عقود نجح المؤتمر الشعبي العام في ان يحول طموحات وأحلام الناس والبسطاء الى حقائق ومنجزات تنموية واقتصادية وأمنية وعسكرية كانت وستظل شواهدها هي من تتحدث عن نفسها، وتقول للناس ان المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل عنواناً للعطاء والبناء‮ ‬الشامل‮ ‬لكل‮ ‬مناحي‮ ‬الحياة‮ ‬ومتطلباتها‮ ‬وامتدت‮ ‬الى‮ ‬كل‮ ‬شبر‮ ‬في‮ ‬تراب‮ ‬الوطن‮.‬

وفي كل المحطات المفصلية اثبت المؤتمر الشعبي العام أنه عصي على الكسر وفوق نظريات الإلغاء والشطب وأن محاولات استهدافه تمنحه حيوية أكبر وطاقة أقوى لأداء أدواره الوطنية في كل المنعطفات وفي مواجهة كافة التحديات.

ولم تتوقف تلك المؤامرات بل ازدادت مساعي استهداف المؤتمر ضراوة وشراسة وتضافرت فيها المؤامرات الداخلية مع الحسابات الدولية التي كانت ترى في هذا التنظيم عائقاً امام مؤامراتها ومشاريعها التفتيتية، لكن المؤتمر عمل بكل صدق وإخلاص على الذود عن الوطن ومكتسباته في مقدمتها الثورة والوحدة والجمهورية والديمقراطية وقدم التنازلات تلو التنازلات إيماناً بالعيش المشترك وقيم الحوار والتسامح وتجسيداً لمضامين الميثاق الوطني الذي اكد على ان ((التعصب الأعمى لا يثمر إلا الشر وان محاولات أي فئة متعصبة للقضاء على الآخرين او اخضاعهم بالقوة قد فشلت عبر تاريخ اليمن كله) ورغم ذلك بقي المؤتمر وقيادته في صف الدفاع عن الثورة والجمهورية والوطن، وما حشودهم الملايينية في الذكرى الـ35 العام الماضي إلا ابلغ رد على ان المؤتمر كان وسيظل هو التنظيم الذي كلما تآمر عليه المتآمرون تأوي اليه افئدة اليمنيين‮ ‬فرادى‮ ‬وجماعات‮ ‬لانهم‮ ‬يعون‮ ‬جيدا‮ ‬ان‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬بنضج‮ ‬تجربته‮ ‬ووطنيته‮ ‬هو‮ ‬الاكثر‮ ‬وعياً‮ ‬بالمشروع‮ ‬الوطني‮ ‬والحامي‮ ‬للمكتسبات‮.‬

لقد سعى المؤتمر الشعبي العام منذُ تشكيلِ المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الى النهوض بمؤسسات الدولة وتصحيح كافة الاختلالات في أدائها والناجمة عن دورات الصراع والعدوان وذلك من خلال الإصرار على ان تتحمل هذه المؤسسات مسؤولياتها وفقاً لنصوص الدستور والقوانين، إيماناً منه بأهمية تفعيل الأجهزة الحكومية والحد من التدخلات في مهامها ومكافحة الفساد أياً كان مصدره، وهو أمر كنا وسنظل نؤكده بأن المؤتمر الشعبي العام لن يقبل أو يتهاون مع أي فاسد أو مفسد، وشددنا ونحن في المجلس السياسي على ضرورة توحيد جميع الأوعية الإيرادية في مصب واحد هو الخزينة العامة والبنك المركزي اليمني وفقاً للنظام والقانون، وواجهتنا في هذا الصدد تحدياتٌ جمة داخلية وخارجية لكن المؤتمر مصمم على أن يمضي في طريق أداء مسؤولياته الوطنية، بما يحقق تماسك الجبهة الداخلية وتحقيق النصر على العدوان.

كما ان المؤتمر اكثر حرصاً على الشراكة الوطنية، وبقدر حرصه عليها فإنه سيظلُ اكثرَ حرصاً على تطبيق الدستور والالتزام بالأنظمة واللوائح في كل مرافق الدولة وسلطاتها وإعادة الاعتبار لكل مؤسسات الدولة..كما سيبقى حريصاً على ان يكون هناك شراكة حقيقية تعزز جبهة مواجهة‮ ‬العدوان‮ ‬بكل‮ ‬مسئولية‮ ‬ومصداقية‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54074.htm