الميثاق نت -

الأحد, 16-سبتمبر-2018
د‮. ‬فضل‮ ‬علي‮ ‬حراب -
تحضير‮ ‬وتجميع‮ ‬الدواء‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬أفراد‮ ‬جهلاء‮ ‬ليس‮ ‬لديهم‮ ‬معرفة‮ ‬بأضرار‮ ‬المنتجات‮ ‬التي‮ ‬توصف‮ ‬للمرضى‮ ‬يعتبر‮ ‬جريمة‮ ‬بحق‮ ‬المجتمع‮.‬
التداوي بالأعشاب الطبية في اليمن كذبة صنعها افاكون وجهلاء باحثون عن الثراء بطرق غير قانونية ويكذبون على المرضى المنومين مغناطيسيا بواسطة مختلف وسائل الإعلام الكاذب الذي يخترق آذان الجميع دون إذن وهو ما يؤدي إلى ان يصدقه ضعاف النفوس والباحثون عن الحقيقة التى‮ ‬لا‮ ‬يجدونها‮ ‬عند‮ ‬اصحابها‮.‬
لا توجد أعشاب طبية ولا جذورها ولا بذورها ولا اي جزء منها لم يكتشف في العالم حتى الآن.. فالعالم قد اكتشف البديل لها من مواد عضوية وغير عضوية ومن المعادن ومن مختلف أجزاء الثروات الحيوانية والبحرية والبرية عموماً..
وحول‮ ‬النباتات‮ ‬الطبية‮ ‬واعشابها‮ ‬إلى‮ ‬أشكال‮ ‬دوائية‮ ‬مختلفة‮ ‬وخلطها‮ ‬مع‮ ‬مواد‮ ‬أخرى‮ ‬بعد‮ ‬دراسات‮ ‬وأبحاث‮ ‬واختبارات‮ ‬على‮ ‬الفئران‮ ‬والضفادع‮ ‬وايضا‮ ‬الانسان‮ ‬نفسه‮.‬
واستمرت بعض الأبحاث سنوات طويلة حتى استقرت المعامل ومراكز الأبحاث في استخلاص المواد الفعالة وفصلها عن الأخرى الضارة او غير النافعة من كل جزء منها حتى وصلوا الى الاشكال الدوائية التى نجدها الآن فى الصيدليات بمسميات تجارية وبأسعار متفاوتة.
ليس لدينا في اليمن مزارع طبية متخصصة ويشرف عليها علماء ومن ذوي الخبرات العلمية المدروسة والمكتسبة ايضا عبر عقود من الزمن. فالنباتات تختلف كمية المواد الفعالة التي تحتويها إذا زرعت في مناطق وتحت ظروف معينة وفى التربة على ارتفاعات معينة من سطح البحر وايضا اختلاف الطقس ومواسم الأمطار وتحت ضغط جوى مختلف.. عدا ذلك لا تحتوى الكم المطلوب من المواد الفعالة المعروفة والمدروسة مسبقاً.. حتى ان اوقات جمعها وتجفيفها وطحنها وخلطها وتنقيعها واستحلابها لها فترات محددة من السنة.
ان‮ ‬ما‮ ‬نشاهده‮ ‬من‮ ‬مغالطات‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المعشبين‮ ‬والسحرة‮ ‬والأفاكين‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬الا‭ ‬استغلال‮ ‬لوضع‮ ‬البلد‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬حروب‮ ‬لم‮ ‬تتوقف‮ ‬ولا‮ ‬تخفى‮ ‬على‮ ‬احد‮.‬
إنهم هؤلاء الذين انتحلوا وسموا انفسهم بالدكتور والبروفيسور والإمبراطور والاستشاري قد وجدوا ان الوضع العام يسمح لهم بنشر الإعلانات وتستخير الإعلام المدفوع اجره واحاطوا على انفسهم بهالات وتسميات بانهم لا يقهرون ومدعومون من قبل السلطة "!!" وان المرضى يلجأون اليهم بطلب التشافي..؛ لأنهم لم يستفيدوا من الطب الحديث واستبدلوه بالطب البديل..؛ واغلب القائمين عليه اشخاص لا يرحمون الفقراء وضعفاء النفوس الذين لم يتوصلوا مع الطب الحديث الى نهاية لمأساتهم لأسباب كثيرة.. (قد نسرد تلك المعلومات بالتفصيل لاحقاً).
العدوان على اليمن والحصار وهجرة الغالبية من الخبرات الطبية الأجنبية واليمنية من حملة الشهادات العليا جعل البعض يتجرأ ليقول "نحن البديل".. ولكن مدَّعي الطب العشبي والسحر والشعوذة من توارثوا الإعلام خلال أشهر قليلة من الأكثر جهلاً منهم وزاد الطمع لديهم بأن يدير‮ ‬3‮ ‬الى‮ ‬6‮ ‬فروع‮ ‬وعبر‮ ‬المحافظات‮ ‬من‮ ‬مقره‮ ‬فى‮ ‬صنعاء‮.‬
إنها مأساة وتراجيديا مخيفة ما يقوم به هؤلاء الدخلاء على مهنتي الطب والصيدلة من خداع ودجل ومكر وسرقة ونصب على اخوانهم اليمنيين المرضى الذين يلجأون لتجارب البحث عن اى مخرج لمآسيهم في ظل اختلالات قطاع الصحة وفي ظل عدوان خارجى غاشم.
وزادها البعض مأساوية بان روج لنفسه بأنه يعالج كل الأمراض البسيطة والمستعصية والقاتلة والأهم تلك التى لم يكتشف لها الطب الحديث دواء حتى الآن مثل السرطان والسكري والفشل الكلوي وامراض الكبد والمصابين بمرض الايدز والعقم بين الرجال والنساء.. دون أن تتوفر لديهم الأجهزة‮ ‬المخبرية‮ ‬وأجهزة‮ ‬التشخيص‮ ‬المختلفة‮ ‬بدءاً‮ ‬من‮ ‬السماعة‮ ‬وجهاز‮ ‬قياس‮ ‬الضغط‮ ‬مروراً‮ ‬بجهاز‮ ‬الأشعة‮ ‬السينية‮ ‬ومافوق‮ ‬الموجات‮ ‬الصوتية‮ ‬وصولاً‮ ‬لأجهزة‮ ‬الرنين‮ ‬المغناطيسي‮.‬
أليس عجيباً ان المعشبين والدجالين يشخصون الأمراض دون الاستعانة بأي من تلك الأجهزة والتى تدار من قبل فنيين متخصصين وبالاستعانة أيضاً بمحاليل خاصة ويقرأ النتائج والتقارير النهائية أطباء تخصصوا في فترات من 2 الى 5 سنوات كاملة بعد البكالريوس ليحظوا بتلك العلوم‮ ‬التشخيصية‮ ‬المعقدة‮.‬
المريض يذهب للطبيب الذي يحيله إلى المختبر للفحوصات المختلفة وإلى الأشعة السينية والى الطبيب المختص بالتشخيص على اجهزة ما فوق الموجات الصوتية وقد يحتاج الطبيب إلى مزيد من الفحوصات على جهاز السي تي CT_Scan أو جهاز الرنين المغناطيسيMRI واحياناً ولزيادة التأكيد‮ ‬يحال‮ ‬المريض‮ ‬الى‮ ‬طبيب‮ ‬المناظير‮.. ‬وهكذا‮.‬
وهذا ما يدعونا للإستفسار عن مقدرة العشابين السحرية الخارقة الذين لديهم دهان او شراب او محلول شافٍ وافٍ لجميع الأمراض بدون استثناء والعجيب أنهم يسوقون أن المريض سيشفى في نفس اليوم او خلال 4 أيام.
نحن على عتبة نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ومازالت ظواهر التخلف تزداد يوما بعد يوم مستغلة تلك الفئة الخبيثة ظروف العدوان والحرب والحصار على اليمن وضعف اداء بعض المؤسسات الحكومية بسبب العبء الكبير عليها في هذه الظروف الاستثنائية وشحة الموارد وضعف‮ ‬أداء‮ ‬الكوادر‮ ‬الطبية‮ ‬التي‮ ‬تعمل‮ ‬بدون‮ ‬رواتب‮ ‬ولا‮ ‬حوافز‮ ‬وتعيش‮ ‬بظروف‮ ‬انتحارية‮ ‬وغير‮ ‬طبيعية‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬محافظات‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮.‬
يجب‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬نيأس‮ ‬ولا‮ ‬نفقد‮ ‬الأمل‮ ‬ونعمل‮ ‬بأضعف‮ ‬الايمان‮.‬
ولكن حتى أضعف الإيمان أصبح صعباً بسبب القائمين على الاعلام الذين يصرون باستمرارية محطات الاذاعات والتلفزة بنشر الوهم والمعلومات الخاطئة والتدميرية والإعلانات عن المعشبين واعشابهم وعن السحراء وسحرهم وعن ادويتهم التي تشفي كل الأمراض..
نعم‮ ‬علبة‮ ‬واحدة‮ ‬توزع‮ ‬لكل‮ ‬المرضى‮ ‬على‮ ‬السواء‮ ‬وبسعر‮ ‬32‭.‬000‮ ‬ريال‮ ‬ويجب‮ ‬استخدام‮ ‬16‮ ‬علبة‮ ‬حتى‮ ‬تشفى‮.‬
المشكلة‮ ‬انه‮ ‬بفعل‮ ‬الإعلام‮ ‬المكثف‮ ‬والذي‮ ‬يتردد‮ ‬على‮ ‬اسماع‮ ‬الجميع‮ ‬طوال‮ ‬اليوم‮ ‬ينجح‮ ‬في‮ ‬النهاية‮ ‬لأن‮ ‬البديل‮ ‬غير‮ ‬موجود‮.‬
وستظل‮ ‬حملة‮ ‬التوعية‮ ‬مستمرة‮ ‬حتى‮ ‬القضاء‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬الظاهرة‮ ‬تماماً‮ ‬في‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮.‬
‮❊ ‬نقيب‮ ‬الصيادلة‮ -‬رئيس‮ ‬الاتحاد‮ ‬العام‮ ‬لنقابات‮ ‬المهن‮ ‬الطبية‮ ‬المنحل‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54274.htm