توفيق الشرعبي - مع كل مجزرة بشعة يرتكبها تحالف العدوان بحق اليمنيين يفترض ان نطرح السؤال الكبير..لماذا يعتدون علينا ويقتلوننا بكل هذه الوحشية؟
ومنه تتوالد الأسئله المؤلمة:
لماذا يدمرون مصانعنا.. ومستشفياتنا.. ومنازلنا.. وطرقنا.. ومساجدنا..وآثارنا.. وآبارنا.. وجامعاتنا.. ومدارسنا.. ومزارعنا؟
ما الذي فعله اليمنيون ليتحالف عليهم الإرهابيون والمجرمون والقتلة وتجار الحروب وشذاذ الآفاق ليصبوا عليهم كل هذا التوحش والإجرام..؟!
يقصفونهم في الأسواق..في المدارس.. في مرافق ومؤسسات الدولة.. في المشافي.. في الحافلات.. وفي صالات المآتم وقاعات الأفراح؟
لابد ان نسأل عند كل غارة لطيران تحالف العدوان تطال بلادنا او فرداً من شعبنا.. لماذا.. والى متى.. ولصالح من؟
ومهما تشعبت التساؤلات وتنوعت أدوات الاستفهام وتكررت الأسئلة فحتماً ستتضح الحقائق -بعد ان تكشفت المؤامرات وافتضحت المخططات- وستنبثق من وسط الركام ومن تحت الانقاض ومن بين الاشلاء إجابات مفادها :
لأننا شعب عريق يحمل قضية، ويأبى الضيم.. لأننا شعب مددٍ نتفاعل مع كل قضية تمس أمتنا او ديننا او مقدساتنا.. ولأننا شعب يرفض الهيمنة والتبعية والوصاية على بلاده من أيٍ كان داخلي او خارجي..
وبالتالي فهذا العدوان الغاشم ليس وليد ظرف محدد او مرحلة معينة وإنما نتاج حقد تاريخي دفين، حيث إنه لم يكشر عن انيابه ومخالبه الا - وللأسف الشديد - بعد ان كان قد اشترى ذمماً وكيانات ومكونات طالما كانت تزايد بوطنيتها وتردد معنا في كل محفل "لن ترى الدنيا على ارضي وصياً..
ومهما يكن فقد استوعبنا المخطط منذُ الغارة الاولى من عمر العدوان، وادركنا -كيمنيين أحرار- أننا أمام معركة فُرضت علينا ولاخيار أمامنا الا الثبات والمواجهة والصمود،دفاعاً عن الأرض والعرض لأن الإذعان والتبعية والخضوع والاستسلام مفردات لا توجد في قاموس الحرية لدى الإنسان اليمني الحر الذي عرفه التاريخ بأنه لا يعطي ظهره للعدو والمحتل لاستثمار معاناة شعبه او المتاجرة بقضايا وطنه..
مايهمنا اليوم في هذا الوطن المعتدَى عليه هو أن نتوحد أمام عدو مشترك يهددنا جميعاً وأن نتناسى خلافاتنا ونترفع عن صغائر الأمور ونزوات النفوس في سبيل مواجهة هذا التحالف الإجرامي الداهم.
فمن غير المعقول ان يكون بيننا من لايزال -بعد أربع سنوات من العدوان- لايدرك حجم الخطر الذي يتهدد حياتنا ووطننا ونسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية..
فالمجازر اليومية التي ترتكب بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء شعبنا اليمني العظيم تؤكد أن تحالف العدوان متحفز أكثر لمزيدٍ من القتل والدم والدمار..!!
وإزاء هذا التحفز العدواني المتعطش لمزيد من الدماء، يتوجب على كافة اليمنيين ان يوحدوا صفوفهم ويعيدوا ترتيب أوراقهم ويتجهوا بصدق نحو مصالحة وطنية حقة كخيار صائب للوقوف ضد من يستهدف وجودهم.
|