أحمد الزبيري - كلمة الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس الموتمر الشعبي العام- في العيد الـ56 للثورة اليمنية 26 سبتمبر حملت في محتواها مواقف المؤتمر والمؤتمريين الوطنية تجاه كافة القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية التي يمر بها اليمن في هذه المرحلة غير المسبوقة في تحدياتها واخطارها والتي تعد تهديداً لوجوده الجغرافي والتاريخي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
الكلمة التي ألقاها رئيس المؤتمر تستمد أهميتها من عظمة المناسبة الوطنية وهي الثورة اليمنية التي مثلت انطلاقتها يوم 26 سبتمبر 1962م نقطة تحول في مسيرة النضال الوطني ضد النظام الإمامي الرجعي المتخلف في الشمال والاحتلال والسيطرة الاستعمارية البريطانية في الجنوب والركائز المرتبطة بالمستعمر والتي مزقها الى 22 سلطنة وإمارة اسمها محميات مستعمرة عدن الشرقية والغربية.. وهنا كان الامتداد النضالي الوطني لثورة 26 سبتمبر الثورة اليمنية التحررية 14 أكتوبر 1963م.
الأهم في هذه الكلمة اضافة الى احتفال المؤتمر بثورة 26 سبتمبر أن المتحدث رئيس المؤتمر الشعبي العام وهو شخصية سياسية وطنية ينتمي الى أسرة معروفة بدورها ومكانتها في مسيرة النضال الوطني من أجل يمن جمهوري موحد وديمقراطي مستقل متحرر من كل اشكال الهيمنة والوصاية الخارجية على قراره السياسي.. وهذا ما ينبغي الوقوف عنده في هذه الكلمة للشيخ صادق الذي يتحمل مسئولية قيادة تنظيم وطني رائداً بحجم ومكانة المؤتمر الشعبي العام وفي لحظة تاريخية فارقة بالنسبة لليمن واليمنيين التي فيها خلافاتهم تحولت الى صراع أسهمت القوى الخارجية ليس فقط في تأجيجه وإنما في ايصاله الى مستوى يبرر فيه عدوانهم على اليمن -الوطن والشعب- لأهداف لا تحتاج بعد ما يقارب 4 سنوات من هذا العدوان السعودي الاماراتي الاجرامي الغاشم الذي يسعى الى ابادة اليمنيين وتدمير وتمزيق وطنهم الى شرح أكثر من تساؤلات الشيخ صادق للقابعين في عواصم تحالف هذا العدوان متصورين أن كذبهم وفبركتهم وحذلقتهم وفذلكتهم في فضائيات ووسائل إعلام العدوان قادرة على تغطية جرائم حرب تحالفه الوحشية بحق اليمن واليمنيين الابرياء الذين يبدهم قصف طائراته لأكثر من ثلاث سنوات ونصف تمطرهم بأسلحتهم الفتاكة والمحرمة دولياً ممزقة أجساد آلاف الاطفال والنساء والشيوخ يومياً صباحاً -مساء وذنبهم الوحيد أنهم يمنيون.
تساؤلات رئيس المؤتمر الشعبي العام تخلص الى دعوة جميع اليمنيين لوقفة مراجعات وتقييم برؤية نقدية لمسارات خياراتهم وتوجهاتهم السياسية طوال أكثر من نصف قرن من عمر الثورة اليمنية متحررين من ضغط انانية المصالح الشخصية والفئوية والحزبية الضيقة التي جعلتهم لا يستطيعون ادراك المسافة التي تبعدهم أو تقربهم من اليمن والقضاياالكبرى والصغرى المعبرة عن مصالح الشعب اليمني التي ينبغي أن تجسدها الثورة والجمهورية والوحدة ومساحة الابتعاد عن التغيير والتحولات التي كان يتطلع هذا الشعب الصابر الحضاري العظيم الى تحقيقها والتي تحكمها مسارات 6 عقود وصولاً الى الحرب العدوانية البربرية القذرة والتي يشنها تحالف العدوان السعودي للعام الرابع على التوالي وهي بكل تأكيد ليست وليدة لحظتها وإنما هي ناجمة عن تراكمات لها أسبابها الداخلية والخارجية الاقليمية والدولية التي عُبر عنها في مختلف مراحل الثورة اليمنية بأشكال مختلفة عكست ظروف وأوضاع ومعطيات كل مرحلة جميعها لها علاقة مباشرة وغير مباشرة فيما وصلنا اليه من العدوان السعودي المباشر الذي باتت مخاطره واضحة للجميع حتى لأولئك الذين اعطوا الذرائع والمبررات له بعد أن أصبح تدمير اليمن واحتلال المناطق والمواقع الاقتصادية الجيوسياسية الاستراتيجية وما تبقى منه تقسيمه وتفتيته الى كيانات كنتونية متناحرة وهو أمر لا يحتمل أي التباس اليوم.
وهنا تكمن اهمية الدعوة التي اطلقها المؤتمر الشعبي العام في كلمة الشيخ صادق بن أمين ابو راس في احتفاليات العيد الـ56 لقيام ثورة 26 سبتمبر والتي يفترض أن تمعن القوى السياسية اليمنية في الشمال والجنوب النظر فيها وعلى نحو واقعي موضوعي وتأملي لادراك أن مصلحة اليمانيين جميعاً في هذه المرحلة الاصطفاف لمواجهة خطر العدوان السعودي الماحق وبعد الانتصار عليه ستوفر الاسباب والعوامل التي تؤدي بالاطراف السياسية اليمنية الى الجلوس على طاولة الحوار لحل خلافاتهم ومشاكلهم واضعين مصلحة اليمن نصب أعينهم عندها فقط سوف يعون ان مصالحهم متلازمة مع مصالح وطنهم وشعبهم وهكذايكونون قد كفروا عن جزء من خطاياهم واخطائهم بحق وطنهم وشعبهم وثورته وجمهوريته ووحدته أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة وان لم يفعلوا ذلك ستطاردهم اللعنات الى أبد الآبدين.
|