عبدالجبار سعد - الفساد موجود في بلادنا شرقها وغربها جنوبها وشمالها، لكن بعض هذا الفساد يتجلبب بالحياء فيظهر كامرأة تغطي نفسها من رأسها حتى القدم فإذا مشت تكاد تتعثر في كل خطوة ، وبعض هذا الفساد يتبرج ويظهر كامرأة شبه عارية متبخرة ومتزينة تكاد تقول للناس خذوني..
**
منذ بدء الحرب وحيث كان البنك المركزي يتلقى الموارد ويصرفها في مجالاتها المختلفة وفي المقدمة مرتبات الموظفين العسكريين والمدنيين والمتقاعدين والمعاشين كانت الامور تسير في حدودها الدنيا شمالا وجنوبا..
وما ان تقدم الصفوف المؤتمري المتحول احمد بن دغر ووصل الى رئاسة الحكومة في دولة الشرعية المهاجرة حتى فكر وقدر - فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر - فقال ان موارد الدولة ينفقها الانقلابيون للحرب ومواجهة الشرعية والتمس من المنظمات الدولية ان تسحب البنك المركزي من صنعاء الى عدن وتعهد بكل الحقوق ان تصل الى مستحقيها بدءاً بالمرتبات، وتم تغيير ذلك المحافظ الهمام محمد بن همام وفجأة توقفت كل المرتبات الذي تعهد بصرفها لكل العاملين والمتقاعدين ولا تزال.
**
سحبوا كل الايرادات الى البنك، طبعوا مئات المليارات من العملة، استقبلوا المليارات من القروض والمساعدات، ولكن فشلوا حتى في استعادة الخدمات الاساسية لمناطقهم المحررة من كل شيء الا من الفساد.
وطبعا احرمونا جميعا من مرتباتنا ومعاشاتنا فوق ذلك.
تُرى اين ذهبت مئات المليارات؟ أين عائدات النفط والغاز؟ أين الضرائب والجمارك وفوائض الارباح؟
**
كلها وغيرها ضاعت بسبب الفساد ومحقت بركة كل شيء ومايزالون يبحثون عما تبقى هنا وهناك لمحو بركة ما بقي منها..
فمتى تعود لنا بركة كل شيء، ويغيب هؤلاء المفسدون في الأرض؟
|