الميثاق نت -

الأحد, 23-سبتمبر-2018
د‮. ‬علي‮ ‬محمد‮ ‬الزنم -
نكتب اليوم ورغم كل الظروف الحرجة والأخطار الجسام التي تحاك لليمن -ارضا وإنسانا- لكن صعب تجاوز حدث كبير بحجم ثورة ال26 من سبتمبر الخالدة ونمر عليها مرور الكرام وكأن الأمر لا يعنينا وبعد مرور 56 عاما على إنطلاقها لتغير وجه اليمن العابس والذي جثم على شعبنا الأبي‮ ‬الحر‮ ‬حكم‮ ‬الأمامة‮ ‬الظالم‮ ‬المستبد‮ ‬عقودا‮ ‬من‮ ‬الزمن‮.‬
وحديثنا عن الثورة السبتمبرية كثورة جامعة لكل اليمنيين بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم ومناطقهم وقبائلها الكل شركاء في إنجاز الثورة وإنهاء حكم الأئمة وإلى الأبد إن شاء الله، وكان في مقدمة صفوف الثوار الهاشميين المتحررين من قيود الكهنة والمستبدين الطغاة ومثّل الثوار جميعا لوحة وطنية غاية في التماسك والتضحية والفداء لتحقيق هدف واحد محل إجماع وتناغم رموز الثورة بقيادة الشهيد البطل علي عبدالمغني ومعه رفاقه من الثوار الأحرار الذين ودعوا الخوف إلى غير رجعة رغم المخاوف من تكرار فشل الثورات والحركات السابقة ومنها حركة 1948م وتزعمها السيد عبدالله الوزير وبعد نجاح الخطة التي أدت إلى مقتل الإمام يحيي حميد الدين وأعلن الوزير عن نفسه اماما ولكن لم يكتب لها النجاح ثم حركة 1955م التي تزعمها السيد الأمير عبدالله أخو الإمام أحمد وفشلت لكن ثوار ال26 من سبتمبر ورغم كل المخاوف حملوا رؤوسهم على الأكف وكان لهم ما ارادوا في نجاح الثورة والإعلان عن أهدافها الستة التي ناضلوا وضحوا من أجلها وتصدوا لكل محاولات التآمر لإجهاض الثورة ومنها دعم نظام آل سعود للإمام البدر في حربه لإستعادة حكم أبيه وجده وعلى مدار سبعة أعوام من الحرب الملكية على النظام الجمهوري لكن تجاوز الجميع مرحلة الخطر وستظل محفورة في ذاكرة الأجيال لأنها أحدثت نقلة نوعية في حياة الشعب اليمني وقضت على الجهل والمرض والفقر، والاهم من ذلك أنهت أسطورة الخرافة التي كان يدجل بها الإمام على عامة الشعب وجعلهم يتقطرنون في مشهد من مشاهد الطاعة‮ ‬العمياء‮ ‬وخوفا‮ ‬من‮ ‬سطوة‮ ‬وجبروت‮ ‬الإمام‮ ‬رضخ‮ ‬الكثير‮ ‬له‮ ‬ولحكمه‮ ‬ولكنه‮ ‬لم‮ ‬يدم‮ ‬مهما‮ ‬جار‮ ‬الزمن‮ ‬وتكالبت‮ ‬الظروف‮ ‬والأحداث‮ ‬أياً‮ ‬كانت‮ ‬لابد‮ ‬لليل‮ ‬أن‮ ‬ينجلي‮ ‬ولابد‮ ‬للقيد‮ ‬أن‮ ‬ينكسر‮.‬
عموما اليوم وبعد مرور 56 عاما على ثورة الشعب التي ولدت ثورات متتالية منها ثورة ال14 من أكتوبر وال30 من نوفمبر وام الثورات السلمية التي تحققت في ال22من مايو 1990م على يد الرئيس الأسبق الشهيد المناضل علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والأستاذ المناضل علي سالم البيض أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني في حينه وتعد إنجازات وامتداداً لثورة وأهداف الـ26 من سبتمبر المجيدة والتي رافقتها ثورة العلم والاقتصاد والتنمية والزراعة والنفط والرياضة والديمقراطية والحرية والصحافة والأدب والثقافة وكل مناحي الحياة التي غيرت واقع البؤس والحرمان والعزلة عن العالم الخارجي وتطوراته ونطلق الجميع إلى رحاب وفضاء واسع من الحياة الكريمة فهذه هي ثورتنا جميعا نعتز ونفتخر ونحتفل بها ونطلق الافراح والالعاب النارية والتنصير في أعالي الجبال واسطح المنازل ونرفع علم اليمن عاليا ليرفرف من جديد ونكرس ذلك في عقول ووجدان أجيالنا وان الحرية لاتوهب لكنها تنتزع كما فعلها ثوار سبتمبر وأكتوبر علي عبدالغني والثلايا واللقيه ولبوزة وجزيلان والكبسي كذلك راجح والدعيس والبعداني وغيرهم من أبطال الثورة الذين قارعوا حكم الأئمة..
تلك‮ ‬مشاعرنا‮ ‬تجاه‮ ‬ماتعلمناه‮ ‬في‮ ‬مناهجنا‮ ‬عن‮ ‬ثورات‮ ‬اليمن‮ ‬الحديث‮ ‬التي‮ ‬جلبت‮ ‬السعادة‮ ‬والخير‮ ‬والنماء‮ ‬والوحدة‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والحرية‮ ‬لبلدنا‮ ‬
فتهانينا لكل سبتمبري أكتوبري وحدوي فهذه ثورة شعب وليست لفئة أو جماعة أو مذهب حافظوا على منجزاتها وأهدافها النبيلة وإن كانت مشوة اليوم بفعل عوامل التعرية التي حدثت وتحدث بين الفينة والأخرى لكن في الختام مايصح إلا الصحيح..
و‮(‬جمهورية‮ ‬ومن‮ ‬قرح‮ ‬يقرح‮)..‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 09:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54315.htm