راسل القرشي - منذ البداية والإدارة الأمريكية وحلفاؤها يغطون على جرائم النظام السعودي وحلفائه المرتكبة ضد اليمنيين..، والتبرير لها، اضافة إلى دعمهم الذي لم يتوقف وخاصة في الجانب العسكري..
كل تصريحات قيادات الإدارة الأمريكية وغيرها من الأنظمة التي باعت مبادئها وقيمها التي تدعيها والتزمت الصمت إزاء مجمل الجرائم والانتهاكات التي يواصل النظام السعودي وحلفاؤه ارتكابها ضد اليمنيين منذ قرابة أربع سنوات.. كل تلك التصريحات تكشف حقيقة تلك الأنظمة ومواقفها من هذا العدوان الإجرامي وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك انها شريك رئيسي بل وموجه لقادة بني سعود في كل تحركاتهم العدوانية..
وكون تلك الأنظمة لا يهمها سوى مصالحها سنقف هنا أمام ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد كل هذه الفترة من العدوان السعودي على اليمن..؛ وبعد كل هذا القتل والتدمير الشامل الذي استهدف كل شيء في اليمن..
الأسبوع الماضي وجه ترامب اتهامات مباشرة للنظام السعودي باستهداف المدنيين في اليمن وفي مقدمتهم الأطفال.. واعترف بصريح العبارة ان هذا الاستهداف يتم بالأسلحة الأمريكية التي يقوم ببيعها للنظام السعودي..
وقال : إن النظام السعودي يستخدم اسلحة بلاده في قتل اطفال اليمن ووصف المجازر بحق المدنيين بالأمر " المروع ".!!
ترامب لم يوجه هذا الاتهام للنظام السعودي استشعارا لمسئولياته أو تعبيرا عن الأسف الذي انتاب إدارته وبلاده بعد قرابة اربع سنوات من القتل اليومي والتدمير الذي لم يتوقف لليمن بالأسلحة المتنوعة التي يقوم ببيعها لهذا النظام وانما يأتي ذلك في إطار عملية الابتزاز والصفقات التي دأب عليها منذ تسلمه السلطة مع النظام السعودي وحلفائه في حربهم على اليمن واليمنيين..
هل رأيتم سفه أكثر من هذا، وهل ما زلتم تعتقدون أن الإدارة الأمريكية بإمكانها أن تدين وتستنكر جرائم العدوان السعودي وتفرض على انظمة العدوان إجراءات عقابية أيا كان شكلها أو نوعها ؟!
من مازال يعتقد ذلك فهو أحمق ولا يقل جرما عن هذه الأنظمة وما ترتكبه من جرائم بحق اليمنيين..!
الرئيس الأمريكي تاجر الحروب وصف في مقابلة مع شبكة "أكسيوس" الأمريكية السعودية بسوء استخدام الأسلحة وشن غارة جوية في أغسطس الماضي على حافلة تقل أطفالا في اليمن بـ"المروع".
وقال : "إنه لأمر مروع ما حدث للحافلة مع الأطفال في اليمن.. هل يزعجني هذا؟ _ هذا ليس تعبيرا قويا بما يكفي (لما أشعر به)..هؤلاء أناس لا يعرفون كيف يتعاملون مع السلاح".!!
جرائم مستمرة منذ قرابة اربع سنوات يتم تنفيذها بدم بارد، وترامب وإدارته ومن قبله اوباما استمروا في مشاهدة هذا الإجرام بحق الأطفال والمدنيين عموما دون أن ينبسوا ببنت شفة، ويأتي ترامب اليوم ليقول ان هذا الاستهداف شيء مروع وهذا يزعجه كثيرا..!!
وهنا نسأل التاجر "ترامب" ألا يفترض أن تكون هناك إجراءات فعلية توقف مرتكبي هذه الجرائم عند حدهم وتوجه بالتحقيق الجاد والمسئول لهذه الجريمة التي تحدث عنها وغيرها..؛ أم أن الأمر لا يحتاج سوى للتعبير عن "الانزعاج" واطلاق وصف "المروع" لما يحدث ويرتكب من جرائم بحق الأطفال في اليمن؟!.
لنَعُدْ ونكمل ما قاله ترامب في هذا السياق ونكتشف موقفه الكامل من هذه الجرائم والأسلحة التي يبيعها للنظام السعودي..
ترامب ورداً على سؤال حول استطاعة بلاده وقف بيع الأسلحة للسعودية.. قال : "نحن نراقب عن كثب الوضع في اليمن، هذا هو المكان الأكثر فظاعة على وجه الأرض الآن، سأتحدث إلى السعودية، ولا أريد أن تقع أسلحتنا في أيدي أشخاص لا يعرفون كيفية استخدام هذه الأسلحة".!!
هكذا يكشف هذا الترامب الموقف الحقيقي له ولإدارته عن هذه الجرائم وعن الأسلحة الأمريكية التي تتدفق للنظام السعودي منذ بدء عدوانه وحربه الإجرامية على اليمن واليمنيين..؛ ومعها يتكشف الهدف الرئيسي من وراء ما قاله وروج له ضد النظام السعودي.!!
موقف تجاري ليس إلا وتبرير مستمر لتلك الجرائم المرتكبة بالسلاح الأمريكي، على الرغم من تعالي الأصوات والدعوات لوقف مبيعات الأسلحة للنظام السعودي بسبب سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات العدوان منذ قرابة اربع سنوات..!!
ترامب واحد من أدعياء السلام وحماة القوانين الإنسانية الدولية وحقوق الأطفال والنساء يستخدم اطفال اليمن ويوظف الجرائم المرتكبة من قبل شريكه الاستراتيجي في المنطقة المتمثل بالنظام السعودي للمتاجرة والابتزاز وجني المزيد من الأموال السعودية.. وكفى..!!
فما الذي تنتظرونه من ترامب أو رئيسة وزراء بريطانيا أو بقية تجار الحروب من قادة الأنظمة الإمبريالية ليقولونه حول العدوان السعودي على اليمن وانتهاكاته التي لم تتوقف للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان ومجمل القوانين والتشريعات الأممية التي تجرم استهداف المدنيين والمنشآت الخدمية من مدارس ومستشفيات ومحطات توليد الطاقة والمياه وغيرها..؟!
هذه هي مغالطات الإدارة الأمريكية التي دأبنا طيلة الفترة الماضية على سماعها وقراءثها في وسائل الإعلام المختلفة.. وهي المغالطات والادعاءات الهادفة الى استمرار العدوان وتدمير اليمن وقتل اليمنيين والتبرير لها بقلة حياء لا مثيل لها!!
|