الميثاق نت -

الأحد, 28-أكتوبر-2018
مطهر‮ ‬تقي -
التيار‮ ‬الإسلامي‮ ‬الثالث‮ ( ‬الوهابية‮ ) : ‬
ظهرت الوهابية في نجد على يد مؤسسها محمد بن عبدالوهاب توفي في 1787م لتقضي على البدع التي افرطت في تقديس الاشخاص والتبرك بهم وطلب القربى من الله بزيارتهم وقد جاءت متخذة من فكر واجتهاد ابن تيمية (ولد في 661 ه ) منهجاً لها ، بل تجاوزت فكر ذلك الرجل وإضيف إلى تشدده تشدد أقسى بل أصرت على أرائه التي عدلها بعد أن عرف خطأها وتجاوزت أراءه وأحكامه ووصل حال الفكر الوهابي إلى اعتبار التدخين محرم بل أن المدخن مشرك .. كما أن القهوة حرام وشاربها مؤاثم ، وقد حمل الوهابيون السيف لمحاربة كل من لا يتفق معهم من المسلمين واعتبروهم‮ ‬كفار‮ ‬يجب‮ ‬قتالهم‮ .‬
و قد تزعم حمل السيف صهر محمد عبدالوهاب ، محمد ابن سعود ، جد الاسرة السعودية الحاكمة الذي تعصب لفكر نسبه عبدالوهاب وقامت جحافل البدو الوهابية بغزو العراق وعمان واليمن تهدم الأضرحة كافة والمساجد وتستأصل بالسيف كل من يعترضها وقاموا بهدم كافة قبور الصحابة وطمس‮ ‬كل‮ ‬المعالم‮ ‬الإسلامية‮ (‬في‮ ‬نهاية‮ ‬القرن‮ ‬الثامن‮ ‬عشر‮ ‬وبداية‮ ‬القرن‮ ‬التاسع‮ ‬عشر‮) ‬ومن‮ ‬أشهر‮ ‬معالمهم‮ ‬الشنيعة‮ ‬مذبحة‮ ‬تنومة‮ ‬التي‮ ‬قتلت‮ ‬قرابة‮ ‬3000‮ ‬حاج‮ ‬يمني‮ ‬عام‮ ‬1923‮ ‬بإعتبارهم‮ ‬كفرة‮ ‬يجب‮ ‬قتلهم‮.‬
و‮ ‬هذا‮ ‬الفكر‮ ‬منغلق‮ ‬ومشغول‮ ‬بأمور‮ ‬صغيرة‮ ‬ليس‮ ‬فيها‮ ‬وثنية‮ ‬ولكنها‮ ‬في‮ ‬نظره‮ ‬كفر‮ ‬بواح‮.‬
وتمكن الفكر الوهابي في نهاية القرن العشرين من القرن الماضي بالتوسع بإمكانات مالية سعودية كبيرة في المناطق الإسلامية (جنوب الإتحاد السوفيتي) بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وفي دول إفريقية بل وصل أمر ذلك الفكر أن زرع الفتنة في كثير من الدول العربية والإسلامية كان آخرها ولا زال في العراق وسوريا واليمن وافغانستان وكان مصدراً مهماً ولا زال في تغذية الحروب بالمال والسلاح في تلك الدول .. ولم يكتفي ذلك الفكر بصرف المال والسلاح في اليمن فقط بل لقد أصدر علمائه الفتاوى بمن فيهم خطيب بيت الله الحرام وخطيب يوم عرفة (آل الشيخ) التي تكفر اليمنيين وتدعوا إلى قتالهم باعتبارهم مجوس وروافض ... ويعتبر بن لادن والظواهري وعبدالعزيز بن باز أشهر شخوص ذلك الفكر الإسلامي في هذا العصر ...وأهم نتاج ذلك الفكر القاعدة ثم داعش والممولون بالمال والسلاح من غلاة الفكر الوهابي وقد لعبت أمريكا دورا كبيراً في تأسيس القاعدة وداعش وهذا الفكر لا يعتد بآل البيت وأئمتهم والإمام علي ما هو إلا الخليفة الرابع لا أكثر من ذلك... ويعتبر هذا الفكر المناهض سياسياً للفكر السياسي الإثنى عشري ودعاته وعلمائه يتبعون ولي الأمر حتى ولو كان جائراً وظالماً ويحللون ويحرمون ما يرى ولي الأمر فعلى سبيل المثال فقد كانت سواقة النساء للسيارات حرام وحين وافق ولي الامر أصبحت حلال حتى أن مظاهرات الفلسطينيين ضد إسرائيل أصبحت حرام في نظر عدد من علماء الوهابية فإسرائيل هي ولية أمرهم ولا يجب الخروج على ولي الاخر (هكذا أفتى عبر التلفزيون‮ ‬احد‮ ‬دعاة‮ ‬الوهابية‮)‬
تلك‮ ‬نماذج‮ ‬للإسلام‮ ‬السياسي‮ ‬التي‮ ‬تحكم‮ ‬وتتحكم‮ ‬في‮ ‬الإسلام‮ ‬والمسلمين‮ ‬اليوم‮ ‬تتصارع‮ ‬على‮ ‬الساحة‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮.‬
والتي اتخذت تلك القوى الدينية من بلاد المسلمين وكذلك أرض اليمن ملعباً للصراع والقتال والفرقة ووقودها للأسف الشديد أبناء اليمن وأبناء العروبة والإسلام الذين حوصروا حتى في مساجدهم ، فقد تغلبت المساجد الضرار على غيرها وكل في مسجده يؤكد للمسلمين أن دعوته هي الصحيحة وأن دعوة غيره ضلال وكفر ووصل حد الصراع الديني حتى تصفية الخصوم من الدعاة وأئمة المساجد حتى وهم في مساجدهم في كثير من الدول والأزمان ، وكان ذلك ولازال في عدن وحضرموت والمهرة ،فلا حول ولا قوة إلا بالله.
والسؤال : أي إسلام يختار المواطن المسلم وأي مسجد يلوذ إليه ليعبد الله ويجد الدين الإسلامي الحق الذي أنزله الله على نبيه الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه أجمعين وخصوصاً وهو يرى كل تيار يرفع المصحف الكريم ويفسر آياته ويحملها أوجه سياسته ومراميها‮ ‬الخاصة‮ ‬بدعوته‮ ‬حتى‮ ‬يستولي‮ ‬على‮ ‬الحكم‮ ‬تحت‮ ‬دعوة‮ ‬ظاهرها‮ ‬دينية‮ ‬وباطنها‮ ‬سياسة‮ ‬رخيصة‮... ‬ويسمع‮ ‬المواطن‮ ‬أيضاً‮ ‬الأحاديث‮ ‬النبوية‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬طرف‮ ‬توظف‮ ‬سياسياً‮ ‬أيضاً‮ ‬حسب‮ ‬غاياته‮ ‬وأهداف‮ ‬حزبه‮ ‬والحكم‮ ‬الذي‮ ‬يؤيده؟
و كنا نحن في اليمن وحتى السبعينات من القرن الماضي يعيش المذهب الزيدي والشافعي في وئام وتوافق بعيداً عن التعصب والغلبة ولا يعرف منا هل هو زيدي أو شافعي فقد كانت الفكرة السائدة بين المواطنين أن الكل مسلم ولا حساسية من مصلي يسربل او يضم ومؤذن للصلاة يقول حي على‮ ‬خير‮ ‬العمل‮ ‬وغيره‮ ‬لا‮ ‬يقولها‮.‬
و لنا أن نتسائل أيضاً اي مستقبل أمام بلادنا والعالم الإسلامي وقد أصبح المتعصبون يتصارعون من أجل الحكم بعيداً عن الدين الإسلامي الحنيف الصحيح ويعملون على تشتيت فكر المسلم لغايات سياسية تجعل من الدين وسيلة للوصول إلى الحكم والسيطرة على مقاليد أمر المسلمين، فلا‮ ‬حول‮ ‬ولا‮ ‬قوة‮ ‬إلا‮ ‬بالله‮.‬
ملاحظة‮: ‬ما‮ ‬ورد‮ ‬أعلاه‮ ‬مستمد‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬الكتب‮ ‬الإسلامية‮ ‬المحايده‮ ‬والبعيدة‮ ‬عن‮ ‬التعصب‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54564.htm