الميثاق نت -

الأحد, 07-أكتوبر-2018
مطهر‮ ‬تقي -
هذا العام شهدت صنعاء إحتفالات سبتمبرية أكثر تميزاً من العام الماضي كما اكد ذلك إهتمام وسائل الإعلام الرسمية بتغطية المناسبة العظيمة ففي ليلة السادس والعشرين من سبتمبر تم إيقاد الشعلة السابعة والخمسين ووداع ستة وخمسين عام من عمر الثورة المجيدة كذلك خطاب الأستاذ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الاعلى كان اكثر سبتمبري أيضا من خطاب العام الماضي لو لا تعميمه المطلق بأن من حكم طيلة خمسين سنة من عمر ثورة سبتمبر لم يكونوا من الأبناء الصالحين البررة... كما أشار في خطابه ايضا إلى ان ستة وخمسين سنة من عمر الثورة كانت كافية بنقل اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة وإستشهد بالصين وماليزيا ومعه حق في ذلك إلا أنه ذكر أيضا في نهاية خطابه بان الثورة قد واجهت مؤامرات شديدة من دول الجوار وهذه إشارة صادقة منه وأنا أقول: بالرغم من تلك المؤامرات فقد حققت ثورة سبتمبر وتحت قيادة من تعاقب من الرؤساء الذين حكموا خلال سنوات سبتمبر الكثير والكثير من المنجزات وإن لم تكن في مستوى طموح الشعب نتيجة لأسباب التآمر الخارجي بقيادة السعودية واهم محطات ذلك التآمر والكبوات في سنوات سبتمبر الآتي:
1‮. ‬الحرب‮ ‬الأهلية‮ ‬عقب‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬الخالدة‮ ‬ولمدة‮ ‬ثمان‮ ‬سنوات‮ ( ‬1962‮-‬1970‮).‬
2‮. ‬خلاف‮ ‬قيادة‮ ‬الشطرين‮ (‬الشمال‮ ‬والجنوب‮) ‬وإندلاع‮ ‬حرب‮ ‬1971‮ ‬و19979‮.‬
3‮. ‬قتل‮ ‬الحمدي‮ ‬والغشمي‮.‬
4‮. ‬حرب‮ ‬المناطق‮ ‬الوسطى‮ ‬لمدة‮ ‬أربع‮ ‬سنوات‮ ‬1979‮- ‬1980‮.‬
5‮. ‬حرب‮ ‬الإنفصال‮ ‬عام‮ ‬1994‮. ‬بين‮ ‬الدولة‮ ‬ودعاة‮ ‬الإنفصال‮.‬
6‮.‬إندلاع‮ ‬الحروب‮ ‬الست‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬2002‮-‬2009‮ ‬بين‮ ‬انصار‮ ‬الله‮ ‬وبين‮ ‬الدولة‮.‬
7‮.‬زلزال‮ ‬الربيع‮ ‬العربي‮ ‬2011‮ ‬وإندلاع‮ ‬حرب‮ ‬الشوارع‮ ‬وإنقسام‮ ‬العاصمة‮ ‬إلى‮ ‬نصفين‮ ‬من‮ ‬شارع‮ ‬الزبيري‮ ‬شمالاً‮ ‬تحت‮ ‬هيمنة‮ ‬بنادق‮ ‬الإصلاح‮ ‬وآل‮ ‬الأحمر‮ ‬والزبيري‮ ‬جنوبأ‮ ‬تحت‮ ‬هيمنة‮ ‬ما‮ ‬بقي‮ ‬من‮ ‬الدولة‮.‬
8.تولي هادي السلطة بدلاً من الرئيس علي عبدالله صالح بموجب ما سمي المبادرة الخليجية تحت إشراف امريكا والسعودية في فبراير 2012 لمدة عامين لكن إنهيار الدولة تواصل ولم يتمكن هادي من تحقيق أي شيئ يذكر في بناء الدولة حتى بعد تمديد عام ثالث لرئاسته. بل في عهده إندلعت حروب دماج وخمر وعمران والفرقة وجامعة الإيمان وحوصرت صنعاء من الإتجاهات الأربع وإندلعت مظاهرات الجياع بقيادة أنصار الله بعد أن رفعت حكومة باسندوه قيمة دبة البترول إلى ثلاثة آلاف ريال وكيس القمح إلى اربعة آلاف ريال.
9. توصل القوى السياسية برعاية أممية ودعم وإشراف هادي إلى إتفاق السلم والشراكة في 21/9/2014 إلا ان إنهيار الدولة تواصل إنحداره وزاد تدخل الدول الراعية للمبادرة الخليجية أمريكا والسعودية في صنع القرار السياسي اليمني.
10‮. ‬بدأ‮ ‬أعظم‮ ‬وأشرس‮ ‬عدوان‮ ‬وحصار‮ ‬بري‮ ‬وجوي‮ ‬وبحري‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬يوم‮ ‬26‮/‬3‮/‬2015‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬التحالف‮ ‬العربي‮ ‬ودعم‮ ‬أمريكي‮ ‬غربي‮ ‬والمستمر‮ ‬حتى‮ ‬التاريخ‮.‬
و إذا جمعنا سنوات التآمر السعودي على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وكيف تحول ذلك التآمر إلى أحجار عثرة أمام تحقيق أهداف الثورة وتحقيق التقدم المنشود سنجد سنوات ذلك التآمر ما يقرب من تسعة وعشرين عاما من إنشغال الثورة وعلينا ان نتصور كم من البشر قتلوا وجرحوا وكم من الأموال أهدرت وكم بذل رؤساء سبتمبر من الجهد لمقاومة التآمر السعودي وتآمر القوى السياسية العربية والأممية طمعا في حكم أحزابها لليمن والتدخل في قراره السياسي وكل تلك المؤآمرات أعلاه هو على ما أظن ما كان يقصده الأستاذ مهدي المشاط حين أشار إلى التآمر الخارجي على الثورة اليمنية أما الحديث عن الفساد والمفسدين الذي لا يخلو أي زمن منهم وفي ظل أي حكومة او ثورة فحديثه يطول ولكني أقول بإختصار كما هناك ملائكة يمشون في الأرض ويسعون لخدمة بلادهم ورفع المستوى المعيشي والحياتي لشعبهم وشرفاء بطبعهم فهناك أيضا شياطين يدبون على الأرض لينهبوا الثروات على حساب وطنهم وحتى على حساب دماء شعوبهم وما تجار الحروب بالأمس واليوم وكذلك من يضاربون بأسعار البترول والديزل والغاز وقوت المواطن والمضاربة في العملة من أجل كسب مزيد من المال فهم الوجه الآخر للعدوان وجميعهم يستهدفون اليمن‮ ‬وشعبه‮ ‬وخنق‮ ‬وقتل‮ ‬المواطن‮ ‬البريئ‮ ‬جوعا‮ ‬ومرضاً‮.‬
أما خطاب المناضل صادق إبن المناضل السبتمبري أمين أبو راس بمناسبة عيد الثورة السبتمبرية التي أقامها المؤتمر الشعبي العام يوم الثلاثاء الماضي فقد كان خطاب القلب قبل اللسان وهو يتحدث إلى ابناء اليمن وفي مقدمتهم أعضاء وأنصار المؤتمر وهو أول خطاب يلقيه بمناسبة عيد اعياد اليمن سبتمبر وهو يتحمل على كاهله مسؤولية قيادة المؤتمر في أخطر زمن من عمر الثورة اليمنية وعمر المؤتمر الشعبي العام كيف لا وثورة سبتمبر اليوم تتعرض لعدوان غاشم من أعداء اليمن إستهدف مشاريعها وإنجازاتها والمؤتمر الشعبي العام لا زال يلملم صفوفه ويطبب جراحه بعد فتنة ومصيبة ديسمبر 2017 (التي كان الأنصار والمؤتمر في غنىً عنها) وابو راس وهو رأس المؤتمر اليوم كان واضحا وصريحا وصادقا في كل كلمة قالها في ذلك الخطاب فالمؤتمر والأنصار إخوة في نظر ابو راس يجمعهم مقاومة العدوان والحرص المشترك لحماية الجبهه الداخلية من اي وهن وضعف بالرغم من جراح المؤتمر وكما يتفق المؤتمر مع الأنصار يوماً فهم يختلفون يوماً آخر وذلك الخلاف وحسب قول الصادق محوره اداء الدولة وضرورة إحترام الدستور والقوانين وابو راس يستنكر في خطابه مواقف واداء الشرعية التي تحاصر شعبها وتجوعهم وتتفنن في إيذاء المواطن سواء من تشديد الحصار البري والجوي أو الإقتصادي واللعب بعملة الدولة على أمل منها ان يصل سعرها إلى أقل من قيمة الحبر الذي كتبت به (كما هدد بذلك السفير الأمريكي في صنعاء أثناء مؤتمر الكويت) وكل ذلك التآمر يعود بالضرر على المواطن اليمني في كل اليمن‮.‬
و عن آخر المواقف المشينة للشرعية المتمثلة بمنع سفر الأمراض من المواطنين إلى الخارج للعلاج وكأن الأمم المتحدة أكثر رأفة ورحمة بمعاناة المواطنيين اليمنيين من رموز الشرعية فذلك مهزلة وسقوط أخلاقي وخصوصا وآلاف المرضى من المواطنين الأبرياء لا ذنب سياسي لهم يذكر‮. ‬ولكنه‮ ‬الحقد‮ ‬السياسي‮ ‬الاسود‮ ‬فلا‮ ‬حول‮ ‬ولا‮ ‬قوة‮ ‬إلا‮ ‬بالله‮.‬
أما حديثة عن العلاقمة الذين ساعدوا أعداء اليمن في إحتلال أجزاء غالية من اليمن كان آخرها المهرة وجزيرة ميون وتدنيس عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات فقد اكد لهم بأن التاريخ لن يرحمهم وسيكتب للأجيال القادمة من ابناء اليمن من مكن الأعداء من إحتلال اليمن وكما يلعن‮ ‬العرب‮ ‬اليوم‮ ‬إبن‮ ‬العلقمي‮ ‬وابى‮ ‬رغال‮ ‬من‮ ‬دل‮ ‬أبرهه‮ ‬على‮ ‬الطريق‮ ‬إلى‮ ‬مكة‮ ‬سيلعن‮ ‬الشعب‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬أساء‮ ‬إلى‮ ‬الوطن‮ ‬وساهم‮ ‬في‮ ‬إحتلاله‮ ‬وتدنيس‮ ‬كرامته‮.‬
اما صاحب الفخامة رمز الشرعية هادي فلم يلقي خطابا بمناسبة سبتمبر هذا العام كما هي العادة وإكتفى بخطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة دون ان يضيف شيئا جديداً عن خطابه في نفس المكان العام الماضي فإَيران (بفتح الألف) هي شغله الشاغل ولا يهمه بصورة او بإخرى معاناة شعبه ولعله اناب وزير خارجيته بحضور إجتماع نيويورك مع بعض وزراء خارجية دول الخليج وامريكا ومندوب الموساد الإسرائيلي وهذه سابقة في تاريخ السياسية اليمنية ان يشارك يمني في إجتماع سياسي مع الموساد الإسرائيلية وسيسجل التاريخ ان هادي أمر وزير خارجيته بالإجتماع مع الإسرائيليين فهي المهانة بلا شك والإرتهان الرخيص حتى مع إسرائيل أخيراً الشكر لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الذي أعلن في خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة أنصار الله وأنصارهم تلك الثورة الحريصة على الإستقلال القرار السياسي من أي تدخل خارجي والذي اعلن العفو العام لمن يرغب في العودة إلى وطنه كذلك تعليماته إلى أجهزة الامن وإطلاق كل سجناء الرأي فتلك خطوة ديمقراطية منه أتمنى أن تجد تنفيذاً من الجهات الأمنية فالحرية والديمقراطية وكرامة المواطن هي الأساس في إستقرار أي جبهة داخلية أو حكم.
و‮ ‬الله‮ ‬من‮ ‬وراء‮ ‬القصد‮.‬
1‮/‬10‮/‬2018
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54408.htm