د.علي محمد الزنم - في موكب جنائزي مهيب ودعت إب رمزاً من رموز العلم والمعرفة والحكمة البالغة التي من يؤتيها فقد أوتي خيرا كثيرا .
نعم أعني شيخنا ومفتي محافظتنا العلامة الأكاديمي من جمع بين علوم الدين وفقه واقعنا وانتهج الوسطية والاعتدال وغلب الوطن وقضاياه الحقة على أي انتماء حزبي او مناطقي او مذهبي وجعل من نهجه طريقا يقتدي به الحائرون ويحتكم إليه المتخاصمون.
فقد أعلى صوت الحق وأرسى لغة التعايش من غير جواز او فتوى تجز إراقة الدماء او رأي يثير الشقاق ويؤسس لفتن وقع فيها البعض فانحرف المسار وقادو والوطن إلى أتون الصراعات.
الشيخ الدكتور عبده عبدالله الحميدي كان مثالا لمن جسد معنى الانتماء للوطن وتغليب المصلحة العليا التي تنسجم مع تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف فعجز الآخرن من المتربصين عن جرّ الحميدي إلى مربع الصراعات والفتن وثبت بعزيمة الرجال الذين لا تثنيهم تقلبات الدهر ونوائبه وظل على العهد وفيا مخلصا لدينه ووطنه والناس أجمعين مما جعل الشيخ المرحوم الحميدي محل إجماع عند الفرقاء لان الحق أقوى من المكايدات السياسية ومن ينتهجه بصدق نية ويضع الله ومايرضيه نصب عينيه فهو معه يسدد خُطاه ويوفقه في قوله وعمله.
وها هي محافظة إب تخرج متوشحةً ثوب الحزن لتوديع قامة علمية كبيره فقدها الوطن وعزاؤهم في هذا المصاب أن من رحل ترك مآثر ستظل منهج حياة يهتدي به الحائرون.. وسيظل الحميدي مبعث فخر واعتزاز لكل اليمنيين الذين يبحثون عن الوسطية والاعتدال والتجرد من الحزبية التي تضر بالوطن وأمنه واستقراره.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.. ونعزي أبنائه النجباء وندعوهم للسير على خُطى والدهم وتعازينا لكل أفراد الاسرة الكريمة ولأبناء محافظة إب الأوفياء والشكر للاخ اللواء عبدالواحد صلاح محافظ المحافظة الذي تقدم المشيعين وعلى اهتمامه الكبير بالعلم والعلماء وليس ذلك بغريب عليه.
ختاماً.. رحم الله الشيخ الحميدي الذي أرسى دعائم السلام في محافظتنا ومعه أخوه طيب الذكر الشيخ محمد المهدي أطال الله في عمره ونفع بعلمه الأمة الحائرة في أمور دينها ودنياها.
|