راسل القرشي - يبدو ان هناك الكثير ممن يحلمون ببيع أو تأجير مناطق واراضٍ يمنية لقيادات أنظمة دول العدوان مقابل أموال مدنسة تنقلهم إلى حياة أخرى بعيدا عن جحيم اليمن ومشاكل اليمنيين .. والحديث الذي كان يثار ولايزال حول تاجير سقطرى وميون وغيرهما من المناطق والجزر اليمنية إضافة إلى اصرار السعودية على مد انبوب نفطها عبر اراضي المهرة يبدو انه لن يهدأ إلا بعد ان تتمكن السعودية والإمارات من جعله واقعا مهما كلفهما ذلك من ثمن..
ووسط هذا الحديث المثار حاليا تتكشف حقيقة اهداف "عاصفة الحزم" و "إعادة الأمل" اللتين تتغني بهما دول العدوان منذ البداية..
نعم .. الحزم والأمل يمثلان الهدفين الرئيسيين لدول العدوان وخاصة السعودية والإمارات وهو ما يتجلى بوضوح في اعاقتهما المستمرة لأي مشاورات ومفاوضات بين الأطراف اليمنية والوصول إلى حلول للأزمة وانهاء الحرب والعدوان ..!!
ولا شك أن ما يتم تداوله هذه الأيام من وصول اكثر من 187 نائبا برلمانيا إلى الرياض وعقد جلسة للبرلمان في احدى المحافظات الجنوبية أو حتى في الرياض نفسها هدفه تمرير السعودية لاهدافها من خلال الحصول على موافقة برلمانية تضمن المضي في انجاز ما تريده هي إضافة إلى ما تريده الإمارات ..
لقد وضعت ما تسمى "الشرعية" نفسها بين كماشتين، وهاهي اليوم عاجزة عن تبرير ما تسعى إليه السعودية والإمارات على الأراضي اليمنية أو رفض تلك المساعي الاحتلالية والاستحواذية التي لم ولن تقبل تلك الدولتان إلا بتحقيقه مهما كلفهما من ثمن ..
هذه الأهداف بالنسبة للسعودية والإمارات تمثل ثمن هذه الحرب التي استدعيتا إليها من قبل رئيس منتهية ولايته وشرعية فاقدة لوجودها ..؛ فكيف لهما ايقاف العدوان وانهاء الحرب وجعل اليمنيين يتحاورون ويتوصلون لانهاء ازمتهم، واهدافهما لم تتحقق ؟!
منذ البداية ونحن نؤكد ونقول إن مجيئ العدوان الى اليمن ليس من اجل اليمنيين ولا من أجل عيون هادي وشرعيته وإنما من أجل تحقيق أهداف لهما وجدوا في اليمن المكان المناسب لتحقيقها وهذا ما تكشف من البداية واتضح اليوم حقيقته بجلاء ..!!
ومع ذلك لم يعد يجدي هذا البكاء الذي نسمعه من قبل البعض من تلك القيادات التي سقطت في مستنقع العدوان وساعدته وشاركت في عدوانه وذهبت تبارك كل الجرائم التي نفذها بحق الأطفال والنساء والمدنيين عموما في مختلف المناطق اليمنية..
عليها اليوم ان تكشف للشعب الخطأ الذي وقعت فيه بدلا من ان تذهب صوب تحميل الطرف الآخر مسئولية ما حدث ولايزال يحدث بعد حوالي اربع سنوات من التدمير والقتل اليومي لليمنيين ..
نعم .. اليمن ليست للبيع، وكل من يشارك أو يبرر للسعودية والإمارات مساعيها وتنفيذ اهدافها هو بائع للسيادة ولكرامة اليمنيين ولا يمكن أن يكون يمنيا او يدعي انتماءه لهذا الوطن الواحد الكبير الضارب جذوره في اعماق الأرض ..
اليمن ليست للبيع ولن تكون اراضيها مستباحة لأي غازٍ اكان عربيا أو اجنبيا .. وهذا ما يجب ان يفهمه الجميع ..
والمحاولات البائسة لتفكيك مجلس النواب من قبل العدوان لإيجاد ارضية لتمرير هذه الاتفاقات على حساب السيادة اليمنية لن يكون لها أي شرعية باعتبار البلاد تمر بمرحلة انقسامات شديدة تجعل من المستحيل التعامل مع اي قرار يتخذه عدد من اعضاء مجلس النواب في الخارج ..
كما ان هذا الواقع الانقسامي الذي تعيشه اليمن لن يقدم اي صيغة دستورية او قانونية يُعمل بها او من يلتزم بها باعتبار اليمن يمر بظروف كارثية نتيجة الحرب المفروضة من قبل العدوان .. خاصة وان القرارات السيادية كهذه يجب ان تتم في ظروف اعتيادية يكون الشعب والدولة في تلاحم وتماسك .. تجمعهما إرادة سياسية واحدة ..
|