الميثاق نت -

الأحد, 14-أكتوبر-2018
مطهر‮ ‬تقي -
يحتفل شعبنا اليمني بالعيد الخامس والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر في ظل احتلال جديد (إماراتي سعودي) للمحافظات الجنوبية الشرقية، وتأكد للشعب اليمني ومنهم الذين صفقوا لما سُميت عاصفة الحزم وعودة الأمل أنها ليست إلا عدواناً على اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه تستهدف المواطن اليمني ومقدرات بلاده... وأما الأمل بعودة الشرعية واستقرار اليمن فهي كذبة كبرى حاول العدوان تسويقها على عقول المواطنين البسطاء لتكون غطاء لتنفيذ أطماعه وأهدافه التي تستهدف كرامة وسيادة اليمن وقد تجلت تلك الأطماع لشعبنا اليمني كافة ولإخوتنا في المحافظات الجنوبية الشرقية خاصة مع مرور الوقت ووضوح حقيقة أطماع السعودية والإمارات في المهرة وحضرموت وسقطرى والممارسات القمعية التي يتعرض لها المواطن في تلك المحافظات من كلتا الدولتين ومرتزقتهما وما أفرزته الأيام من رغبة سعودية إماراتية لتضييق الخناق الاقتصادي على المواطن اليمني.. وهاهم أبناء اليمن جميعاً يخرجون في مظاهرات عمت جميع المحافظات اليمنية ينددون بالاحتلال السعودي الإماراتي ويرفضون تواجده ويرفضون كذلك رموز شرعيته وحكومته التي فشلت في إدارة وتأمين كافة المحافظات التي تم تحريرها من اليمنيين بالرغم من تواجد البنك المركزي والموانئ والمطارات وثروات البترول والغاز تحت تصرفهم إلا أنهم فشلوا في تأمين القوت والأمن والاستقرار للمواطن بل وصل حد تآمرهم على الشعب اليمني طبع أكثر من تريلوني ريال بدون غطاء مما جعل قيمة الريال تضعف كثيرا أمام سعر الدولار مما انعكس‮ ‬سلباً‮ ‬شديداً‮ ‬على‮ ‬معيشة‮ ‬المواطن‮ ‬في‮ ‬كافة‮ ‬أنحاء‮ ‬اليمن‮.‬
فماذا‮ ‬نقول‮ ‬لك‮ ‬يا‮ ‬أكتوبر‮ ‬التحرير‮ ‬من‮ ‬الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬عن‮ ‬الاستعمار‮ ‬الجديد‮ ‬الذي‮ ‬وصل‮ ‬شره‮ ‬وأطماعه‮ ‬الاستعمارية‮ ‬إلى‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬مثل‮ ‬المهرة‮ ‬وحظرموت‮ ‬وسقطرى‮.‬
ماذا نقول لك عن انتهاك السيادة اليمنية ومصادرة القرار السياسي اليمني والاستهتار بالشرعية، وعن مهانة إخوتنا في المحافظات الجنوبية الشرقية القابعين في السجون الإماراتية، وماذا نقول لك عن رخص المواطن الذي جندته الإمارات ضمن ما يسمى بالأحزمة والنخب الأمنية التي أصبحت أداة قمع للإماراتيين ضد إخوتنا في تلك المحافظات، وماذا نقول لك يا أكتوبر أيضا عن المجندين الذين يزج بهم تجار الحروب والنخاسة في الجنوب السعودي كدروع تحمي بهم الحدود السعودية بأبخس الأثمان.
إنها‮ ‬المهانة‮ ‬ورخص‮ ‬المواطن‮ ‬اليمني‮ ‬أمام‮ ‬الريال‮ ‬السعودي‮ ‬والدرهم‮ ‬الإماراتي‮ ‬وغياب‮ ‬الحس‮ ‬الوطني‮ ‬الذي‮ ‬أذكيته‮ ‬يا‮ ‬أكتوبر‮ ‬ذات‮ ‬سنين‮ ‬في‮ ‬نفوس‮ ‬اليمنيين‮ ‬ضد‮ ‬الاحتلال‮ ‬البريطاني‮.‬
ماذا‮ ‬نقول‮ ‬لك‮ ‬يا‮ ‬أكتوبر‮ ‬في‮ ‬عيدك‮ ‬الخامس‮ ‬والخمسين‮ ‬عن‮ ‬عشرات‮ ‬الكيانات‮ ‬والدكاكين‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬محافظاتنا‮ ‬الجنوبية‮ ‬التي‮ ‬تنهش‮ ‬الأرض‮ ‬والإنسان‮ ‬لمزيد‮ ‬من‮ ‬الفرقة‮ ‬والشتات‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬الواحد‮.‬
نشكو إليك يا أكتوبر تلك المجاميع المنتمية إلى بعض المحافظات الجنوبية والتي تسلطت على القرار السياسي في كافة المحافظات الجنوبية الشرقية منذ 1967م تنقلب وتحكم وتقتل ثم تنقلب وتحكم وتقتل حتى اذا ما انعم الله على شعبنا بالوحدة اليمنية المباركة وإحداث نقلة اقتصادية وتنموبة عامة وإحلال الأمن والأمان في كافة المحافظات الجنوبية الشرقية إلا أن تسلط تلك الجماعات ما لبث أن عاد تحت شعارات انفصالية غوغائية وما المجلس السياسي الانتقالي بقيادة الزبيدي إلا صورة بائسة لتلك الجماعات التي وجدت في فشل هادي وحكومته في إدارة المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬الشرقية‮ ‬فرصة‮ ‬لبسط‮ ‬هيمنتها‮ ‬حتى‮ ‬وصل‮ ‬شدة‮ ‬أعراض‮ ‬أمراضها‮ ‬الانفصالية‮ ‬والعنصرية‮ ‬حد‮ ‬طرد‮ ‬كل‮ ‬مواطني‮ ‬المحافظات‮ ‬الشمالية‮ ‬من‮ ‬عدن‮ ‬وذلك‮ ‬لم‮ ‬يحدث‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬البغيض‮.‬
تلك بعض ملامح الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تعيشها المحافظات الجنوبية الشرقية من بلادنا بعد خمسة وخمسين عاماً من أكتوبر التحرير... فهل ينتفض شعبنا اليمني ويرفع السلاح ضد الاحتلال الجديد ونرى آخر ضابط إماراتي يلف علم بلاده ويرحل على‮ ‬عجل‮ ‬وعلى‮ ‬آخر‮ ‬طائرة‮ ‬ونحتفل‮ ‬مجددا‮ ‬بتحرير‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬الاحتلال‮ ‬الجديد‮.. ‬أتشوق‮ ‬لذلك‮ ‬اليوم‮.. ‬والله‮ ‬ناصر‮ ‬شعبنا‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:07 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54461.htm