راسل القرشي - دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال
ثورة تمضي بإيمان على درب المعالي
تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحال..
هذه هي لغة الثورة التي لا يمكن أن تنمحي من ذاكرتنا وذاكرة الأجيال.. ثورة وُجدت لتستمر.. ثورة تُوحد الوطن وتستنهض فينا قيم البناء والشهامة والعزة والمجد..
هذه هي ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي كتبت أحرفها بدماء المناضلين وآمالهم العريضة في التخلص من كل أشكال الرجعية والوصاية والهيمنة والاستبداد إلى غير رجعة بإذن الله..
هي وحدها الثورة التي لا يعلو على صوتها ولا يمكن إطفاء شمعتها وتجاوزها والقفز عليها..
هي الثورة بالأمس واليوم وغدا تحثنا على العمل الوطني الدائم والمستمر بشموخ وصلابة.. بعزيمة الرجال، الرجال الذين يرفضون الظلم والطغيان والوصاية أينما كان وأينما وجد..
إنها ثورتنا التي لم ولن تنتهي أو تموت مهما عمل دعاة الجهل والتجهيل.. دعاة المذهبية والطائفية وتجار الأزمات والحروب.. دعاة المشاريع الصغيرة التي لا مكان لها في اليمن ولا في عقول وقلوب اليمانيين الشرفاء الأحرار..
إنها الثورة التي نرى من يستغل وقعها ومناسبتها وألقها المستمر للعمل على إعادة التلاعب بأحداثها واستعراض مواهبه الخائبة في الرقص على الجراح والتشفي بإدماء الذات ونزف الضمير الوطني.
إنها الثورة بعناوينها الثابتة التي لم ولن تتغير بتغير الزمان.. أو بالإمكان فرض الوصاية عليها من حزب أو فرد أو جماعة من الناس..
هي ملك الشعب.. والشعب هو الأقدر على حمايتها وقطع اليد التي تفكر مجرد التفكير باجتزائها والقفز عليها أو النيل من مكاسبها العظيمة..
وبرغم الأحداث العظيمة التي خلّفتها السنوات العجاف الأخيرة وتأثيرها على بناء الثورة واستمرارية تجددها بالعمل والإنجاز إلا أنها ستبقى الحلقة الفارقة بين الأمس الغارب الذي لم ولن يعود وبين سنوات الوطن بعد حدثها الأعظم قبل 56 عاما من الآن وما أحدثته من تغيير كلي على كافة مناحي الحياة وبناء الإنسان.
لا مجال لتشبيهها بأي عنوان من عناوين الفوضى والتخريب التي أشعلها البعض بغية تحقيق مشاريعهم الصغيرة البعيدة عن روح الشعب وقلبه وعقله.
هي ثورة 26 سبتمبر الخالدة.. أعظم الثورات التي أيقظت قلب المارد ليدك جحافل الاستبداد من كل منطقة ومكان في بلادي.
هي الثورة الخالدة خلود هذه الدنيا.. لم ولن تندثر أو تضيع أو يتجاهلها التاريخ مهما ذهب البعض لتغيير لونها وشكلها وأيقونتها المحفورة في قلوبنا..
وعلى من يحاولون تزوير التاريخ نقول لن تتمكنوا من تمرير أهدافكم المليئة بالأحقاد على الشعب والوطن الكبير..
ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء حيث الشمولية وحكم الفرد وتسلطه وهيمنته واستعباده للناس..
بالثورة ومعها ستنتهي كل جحافل الغزو ومشاريع الوصاية..؛ وستبقى ثورة 26 سبتمبر الماجدة شامخة شموخ هذا الوطن الضارب جذوره في أعماق الأرض.
نعم.. هي الثورة التي صدحت بصوت الشعب الهادر:
وسيـبقى نبضُ قلبـي يـمنيّا..
لن ترى الدنيا على أرضي وصيّا..
وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا ستعلو أصواتنا وتُسمع كل من به صمم:
انثري الشهب حولنا يا سماءُ
واسكبي الضوء والندى يا ذكاءُ
عاد أيلول كالصباح جديداً
سُحقت في طريقه الظلماءُ
وستسحق كل قوى العدوان والظلم والاستبداد لا محالة عاجلا أم آجلا.
النصر للوطن وثورته الماجدة.. والرحمة والخلود لشهدائهما الأبرار..
|