الميثاق نت -

الأحد, 30-سبتمبر-2018
جميل‮ ‬الجعـدبي‮ ‬ -
- أحلى ما في فعاليات المؤتمر الشعبي العام أنك تجد داخلها ابن عدن وصاحب حضرموت وابن صعدة وصاحب الحديدة، تجد فيها ابن الضالع وصاحب البيضاء وابن المهرة وصاحب ذمار ، كل اصدقائك من عموم محافظات الجمهورية اليمنية تجدهم هناك ، تجد الأستاذ المدرس بجامعة تعز والشيخ القبلي بمحافظة عمران، مهندس النفط بمحافظة عدن، وتاجر الأقمشة بصنعاء، مُزارع الرمان الصعدي ومُنتج الحلوى اللحجي، تجد في فعاليات المؤتمر صورة مصغّرة لليمن، اليمن الكبير، اليمن الثّري والمتنوّع، بثراء وتنوع مناخه ومنتجاته وملبوساته ولهجاته وموروثه الثقافي والحضاري‮ ‬والانساني‮..‬
- لا أحد في فعاليات المؤتمر ابداً يسائلك عن مذهبك ، ولا أحد يبحلق في نوعية ملابسك أو يستطلع مخرجات حروف كلماتك لاستكشاف منطقتك الجغرافية، إنه بيت اليمنيين كلهم وبالتالي لا أهمية تُذكر لهذه الأشياء،، بيت اليمنيين ليس فقط المجتمعون في قاعة بصنعاء، اليمنيون‮ ‬في‮ ‬المديريات‮ ‬والعزل‮ ‬والقرى‮ ‬بعموم‮ ‬المحافظات،‮ ‬اليمنيون‮ ‬في‮ ‬المرتفعات‮ ‬الجبلية،‮ ‬والوديان‮ ‬الخصبة،‮ ‬والسهول‮ ‬الزراعية،‮ ‬والسواحل‮ ‬البحرية،‮ ‬والصحارى‮ ‬الشاسعة‮..‬
- الحضور النوعي والحشد المميز، والكلمات الملقاة، والتفاعل الجماهيري اللافت مع الفعالية الاحتفائية التي نظمها المؤتمر الشعبي العام بمناسبة أعياد الثورة اليمنية ( 26 سبتمبر- 14 اكتوبر- 30 نوفمبر) صباح الثلاثاء الماضي بقاعة القمة بصنعاء، تؤكد وبوضح أن المؤتمر الشعبي العام، ذات النشأة والمولد والفكر والعقيدة اليمنية الخالصة، بات اليوم آخر قلاع اليمنيين الحصينة تجاه مخططات اشعال الحروب والنزعات المذهبية والطائفية والمناطقية ، وبات المؤتمر اليوم آخر حاجز صد في وجه مخططات تفتيت الدولة الوطنية وتمزيق النسيج المجتمعي‮ ‬اليمني‮..‬
- وأمام ما يمر به وطننا الغالي اليوم من حرب ظالمة وحصار خانق ومحاولات مستميتة لاشعال حروب مذهبية وطائفية ومناطقية، واحتلال لاجزاء من اراضيه، ونهب منظم لخيراته، وتدمير ممنهج للمكتسبات الوطنية والبنى التحتية والمشاريع الخدمية، فإن المسئولية الملقاة على عاتق قيادات المؤتمر الشعبي العام اليوم تتجاوز مسألة الحفاظ على وحدة المؤتمر التنظيمية، إلى مسئولية حماية الوحدة الوطنية والنسيج المجتمعي ، وحماية اهداف ومبادئ الثورة اليمنية، كمصلحة وطنية عليا، يعلنها رئيس المؤتمر الشعبي العام المناضل الوطني الجسور الشيخ صادق بن‮ ‬أمين‮ ‬ابو‮ ‬راس،‮ ‬سقفاً‮ ‬لالتقاء‮ ‬المؤتمر‮ ‬ومدّ‮ ‬يده‮ ‬لأي‮ ‬مكون‮ ‬سياسي‮ ‬وأي‮ ‬جهة‮ ‬تعمل‮ ‬تحت‮ ‬سقف‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮ ‬العليا‮.‬
- واذا كان التاريخ يحدّثنا عن قيادة الثائر الشهيد النقيب أمين ابو راس، لأول معارضة يمنية ضد التواجد المصري إبان ثورة 26 سبتمبر 1962م.. فلعلها الأقدار ذاتها أرادت أن يعيد التاريخ نفسه، فيبعث نجله " الشهيد الحي" الشيخ صادق بن امين ابو راس، من تحت ركام ورماد جريمة مسجد الرئاسة في 3 يونيو 2011م، ليقود بعصاةٍ فولاذية يستقوي بها على جراح جسده، والى جواره أمناء مساعدو المؤتمر في مقدمتهم الشيخ يحيى على الراعي- صاحب مطرقة مجلس النواب- لقيادة المؤتمر في مرحلة عاصفة مشابهة لمخاضات وسنين تثبيت الجمهورية الوليدة عام 1962م،‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬تشابه‮ ‬الاحداث‮ ‬والدوافع‮ ‬واهداف‮ ‬دول‮ ‬العدوان‮ ‬بالامس‮ ‬واليوم‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬ونظامه‮ ‬الجمهوري‮ ‬وسيادة‮ ‬اراضيه‮..‬
- وبوتيرة ثورية مشابهة، ينبعث منها روح 26سبتمبر وعبق 14 اكتوبر وعنفوان 22 مايو 1990م، يسمّي " الشهيد الحي" رئيس المؤتمر، الأشياء بمسمياتها، دونما مواربة أو ضبابية، فلا شرعية " لمن حاصر شعبنا وقتل الأطفال والنساء.." وأن الحرب التي تشن على اليمن منذ قرابة 4‮ ‬سنوات‮ " ‬ليست‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬إعادة‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬شرعية‮ ‬وانما‮ ‬بهدف‮ ‬تدمير‮ ‬اليمن‮ "‬،
وأخيراً وليس بآخر، يؤكد أبو راس في كلمته خلال الفعالية الاحتفائية قائلاً: »لسنا منبطحين لأحد، وسنظل داخل وطننا رافعين رؤوسنا نأكل من كفاف الدنيا، ولن نذهب للتسول في الخارج«، مجسداً بذلك مبادئ الميثاق الوطني وبرامج المؤتمر الشعبي العام، ومقتفياً بذلك أثر رفاقه في النضال الوطني، الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الشهيد الأمين عارف عوض الزوكا (رحمة الله تغشاهما) ، سلوكاً وممارسة عمليّة من قلب صنعاء ، لا مزايدات " أونطجية.."، من خارج الحدود ..!!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54362.htm